عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-02-2013, 08:53 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

( إن اللهَ ليُدخِلُ بالسَّهم الواحِد ثلاثةً الجنة؛
صانِعَه يحتسِبُ في صنعَته الخيرَ، والرامِي به، والمُمِدَّ به )
ومن صدَقَ مع الله لنُصرة دينِه كتبَ الله أجرَه ولو حِيلَ بينَه وبين العمل،
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إنما الدُّنيا لأربعة نفَر: عبدٍ رزقَه الله مالاً فهو يتَّقِي فيه ربَّه ويصِلُ فيه رحِمَه،
ويعلمُ لله فيها حقًّا؛ فهذا بأفضل المنازِل.
وعبدٍ رزقَه الله علمًا ولم يرزُقه علمًا، فهو صادقُ النيَّة يقول:
لو أن لي مالاً لعمِلتُ بعملِ فلانٍ، فهو بنيَّته، فأجرُهما سواء ..)
والنُّصرةُ - عباد الله - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
{ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[الأعراف: 157].
ومن أعظم وسائلِ النُّصرة لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:
نشرُ سُنَّته، وطاعتُه، والحِرصُ على الاقتِداءِ به،
قال الله تعالى:
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[النساء: 65].
ومن نُصرته: محبَّةُ آل بيته، محبَّةُ أصحابِه وتوقيرُهم، واعتِقادُ فضلِهم،
وتربيةُ الأبناء على محبَّته، وبيانُ خصائصِ دعوته،
ودحرُ الشُّبُهات والأباطِيل التي تُثارُ حولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
وسيرتِه، وترجمتُها إلى اللُّغات الأخرى.
والنُّصرةُ للمظلومين في أصقاع الأرض، المظلومُ له حقُّ النُّصرة حتى يأخُذَ حقَّه،
والأخذُ على يدِ الظالِمِ حتى يكُفَّ عن تعدِّيه؛ فكم في المُسلمين من ذوِي حاجةٍ،
وأصحابِ هُموم، وصَرعَى مظالِم، وجرحَى قلوب،
والظالمُ والمُعينُ على الظُّلم والمُحبُّ له سواء.
نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - من التنصُّل عن نُصرة المُسلمين:
( المُسلمُ أخو المُسلم؛ لا يظلِمه، ولا يُسلِمه )
لا يُسلِمُه في مُصيبةٍ نزلَت به، ولا يتركُه ولا يتخلَّى عنه
قال الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }
[الأنفال: 73]
أي: أن الكفارَ ينصُرُ بعضُهم بعضًا، وأنتم - أيها المسلمون - إن لم تتناصَروا
تكُن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير.
نُصرةُ المظلومين - إخوة الإسلام - بمُسانَدتهم بالقول والعمل، تتأكَّدُ النُّصرةُ للمظلومين
في الشام وبُورما وغيرها، ونحن نسمعُ أنينَهم، وتطرقُ آذانَنا صرخاتُ استِغاثتهم،
ونُبصِرُ دماءَهم تنزِف، وأشلاءَهم تتناثَر، جرائِمُ بشِعة، وإبادةٌ جماعيَّة،
لم يعرِف التاريخُ لها مثيلاً؛ أحرَقَت الأجساد، وأدمَت القلوب، وشرَّدَت الآلاف،
وأفزَعَت وقتَلَت الأطفال، ودمَّرَت المُمتلكات، وأهلَكَت الأخضرَ واليابِسَ.
فيا عجبًا من عالَمٍ ماتَ ضميرُه حين أدارَ ظهرَه لهذا الظُّلم وهذه المآسِي !
ومن النُّصرة - عباد الله -:
حثُّ المُسلمين على الإنفاق؛ فيُواسِي المُسلِمُ إخوانَه بمالِه، ويبسُطُ يدَه بالبَذل والعَطاء،
يُطعِمُ الجائِعَ، ويفُكُّ الأسيرَ، ويُداوِي المريضَ.
والإعلامُ - عباد الله - له رسالةٌ فاعِلةٌ في النُّصرة، يُذكِّرُ المُسلمين بالله، ويُقوِّي إيمانَه،
يُجلِّي للأمة واقِعَها، يرفعُ المعنويَّات، يشحَذُ الهِمَّة.
رسالةُ الإعلام: التعريفُ بقضايا المُسلمين المهضُومة؛ لإحقاقِ الحقِّ وإزهاقِ الباطِل،
تقول عائشة - رضي الله عنها - فيما رواه مُسلم -:
سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسَّان - رضي الله عنه -:
( إن روحَ القُدُس لا يزالُ يُؤيِّدُك ما نافَحتَ عن الله ورسولِه )
فمن نافَحَ عن الله ورسولِه أيَّدَه الله وأعزَّه.
ومن النُّصرة - عباد الله -:
النُّصرةُ بالدعاء، وهي من أهم وسائلِ النُّصرة وأنفعِها وأقواها، ولا يُعذرُ مُسلمٌ بتركِها،
وهي وسيلةٌ مُؤثِّرةٌ ولا غِنَى عنها، أشارَ القرآنُ الكريمُ إلى أثرِها
قال الله تعالى:
{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)
فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11)
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ }
[القمر: 9- 12].
وكان رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - يدعُو في القُنوت على من اضطَهَد المُسلمين
وآذاهم بأسمائِهم وأشخاصِهم.
مهما اشتدَّت الخُطوبُ وادلهَمَّت الأحداث، فلا ملجَأَ لنا إلا الله،
لا يكشِفُ الكربَ والضُّرَّ إلا الله
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا }
[الإسراء: 56].
مهما كادَ الكائِدون، ومكَرَ أهلُ الشرِّ والبَغي، وخطَّطَ المُتربِّصُون؛
فإن المُستقبَلَ لهذا الدين، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( بشِّر هذه الأمةَ بالسَّنَاءِ والرِّفعَةِ والنُّصرةِ والتمكينِ في الأرض )
{ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
[التوبة: 32].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

رد مع اقتباس