عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-07-2013, 11:45 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضَى،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه،
صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أيها المسلمون:
ثمَّة أيام فاصلة في تاريخ المسلمين، لما انتصَروا على شهوات نفوسهم
نصرَهم الله على من بغَى عليهم، فكانت تلك الأيام فُرقانًا لها ما بعدها.
فهذه غزوة بدر الكُبرى في رمضان، وهذا فتحُ مكة كذلك،
وفُتوحٌ أخرى كالسِّند وأنطاكية، وصقليَّة، ومعركة عين جالُوت،
وآخرُها استِردادُ مصر لأرض سيناء كلُّها في رمضان.
وهو معنى يجبُ أن نستلهِمَه خصوصًا هذه الأيام،
والتي تكالَبَت فيها قُوى الشرِّ والنِّفاق على كثيرٍ من المسلمين،
وأظهرَ كثيرٌ من الناس ما كانت نفسُه تُخفِيه وتُدارِيه من العداء لهذا الدين.
وفي هذه الأيام اشتدَّ البأسُ على كثيرٍ من المسلمين،
وتحالَفَ عليهم أشتاتٌ تُفرِّقُهم اللغةُ والعِرض، والدينُ والأرض،
ويجمعُهم العداءُ للإسلام، ولم يعِ المسلمون بعدُ
أو لا يُرادُ لهم أن يعُوا أن العداءَ دينيٌّ عقديٌّ.
فهذه أراكان وبُورما كلما انتهَت موجةُ إبادةٍ بدأَت أخرى،
وهذه الشام تتناوَبُ عليها مطارِحُ المُجرمين،
وتلك بلادٌ أخرى للمسلمين يُعبَث بها، وفي كل وادٍ بنُو سعد،
وقد قلَّ المُعينُ وعزَّ الناصِر.
وإننا في هذه الأيام نمُرُّ بمرحلةٍ لم نرَها منذ عقود من نجوم النِّفاق،
وارتفاع الصوت الذي يُعادِي شريعةَ الإسلام، تُنتهَكُ القوانين الدولية،
والأعرافُ العالمية، والحقوق السياسية، وتُنتهَكُ حقوق الإنسان،
وحقوق الطفل والمرأة، ولم نرَ من رُعاتها ما كنا نعهَدُه منهم لو كان المُعتدِي مُسلمًا
أو عربيًّا والمُعتدَى عليهم سِواهم.
إن ما حدثَ ويحدُثُ هو عارٌ على العالَم بمُنظَّماته وعُهوده ومواثِيقه،
لقد تحالَفَ خصومُ الدين، واستأسَدوا، وتداعَوا من كل حدَبٍ وصوبٍ،
حتى جثَوا على الرُّكب حماسةً وعزمًا لنُصرة الظالم ونصر الباطل،
وكبت الحق وقهر المظلوم.
مما يستدعِي من المسلمين - كل المسلمين - اليقظَة والوعي،
ومزيدَ الاستمساك بحبل الله، وألا يأخذُوا هذا الدينَ بوهنٍ؛
فإنهم إن تركُوه ضعُفوا في الدنيا وخابُوا في الآخرة.
وإن أخذُوه بوهنٍ تسلَّط عليهم عدوُّهم ولم يستحقُّوا موعودَ الله بالنصر.
وإن أخذُوه بعزمٍ أفلَحوا في الدنيا والآخرة :
{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ }
[ مريم: 12 ].
وإننا على أملٍ أن ينتصِر الله لإخواننا المظلومين في سوريا،
وأن يعِيَ إخوانُهم المسلمون في أنحاء الأرض أبعادَ القضية،
فلا يتأخَّروا عنهم بالنُّصرة بما يفكُّ حِصارَهم، ويدحَر عدوَّهم،
وقد تمالاَ أعداءُ العرب والمسلمين على حِار حِمص.
لا بُدَّ أن يعِيَ المسلمون أيضًا في كل بلادِهم
أن من أُولَى الوصايا في انتِصار معركة بدر:
{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
[ الأنفال: 46 ].
وإن بعد أملِنا بالله لنستبشِرُ بما تُقدِّمُه المملكةُ من نُصرةٍ لقضية أهلنا في سوريا،
وحمل قضيَّتهم في المحافِل الدولية والمُنظمات العالمية، ودفع الدول الكبرى
للتدخُّل بما يُنهِي هذه المأساة التي طالَ أمدُها ودامَ نزفُها،
وما وقفَه خادمُ الحرمين الشريفين من وقفاتٍ كريمةٍ ومُقدَّرة
لطَيِّ هذه الصفحة الدامِية في سُوريا، وعودة السِّلم للشام.
سدَّد الله الخُطى وباركَ في الجهود.
ثم اعلموا أن الله أمرَكم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ].

رد مع اقتباس