عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-28-2010, 11:33 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

أخى المسلم
نختتم هذا الشرح البسيط المبسط
بتلك المقولة القيمة التى تقول
إذا أحسن الأنسان سياسة نفسه صلح لسياسة غيره من الناس
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ثانياً : أسم الله الأعظم المتعالى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أخى المسلم

يجب أن تعلم أخى المسلم أن أسم الله الأعظم المتعالى
هو الذى جل و عظم عن كل ثناء
فلا يوفيه أحد حقه منه أبدا
مهما عظم شأنه عنده عز و جل و هذا الثناء هو منتهى ما يستطيع العبد أن يلهج به
بالغا ما بلغ من مقامات الحب و مراتب القرب
و هو منتهى الفرار إليه جل جلاله
و الفرار إليه على ثلاث مراتب
فرار من الكفر إلى الإسلام

و هذا الفرار يعتبر خطوة على طريق المعرفه

و فرار من المعاصى إلى الطاعات ،
و هذا الفرار يعد رقيا إلى سلم الكمال البشرى

و فرار منه إليه ،
و هو منتهى الكمال البشرى ، و ذلك مقام النبيين

و قد يحاكيهم فيه إلى حد ما الصديقون
و هم الذين صدقوا الله فى أقوالهم و أفعالهم و أحوالهم
و راقبوه فى جميع تصرفاتهم ، و قصروا هممهم على إبتغاء مرضاته
و وهبوا أنفسهم و أنفاسهم لخالقهم و مولاهم
و من معانى هذا الأسم أنه المتعالى عن الأنداد و الأضداد
فقد تعالى بجلاله و عظيم فضله و واسع رحمته عن الوجود كله
و علوه منزه عن المكان و الزمان
فلا يقال
هو الموجود فى كل الوجود إلا على سبيل المجاز
و لا يقال انه فى السماء ، إلا اذا أردنا العلو المطلق
فقد كان الله و لا شئ معه
فهو الأول بلا بداية و الأخر بلا نهاية
أراد أن يعرف فخلق الخلق و عرفهم بنفسه
فبه عرفوه فعبدوه طوعا و كرها

و المتعالى هو الذى تعالى عما نسبه إليه أهل الإلحاد
من النظراء و الأنداد

فذاته عن هذه متعالية ، كما هى كل ذات عالية

ما الفرق بين العلى و المتعالى ؟؟
أن العلى هو الذى لا تدرك ذاته
و لا يحيط الخلق متفرقين أو مجتمعين بصفة من صفاته
و لا يزيده تعظيم العباد علوا
إذ هو عال بذاته و صفاته على سائر مخلوقاته
غنى عنهم و هم الفقراء غليه
لا تنفعه طاعتهم و لا تضره معصيتهم
و المتعالى
هو العلى بذاته وصفاته و أفعاله عن سائر خلقه
المنزه عن أفك المفترين و غرور المغترين
القاهر بجبروته كل من تحدثه نفسه أن ينازعه فى صفة من صفاته
أو يدعى لنفسه شيئا من المكانة فى هذا الوجود أكتسبها بقدرته
فهو جل شأنه العلى الأعلى المتعالى ، ذو العلا و العلاء و المعالى
و اسماؤه الحسنى يؤكد بعضها بعضا
فهى تألفت فى معانيها و أن تنوعت فى الفاظها
أخى المسلم
قد ورد هذا الأسم فى موضع واحد من الكتاب العزيز
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

{ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ }
الرعد 9

{ وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى{19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى }

الليل 19- 20


{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }

الأعراف 151


{ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا

فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ }

المؤمنون 109

صدق الله العظيم
و الأعلى هو صاحب العلو المطلق
فليس أحد من عباده له صفة العلو فى أى شئ
مهما أرتفع شأنه و عز جاهه بين الناس

فهو أولا و اخرا عبد ضعيف لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا ،
فقير إلى خالقه و مولاه

فالله عز و جل لا يشترك معه أحد فى صفة من صفاته
فيكون هو جل شأنه أفضل منه فيها


أخى المسلم
أن رحمة الخلق جميعا لا تساوى شيئا فى رحمته عز و جل
و رحمتهم هى قبس من رحمته
فلا تكون هناك مفاضلة بينه و بينهم البتة من أى وجه
فيكون أفعل التفضيل حينئذ دالا على أن الله هو الرحيم بخلقه دون سواه
و إذا فهم المؤمن معنى هذا الأسم المقدس و أكثر من ذكر الله به
أطمأن قلبه و خشعت جوارحه و كفكفت نفسه من غلوائها و غرورها
و تواضع لمن خلقه و سواه و هو يعلم متقلبه و مثواه
و أرتفعت همته إليه جل شأنه
و سلك السبل التى هداه إليها فى كتبه و على ألسنة رسله
و تأدب معه فى سره و علانيته
و لا يتم له ذلك إلا بسياسة النفس و تربيتها و تأديبها و تهذيبها
و الأدب مع الكبير المتعال هو الطريق الآمن إلى مرضاة الله عز و جل
لأن الله تبارك و تعالى غنى عنا و عن عبادتنا
فلا تنفعه طاعتنا و لا تضره معصيتنا
فلا نتمكن من طلب مرضاته إلا بالتأدب فى حضرته

و لن نتمكن من التأدب فى حضرته إلا بمعرفة نعوت جلاله
بقدر طاقاتنا البشرية

و قد عرفنا بها عن طريق هذه الأسماء الحسنى
فان كل أسم منها يذكرنا بالجانب الذى يدل اللفظ عليه بوجه خاص
و بجميع الجوانب الاخرى الدالة على كمال الموصوف بوجه عام

أما بالنسبة للخالق عز و جل فهو يدل بادئ ذى بدء
على أحديته فى الذات و الصفات و الأفعال

مع ما يحتويه لفظه من المعانى التى لا تخرج عن الأحديه بحال
أخى المسلم
نختتم هذا الشرح البسيط المبسط
فنقول
عظم الله فى نفسك ما أستطعت تعظيما يملك عليك مشاعرك كلها
و يأخذ بمجامع قلبك من الأعماق كبره تضرعا و خيفة
و سبح بحمده فى كل ما تراه من عجيب خلقه و بديع صنعه

قال الشاعر
ففى كل شئ له آية تدل على أنه الواحد


رد مع اقتباس