عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-02-2013, 08:52 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : وسائل نصرة دين الله



ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله –
خطبتي الجمعة بعنوان :
وسائل نصرة دين الله
والتي تحدَّث فيها عن نُصرة الدين وعِظَم فضله وجليل مرتبته،
وبيَّن أن نُصرة الدين لها صورٌ عديدة ووسائل كثيرة :
منها: نشرُ الدين والحِرصُ عليه، وبيان محاسنِه،
ونشر سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والدفاع عنه،
ونُصرة المظلومين بما يستطيعه المرء،
وحثَّ على الإكثار من الدعاء، وأنه من أنفع وسائل نُصرة المظلوم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله، الحمد لله الذي دعا إلى القوة والنُّصرة،
أحمده - سبحانه - وأشكرُه على نعمة الهداية التي أخرجَنا بها من النور إلى الظُّلمة،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
أنزلَ القرآن الذي عصَمَنا به من التفرُّق وأحلَّ به المحبَّةَ والأُلفَة،
وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه خيرُ رسولٍ وأُسوة،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين طهَّر الله بهم الأرضَ من أهل البغيِ والطُّغْمة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران: 102].
حين تُقلِّبُ ناظِرَيك في الأحداث التي تتكالَبُ اليوم تُبصِرُ مظاهرَ المُدافَعة أو الصِّراع
بين الخير والشرِّ، هذه السُّنَّة التي لا يُمكنُ أن تخلُو الحياةُ البشريَّةُ منها بحالٍ
من الأحوال؛ سبٌّ للذَّات الإلهيَّة، استِهزاءٌ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -،
امتِهانٌ للمُصحف، سُخريةٌ بالقرآن، انتِهاكٌ للمُقدَّسات.
ومن المظاهر:
الحربُ الشَّرِسةُ على بلاد الإسلام، وما ينجُمُ عنها من قتلٍ وتشرُّدٍ، وآلامٍ، ويُتمٍ، وفقرٍ،
وجوعٍ، وغرقٍ، وفي خِضَمِّ ذلك كلِّه يتساءَلُ المُسلمُ الصادقُ عن دورِه وموقفِه،
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ }
[الصف: 14].
النُّصرةُ فريضةٌ دينيَّةٌ، نُصرةُ الله، نُصرةُ كتابه، نُصرةُ دينِه ورسولِه، نُصرةُ المظلومين،
نُصرةُ الأيتام والفُقراء،
قال الله تعالى:
{ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ }
[الأنفال: 72].
وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( انصُر أخاكَ ظالِمًا أو مظلومًا )
تكونُ نُصرةُ الدين بنشره ورِفعتِه، وأن نكون حُماةً له، مع التمسُّك بأحكامه،
وتطبيقِ أوامِره ونواهِيه، وبيان محاسِنِه، وأنه سبيلُ السعادة في الدنيا والآخرة.
نُصرةُ الدين مرتبةٌ عُليا وهدفٌ أسمَى، وعزٌّ وتمكين،
وهي ميدانٌ فَسيح لكل مسلمٍ ومُسلمة،
أساسُ نُصرة الدين هجرُ الذنوبِ والصِّدقُ مع الله - تبارك وتعالى -،
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إنما ينصُرُ اللهُ هذه الأمة بضعيفِها، بدعوتِهم وصلاتِهم وإخلاصِهم )
ثم لا تحقِرنَّ من المعروف شيئًا لنُصرة دينِك،
وفي "صحيح مسلم" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه :
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( لقد رأيتُ رجلاً يتقلَّبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطعَها من ظهر الطريقِ كانت تُؤذِي الناس )
لقد سخَّر الصحابةُ إمكاناتهم وقُدراتِهم لخدمة الدين؛
فبلالُ بن أبي رباحٍ خدمَ الدينَ بصوتِه الشجِيِّ مُؤذِّنًا. وزيدُ بن ثابتٍ حفِظَ الوحيَ بكتابتِه.
وخالدُ بن الوليد يقودُ الجيوشَ، سيفٌ من سُيوف الله المُسلول.
وحسَّانُ بن ثابتٍ يُنافِحُ عن الدين وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
في ميدان الإعلام. وعثمانُ بن عفَّان يُسخِّرُ مالَه لخدمة الدين، يحفِرُ بئرًا،
ويُجهِّزُ جيشَ العُسرة، ويُواسِي الفُقراء.
ومُصعبُ بن عُميرٍ إمامُ الدعوة إلى الله في المدينة.
أما أبو بكرٍ وعمر فهما أعمدةُ النُّصرة وأركانُ الدولة - رضي الله عنهم أجمعين.
إن الوسائلَ التي ننصُرُ بها الدين لا حصرَ لها، وهي تَسَعُ الجميعَ؛
فمن شاركَ في نُصرة الدين ولو باليسير نالَ الأجرَ الجزيلَ كما جاء في الحديث:

رد مع اقتباس