عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-25-2014, 08:50 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

القرآن طريق السعادة
بعد هذه الحقائق العلمية دعونا نتأمل آيات من القرآن الكريم وأحاديث من
كلام نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. ونتساءل: كيف تناول القرآن
والسنة موضوع السعادة والإنفاق والصدقة والعفو... وهل يتفق القرآن
مع العلم الحديث؟
1- آيات كثيرة تحض المؤمن على الإنفاق على الفقراء والمساكين
وتعدهم بنتائج طيبة في الدنيا والآخرة. فالنفقة على الفراء والمحتاجين
تنشط مناطق محددة الدماغ تماماً مثل الكلمة الطيبة، ولذلك يحذر الخبراء
من الإساءة للآخرين بكلمة سيئة، ويعتبرون أن الكلمة الطيبة أفضل من
تقديم المال لهم والإساءة بعد ذلك. وسبحان الله، لقد حذر القرآن من مثل
هذه الظاهرة وهي الإساءة والأذى لمن تقدم المال لهم،
يقول تعالى:
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى
لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[البقرة: 262].
وبالفعل الكلام السيء ينشط مناطق في الدماغ تسبب الإجهاد له وتحفز
مناطق الذكريات السيئة، وبالتالي الأثر السيء للكلمة الخبيثة أكبر بكثير
من الأثر الإيجابي للصدقة.
ولذلك يقول تعالى:
{ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }
[البقرة: 263].
2- يقول العلماء إن إنفاق المال على الفقراء يزيل الشعور بالخوف أو
الاكتئاب بسبب الإحساس بالسعادة والطمأنينة ويشعرك بأنك قمتَ بعمل
رائع وساهمت في إسعاد الآخرين. وسبحان الله، لقد ربط البيان الإلهي
بين إنفاق المال وبين التخلص من الخوف والحزن!
يقول تعالى:
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[البقرة: 274]،
أليس القرآن كتاباً رائعا؟
3- يقول الخبراء النفسيون وعلماء البرمجة اللغوية العصبية، إن الإنفاق
على الفقراء والتسامح والعفو عن الناس والحلم وضبط النفس... من
الأشياء الرائعة التي يقوم بها الإنسان من أجل سعادته وصحته وللتخلص
من هموم الحياة. وسبحان الله،
يقول تعالى:
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[آل عمران: 134].
4- الصدقة هي تزكية للنفس، هكذا قال علماؤنا قديماً، أما علماء الغرب
فيقولون: إن الصدقة تزكي الدماغ والقلب وتزيل التوتر العصبي وتخفف
من إفراز هرمون الإجهاد (كما رأينا في الدراسات السابقة) وتزكي الجهاز
المناعي من خلال تنشيط قدرته على مقاومة الأمراض...
يقول تعالى:
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا }
[التوبة: 103]
فالتطهير والتزكية لا يقتصر على الجانب النفسي
بل هناك جانب فيزيولوجي مهم أيضاً.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يتخيل العلماء اليوم الدماغ على أنه مجموعة متكاملة من الأجهزة الدقيقة
والحساسة تعمل بكفاءة عالية، وإن أي تصرف سيء تقوم به مثل أن تتكبر
أو تحقد أو تبخل أو تنتقم... كل هذه التصرفات تنعكس سلباً على أداء
الدماغ، تماماً مثل الصدأ والاهتراء الذي يحدث في الآلات نتيجة سوء
الاستخدام. بالمقابل وجد العلماء أن أي فعل للخير أو التسامح أو الصدقة
ينعكس بشكل إيجابي على أجهزة الدماغ وينشط عملها ويعتبر
بمثابة صيانة لها وإطالة لعمر هذه الأجهزة.
5- ميزة الصدقة في الإسلام أنها تمنحك سعادة الدنيا والآخرة على عكس
الصدقة التي يقترحها علماء الغرب فقط للشفاء أو لكسب سعادة مؤقتة،
ولذلك يقول تعالى:
{ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }
[الحديد: 18].
ويقول تعالى:
{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }
[البقرة: 272].
6- في الدراسات السابقة رأينا كيف أن الصدقة تمنحك السعادة، وكلما
أنفقت أكثر سعدت أكثر،
ولذلك يقول تعالى:
{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }
[آل عمران: 92]
وهذه ميزة الإسلام أنه يأمرك بأن تنفق من خير مالك وأحب الأشياء التي
تملكها، لأن ذلك سيمنحك سعادة أكثر وهذا ما يقدمه الإسلام لك.
7- يؤكد الباحثون أن البخل والشح من أخطر الأمراض النفسية. وإذا ما
تتبعنا مواقع الإنترنت نلاحظ أعداداً كبيرة من هذه المواقع خصصت
صفحات لتعليم القراء كيف ينفقون أموالهم وما هي الفوائد الطبية لذلك ..
وسبحان الله، لقد أمرنا الله تعالى بالتخلص من البخل والشح واعتبر أن
المفلحين هم من ينفقون الأموال ويباعدوا عن الشح..
يقول تعالى:
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[التغابن: 16].
8- يؤكد الخبراء أن العفو عن الآخرين له فوائد طبية أيضاً أهمها
التخلص من الذكريات السيئة وتخفيف إفراز هرمون الإجهاد وتنشيط
النظام المناعي، وسبحان الله لقد أمرنا الله بالعفو ...
يقول تعالى:
{ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
[البقرة: 237].
9- لقد سمى الله نفسه (العفو) لما للعفو من محاسن وفوائد وكأن الله يريد
أن يعطينا إشارة إلى أهمية العفو وأنه صفة من صفات الله تعالى ينبغي
علينا أن نتحلى بها،
يقول تعالى:
{ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا }
[النساء: 149].
10- يقول العلماء إن الصفح عن الآخرين له فوائد طبية كثيرة على القلب
والدماغ والنظام المناعي، وأفضل طريقة لممارسة العفو عن الآخرين أن
تعتقد أن الله سيعفو عنك ويغفر لك، وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى
هذه الحقيقة،
يقول تعالى:
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[النور: 22]
ويقول تعالى:
{ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[التغابن: 14].
11- دراسات علمية كثيرة حول أسرار السعادة تنصح من يعاني من
اضطرابات نفسية واكتئاب وقلق نتيجة المشاعر السلبية تجاه الآخرين،
أن يمارس الإنسان الحلم والصبر والعفو والتخلص من الشعور بالانتقام
لأن ذلك سيعطي فوائد كثيرة أهمها التخلص من الاضطرابات النفسية
وتحسين عمل القلب وتنشيط النظام المناعي والتمتع بصحة أفضل...
وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة العلمية قبل 14 قرناً...
يقول تعالى:
{ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }
[الشورى: 43].
12- أثبتت الدراسات العلمية أن الإنفاق والعفو يحدثان نفس التأثير
في الدماغ، حيث تنشط أجزاء منه وبخاصة منطقة الناصية
(frontal cortex) ولذلك إذا لم يكن لديك شيء تقدمه للفقراء
أو المحتاجين فيمكنك أن تعفو عمن أساء إليك وتكون بذلك قد قدمت
هدية رائعة للآخرين. بل إن العلماء في معهد
National Institute of Neurological Disorders and Strokes
وجدوا عام 2006 [13] أن أي عمل طيب تقوم به تجاه الآخرين مثل
العفو أو التسامح أو المساعدة فإنه ينشط مناطق المكافأة في الدماغ تماماً
كأنما تقدم له هدية أو صدقة!
يقول تعالى:
{ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }
[البقرة: 219].
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صورة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي للدماغ ونرى فيه
المناطق الملونة بالأحمر والتي تنشط أثناء تقديم مكافأة.. هذه المناطق
تنشط أثناء العفو والتسامح أيضاً. ولذلك فإن أجمل مكافأة تقدمها للآخرين
هي أن تقدم لهم العفو والتسامح والمغفرة، وسبحان الله، هذا ما أمر به القرآن
يقول تعالى:
{ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ }
[البقرة: 219].
وأخيراً
الإعجاز العلمي للقرآن مستمر وفي كل يوم يكشف العلماء حقائق جديدة
تثبت أن القرآن كلام الله تعالى. ففي زمن النبي الكريم كان الغضب والظلم
ووأد البنات والطمع... كلها عادات سائدة يمارسها الكبير والصغير، ولكن
النبي الكريم جاء ليهدم هذه العادات ويقيم مكانها العفو والتسامح والخير
ويبعث الأمل في نفوس الناس... ونتساءل: ألا يدل ذلك على أن النبي
الكريم يحب الخير لأمته وليس كما يدعي بعض المشككين أنه يمارس
العنف والإرهاب؟؟!
إن الحقائق السابقة تدل على أن الإسلام دين المحبة والخير للبشرية،
وكل ما جاء به القرآن أثبت العلماء حديثاً أنه مفيد للإنسان، ألا تدعونا
هذه الحقائق العلمية للتفكر والتأمل في هذا الدين العظيم، وأن نتذوق
حلاوة الإيمان ونشكر الله تعالى أن جعل العفو والتسامح والصدقة ...
كلها عبادات نتقرب بها إلى الله تعالى نزكي أنفسنا ونتخلص
من الحقد والكراهية والعنف... فالحمد لله على نعمة الإسلام.
نرجو المساهمة في نشر هذا البحث
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل

رد مع اقتباس