عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-07-2013, 11:43 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }
[ البقرة: 185 ].
نهارُه صيام، وليلُه قيام، شِعارُه القرآن، ودِثارُه البرُّ والصدقةُ والإحسان،
الدعاءُ فيه مُجابٌ ومسموع، والعملُ الصالح مرفوع،
وفي كل ليلةٍ عُتقاءُ من النار؛ فأين التوَّابُون؟!
أما ثوابُ الصائِمين فذاك أمرٌ مرَدُّه إلى الكريم؛
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( قال الله - عز وجل -: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزِي به،
والصيامُ جُنَّة؛ فإذا كان يومُ صوم أحدِكم فلا يرفُث ولا يصخَب،
فإن سابَّه أحدٌ أو قاتلَه فليقُل: إني امرؤٌ صائِم.
والذي نفسُ محمدٍ بيدِه؛ لخَلُوفُ فمِ الصائِم أطيبُ عند الله من رِيح المِسك،
وللصائِم فرحَتان يفرحُهما: إذا أفطرَ فرِحَ بفِطره، وإذا لقِيَ ربَّه فرِحَ بصومِه )
رواه البخاري ومسلم.
وفي روايةٍ عندهما:
( يدَعُ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلي )
وفي "صحيح مسلم":
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( ورمضانُ إلى رمضان مُكفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنِبَت الكبائِر )
و
( رغِمَ أنفُ من أدركَه رمضان فلم يُغفَر له )
وذلك لما فيه من النَّفَحات والرَّحَمات التي لا يُحرَمُها إلا من حرَمَ نفسَه؛
ففي "الصحيحين"
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( إذا جاء رمضان فُتِّحَت أبوابُ الجنة، وغُلِّقَت أبوابُ النار، وصُفِّدَت الشياطين )
وفي "الصحيحين" أيضًا :
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن:
( من صامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه،
وأن من قامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه،
وأن من قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه )
ألا وإن خيرَ ما يُستقبَلُ به شهرُ رمضان: التوبة؛
فإنه إن وردَ على نفسٍ مُتخفِّفةٍ من الأوزار نشطَت للقيام بحقِّه،
وكانت أدعَى ألا يرَى اللهُ منها إلا خيرًا.
وثمَّة ما يستدعِي لفتَ النظر إليه، وهو ما اعتادَه بعضُ الناس
من اختلاف بعض الفلكيِّين والمُترائِين على أنفسهم في إثبات دخول الشهر،
ونشر اختلافهم في الصُّحف ووسائل الإعلام مما لا ثمرةَ له إلا تشكيكَ المسلمين
في عبادتهم، والتهوين من قُدرة مُؤسَّسات الدولة ولجانها المُتخصِّصة لحسم هذا الأمر.
وبعضُهم يُقدِمُ على الأمر بحُسن نيَّةٍ، وآخرون يرَونها فُرصةً للظهور والشُّهرة.
ونقول لهؤلاء وأولئك: لقد كُفِيتم، خصوصًا في هذه البلاد
التي أعدَّت لجانًا مُتخصِّصةً في مناطق عدَّة حِرصًا على الشعيرة واحتِياطًا للفرض،
وبالله ثم بِهم كِفاية. ومن كان له رأيٌ فليُخاطِب به الجهةَ المسؤولة مباشرةً،
وليكُفَّ عن المسلمين تشويشَه.
عباد الله:
ليس مقصودُ الصيام مجرّد الجوع، ثم إذا أفطرتَ ملأتَ ما بين الضُّلوع،
إنما حكمةُ الصيام: قهرُ النفس بمُخالفة هواها، وإخراجُها عن مألوفاتها وتطهيرُها،
وتذكُّر حال الأكباد الجائِعة، والأُسَر المُشرَّدة، فمن لشعوبٍ قهَرَتها الخُطوب،
وأوهنَتها الحروب، والحربُ تقهَرُ أكبادًا وتعجِنُها.
إخوةٌ لكم في الدين ليس لهم بعد الله إلا أنتم، وإن الله هو الذي يُعطِي ويمنَع،
ويخفِضُ ويرفَع، وهو الذي استخلفَكم فيما رزَقَكم لينظر كيف تعملون.
والمؤمنُ في ظلِّ صدقته يوم القيامة،
{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
[ سبأ: 39 ]
ولن يُعدَم المُوسِر مُحتاجًا يعرِفه بنفسِه أو جهاتٍ موثوقةٍ تُعينُه.
أنالَ الله كلَّ مُؤمِّلٍ من الخير آمالَه، وقبِلَ من كل عاملٍ أعمالَه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }
[ البقرة: 185 ].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا بسُنَّة سيد المُرسلين،
أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

رد مع اقتباس