الإعجاز الرقمي في عدد الصلوات :
لنتأمل هذه اللطائف العددية تتجلى في كلمة ( الصلاة )
وتكرارها في القرآن الكريم ،
وكيف تأتي بعدد مرات محدد يتطابق مع عدد الصلوات الخمس ؟
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ }
هذه آية تؤكد أننا إذا بحثنا عن أي شيء سوف نجده في هذا القرآن ،
وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله تبارك وتعالى ،
ولا يمكن أن نجد مثيلاً لها في جميع الكتب التي على وجه الأرض ،
ولذلك فهذه الميزة من دلائل إعجاز القرآن واستحالة الإتيان بمثله .
نحن نعلم أن الله تعالى فرض الصلوات الخمس ، وكل صلاة
هي عدة ركعات مجموع الركعات المفروضة في اليوم والليلة هو(17) ركعة
هذا ما بينته لنا السنَّة الشريفة .
ولكن هل يمكن أن نجد في كتاب الله تعالى إشارات لطيفة
تصدق ما جاء به النبي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه ؟
فإن العمل الذي قمتُ به هو أنني بحثت عن الأمر الإلهي بإقامة الصلاة ،
فوجدت عبارة تتكرر في القرآن وهي أمر بالصلاة ،
هل تعلمون كم مرة تكررت هذه العبارة في القرآن كله ؟
لقد تكررت عبارة { أَقِمِ الصَّلاَةَ } في القرآن (5) مرات
جاءت بصيغة الأمر بإقامة الصلاة ولكن بالجمع
{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ْ}
ولو بحثنا كم مرة تكرر هذا الأمر الإلهي
نجد أن عبارة { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ْ} قد تكررت (12) مرة ،
وبالنتيجة نجد أن مجموع الأمر الإلهي بإقامة الصلاة
قد تكرر في القرآن ( 5 + 12 أي 17 ) مرة بعدد الركعات المفروضة !
العجيب أيها الأحبة أن العدد (12) هنا له دلالة
فهو يمثل أيضاً عدد الركعات التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتعهد لمن صلاها ببيت في الجنة !
إذن يمكننا القول : إن كل شيء قد ذُكر في القرآن ،
ولكن هذا لا يعني أن نستغني عن السنة المطهرة ، لأنها متممة للقرآن ،
بل إن الحديث الصحيح نعتبره من عند الله تعالى
لأن النبي لا ينطق عن الهوى .
والذي يجعلنا مطمئنين لهذا الاستنباط
هو أن القرآن يحوي الكثير من الإشارات التي تقوي بعضها بعضا ً.
عندما نبحث عن الكلمة التي تعبر عن الصلوات في القرآن
نجد أن كلمة ( صلوات ) بالجمع
قد تكررت خمس مرات بعدد الصلوات الخمس !
إنها آية عظيمة تأمرنا بالمحافظة على الصلوات
وبخاصة الصلاة الوسطى وهي الآية الوحيدة في القرآن
التي ذُكرت فيها الصلاة الوسطى ولذلك قمنا باختيارها ،
{ حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ
وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَنِتِينَ }
طبعاً كتبنا هذه الآية كما كُتبت في القرآن لأننا سنتعامل الآن مع الحروف .
ونود أن نشير إلى أننا نتعامل مع الكلمات
كما كتبت بالرسم العثماني في المصحف الشريف،
فكلمة ( حافظوا ) كتبت هكذا { حَفِظُوا }
وكلمة ( الصلوات ) كتبت هكذا { الصَّلَوَتِ }
وكلمة ( الصلاة ) كتبت بالواو هكذا { الصَّلَوةِ }
وكلمة ( قانتين ) كتبت هكذا { قَنِتِينَ } جميعها من دون ألف ،
وفي ذلك حكمة عظيمة وهي أن تبقى الحسابات منضبطة
ولذلك أراد الله تعالى أن يكون كتابه بهاذا لرسم الذي نراه .
قبل ذلك لاحظوا هذه التركيبة الرائعة والفريدة ،
هذه الآية تتألف من ثلاثة مقاطع :
{ حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ } { وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى } { وَقُومُوا لِلَّهِ قَنِتِينَ }
تأملوا معي كيف تتوسط عبارة{ وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى }
منتصف الكلمات والحروف بالضبط :
فإذا قمنا بعد الكلمات قبلها وبعدها
وجدنا قبلها ثلاث كلمات وهي { حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ }
وهذه العبارة تتألف من 14 حرفاً ،
ووجدنا بعدها ثلاث كلمات وهي { وَقُومُوا لِلَّهِ قَنِتِينَ }
وهذه العبارة تتألف من 14 حرفاً أيضاً .
إذن { وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى }
توسطت الآية من حيث عدد الكلمات وعدد الحروف ،
تأملوا معي كيف أن العبارة التي تتحدث عن الصلاة الوسطى
تتوسط الآية من حيث عدد الكلمات ومن حيث عدد الحروف ؟
وكيف يأتي مجموع الكلمات والحروف 17 قبلها وبعدها ،
لاحظوا أيضاً أن أول كلمة في الآية وهي { حَفِظُوا }
تتألف من خمسة أحرف بعدد الصلوات الخمس ،
وآخر كلمة من هذه الآية وهي { قَنِتِينَ } تتألف من خمسة أحرف أيضاً !
أي أن الآية بدأت بخمسة أحرف وانتهت بخمسة أحرف (عدد الصلوات)
وتوسطت هذه الآية عبارة تتحدث عن الصلاة الوسطى ،
ومجموع الكلمات والحروف قبلها وبعدها
جاء مساويا (17) عد الركعات المفروضة .
أن الصلاة بمشتقاتها ذُكرت في القرآن (99) مرة بعدد أسماء الله الحسنى !
إن هذا التطابق بين عدد مرات ذكر الصلاة
وعدد أسماء الله الحسنى يدل على أهمية الصلاة ،
ولذلك ذكرها الله تعالى في كتابه بعدد أسمائه الحسنى !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمالمهندس / عبد الدائم الكحيل