ثاني الشهور القمرية في العام الهجري، وهو شهر النسيء،
وهو الشهر الذي ابتدع العرب التشاؤم به ومنه، فكانوا يتجنبون السفر فيه
والزواج، ويتركوا ابتداء الأعمال فيه خشية ألا تكون مباركة، واعتقدوا
أن يوم الأربعاء الأخير من صفر هو أنحس أيام السنة، فكانوا يحتفلون
بقرب نهايته، ويخصصون صلاة وطعاماً لتلك النهاية. كما كانوا
بعد نهايته يسمونه صفر الخير، وهذا أيضاً نوعاً من التشاؤم من
شهر صفر وهو من الجهل الموقع في الشرك والعياذ بالله.
قال الله تعالى في سورة لقمان:
{.. إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13)) }
فصفر كغيره من الأزمنة يقدَّر فيه الخير والشر.
وقد أبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم التشاؤم والطيرة بشهر صفر،
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر )
وقد ذكر رسول صلى الله عليه وسلم من صفات الذين يدخلون الجنة
بلا حساب ولا عذاب، الذين لا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.
ومع مرور الزمن، واتباع المسلمين نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومتابعة تحذير العلماء وتنبيههم بعدم التشاؤم والطيرة خف ذلك التشاؤم،
إن لم يكن قد انعدم في جيل اليوم، فشهر صفر كسائر الشهور ليس فيه
أحيا سنة وطمس بدعة في شهر صفر.
الغى من قاموسه التشاؤم بشهر صفر.
لم يحي بدعة من بدع الجاهلية في شهر صفر.
صام في شهر صفر أيام الاثنين والخميس ورفع عمله صائماً.
صام في شهر صفر الأيام البيض.
أدى الصلوات المفروضة في جماعة المسلمين في شهر صفر.
واظب على الصلوات النافلة الاثنتي عشر ركعة لكل فرض يومياً في شهر صفر.
واظب على صلاة الضحى في شهر صفر.
أكثر من ذكر الله واستغفاره والتوبة إليه.
فعل الصالحات والتقرب إلى الله قولاً وعملاً في شهر صفر.
اللهم أعدنا إلى أمثاله ونحن نرفل في ثياب الإيمان والإسلام الخالص لك،
متبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
في صحة وسلامة وعافية وسعة رزق.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون،
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين