عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-28-2013, 09:25 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وإن السَّبيلَ الذي يتعيَّن على العبدِ التِزامُه، وعدم الحَيدة عنه ليحظَى بهذا الموعود،

ويظفَر بهذا الجزاء، منها: ما أفصحَت عنه الآيةُ الكريمة:


{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ

فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ }


[ البقرة: 197 ]

وأوضحَه النبي - صلوات الله وسلامه عليه - بقولِه:


( من حجَّ فلم يرفُث ولم يفسُق رجعَ من ذنوبِه كما ولدَتْه أمُّه )

أخرجه الشيخان في "صحيحيهما".

ويشملُ الرُّفَثُ: غِشيانَ النساء، وما يتعلَّقُ به.


ويشملُ الفسوقُ: كلَّ المعاصِي على اختلافِها، سواءٌ منها ما كان بالقلبِ كالشركِ بالله،

والنفاق، وسائر القَبيح من الأعمال التي يكونُ مصدرُها القلب.

أو كانت بالجوارِح كاللَّعن، والشَّتم، والقذف، والعُدوان،

وسائر المحظُورات التي حُظِرت على الحاجِّ أثناء تلبُّسِه بإحرامِه.


ومنها: الأخذُ بنصيبٍ من أعمال البرِّ بالإحسان إلى الفُقراء واليتامَى والأرامِل،

ودعمِ المُؤسَّسات الخيرية وإمدادها بكلِّ ألوان المَعونة التي تُمكِّنُها

من أداء ما تصبُو إليه من أعمالٍ تطوُّعيَّةٍ جليلةٍ. فإن هذا من النَّفَقة في الحجِّ والعُمرة

التي يُؤجَرُ عليها المُنفِق،

كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما عن عائشة - رضي الله عنها :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها في عُمرتها:


( إنَّ لكِ من الأجرِ على قَدر نصَبِكِ أو نفَقَتكِ )


وفي روايةٍ للحاكم في "مستدركه" بإسنادٍ صحيحٍ بلفظ :


( إنَّما أجرُكِ في عُمرتكِ على قدرِ نفَقَتِكِ )


ومنها: اختيارُ الحلال من الكَسبِ، والتزوُّد به في هذا الوجه لأداء هذه الفريضةِ

المُعظَّمة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في "صحيحه" :

من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه :

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:


( إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبَلُ إلا طيِّبًا، وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمرَ بهِ المُرسَلِين فقال :


{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا }

[ المؤمنون: 51 ]

وقال:


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }

[ البقرة: 172 ].

ثم ذكرَ الرُّجَل يُطيلُ السَّفَر أشعثَ أغبَرَ يمدُّ يديه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ !

ومطعمُه حرام، ومشرَبُه حرام، وغُذِيَ بالحرام؛ فأنَّى يُستجابُ لذلك؟! )


وللحاجِّ في كل خطوةٍ من خطواته،

وفي كل شوطٍ من أشواط رحلته منذ أن يبرَحَ بيتَه ويُفارِق وطنَه حتى يقضِيَ مناسِكَه،

ويختِم أعمالَ حجِّه، له في كل ذلك مواقِفُ دعاءٍ وتضرُّعٍ

وذِكرٍ يقتضِي منه أن يُطيِّبَ كسبَه، وأن تزكُو نفَقَتُه.


ومنها: الإخلاصُ لله تعالى في كل ما يعملُ من عملٍ،

وتحرِّي الإتيانِ به على الوجهِ المشروعِ السَّالِم من الابتِداع،

كما قال الفُضيلُ بن عِياض - رحمه الله - في قوله - سبحانه -:


{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }

[الملك: 2]

[ قال: إنَّ العملَ إذا كان خالِصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا

ولم يكن خالِصًا لم يُقبَل، حتى يكون خالِصًا صوابًا. والخالِصُ أن يكون لله،

والصوابُ ما كان على السنَّة ]

رد مع اقتباس