لم يكن أحد يعلم شيئاً عن الأبنية الكونية زمن نزول القرآن،
ولكن الله تعالى حدثنا عن وجود بناء محكم في السماء، بل
إن السماء كلها بناء، لنتأمل ونسبح الله تعالى!.......
كان الاعتقاد السائد في الماضي أن النجوم هي الوحيدة الموجودة في
الكون، وقد سادت الخرافات والأساطير حولها وحول علاقتها بالبشر،
وكل هذا لا أساس له من العلم. ولكن عندما جاء عصر الكشوفات العلمية،
عندما اختُرع المنظار المقرِّب (التليسكوب) تم اكتشاف نجوم جديدة
ولكنها بعيدة جداً.وبعد تطور قدرة المناظير على الرؤيا تبيَّن أن هذه
النجوم لم تكن نجوماً عادية بل هي مجرات وكل مجرَّة تحتوي على بلايين
النجوم!!إن كل مجرَّة هي عبارة عن بناء مُحكم من النجوم، والشمس
هي عبارة عن نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من مئتي ألف مليون
من النجوم! تتوزع هذه النجوم بنظام وكأننا أمام برج ضخم متماسك!
والعجيب أن القرآن العظيم يحدثنا عن هذه الأبراج الضخمة بدقة تامة،
{ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }
إن تفسير الآية لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل إننا نلاحظ أن هنالك مجموعات
من المجرات ترتبط فيما بينها لتشكل بروجاً أيضاً. إذن في السماء بروج
من النجوم وهي تجمعات النجوم ضمن المجَّرة، وبروج من المجرات
وهي تجمعات للمجرات ضمن بروج، وسبحان الله عالم الغيب والشهادة.
لو نظرنا إلى هذا الكون من خارجه لرأينا مجموعة ضخمة من الأبنية
المُحكمة. تتجمع المجرات في جزر كونية لتعطي أشكالاً وألواناً مختلفة.
ولو دخلنا إلى داخل هذه الجُزر لرأينا لكل مجرة بناءً أيضاً وشكلاً يختلف
عن المجرة الأخرى ولوناً آخر أيضاً. والبرج هو البناء، وما هذه المجرات
والجزر الكونية والنجوم إلا أبراجاً متماسكة وقوية لا يمكن لبشر أن
يتصور حجم الجاذبية فيها أو حجم النجوم التي تحتويها. وهنا نجد قول
الحق يتجلى ليؤكد حقيقة البروج
{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ }
ونجد قوله تعالى عن بناء السماء:
{ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا }
.وآيات كثيرة تؤكد وجود بناء محكم للسماء وما تحويه من مجرات
سماها الله تعالى بالبروج:
{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا }
وحديثاً كشفت الصور الملتقطة بالمراصد الموضوعة في الفضاء الخارجي
عن جدران من المجرات بطول مئات الملايين من السنوات الضوئية،
وكشفت عن جسور من المجرات تربط بين هذه الجدران، والسؤال:
أليست هذه أبنية كونية ضخمة؟؟
صورة لمجرة تسبح في هذا الكون الواسع، وتحوي هذه المجرة كحد أدنى
100000000000 نجم!!! وتشكل هذه المجرة مع بلايين المجرات
غيرها بناء كونياً رائعا يشهد على عظمة الخالق عز وجل، فتبارك الله
أحسن الخالقين!إذن من الذي أخبر محمداً عليه الصلاة والسلام بوجود
بناء كوني عظيم في السماء؟؟ أليس هو الله تعالى الذي أقسم بهذا البناء
{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
ثم إن حديث القرآن عن البروج الكونية في قوله تعالى:
{ تبارك الذي جعل في السماء بروجاً }
أليس حديثاً عن هندسة بناء الكون؟؟ أشهدُ يا رب أن كل كلمة في هذا
القرآن هي الحق وأن ما يدّعيه أولئك الملحدون هو الباطل،
{ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ
أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ }