عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-03-2013, 09:26 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

الحمد لله الكريم الرحيم، أحمده - سبحانه - على فضلِه السابِغِ وخيرِه العَميم،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
يدعُو إلى دار السلام ويهدِي من يشاءُ إلى صراطٍ مُستقيم،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه صاحبُ النَّهج الراشِدِ والخُلُق القَويم،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ،
وعلى آله وصحبِه ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فيا عباد الله
إن ما جاء من وعيدِ من تتبَّع العورات لهُوَ وعيدٌ لا يصِحُّ أن يُسقِطَه من حسابِه
كلُّ من اتَّخَذَ من هذا الخُلُق الذَّميم والخَصلَة المرذولة عادةً ودَيدَنًا له، وغايةً يسلُكُ
إليها كلَّ سبيل، ويستعمِلُ فيها كلَّ وسيلةٍ، ويركَبُ لها كلَّ مركَب، ويجِدُ ضالَّتَه فيما وصَّلَه
الإعلامُ الجديدُ من وسائلَ، وما أتاحَه للناس من مواقع للتواصُل.
هذه المواقِعُ التي كادَ كثيرٌ منها أن يغدُوَ سببًا للتدابُرِ والتقاطُعِ بما يشيعُ فيها من
إذاعةِ أسرارٍ، واقتِحامٍ للخُصوصيَّاتِ؛ بتتبُّع العورات، ونشرِ العيوبِ والزلاَّت،
وبثِّ الأخبار المكذوبة، والشائعات المُغرِضة، والتعليقات والتعليلات والتغريدات
التي لا ِمامَ لها ولا خِطام، ولا مرجعيَّةَ لها غيرُ الأهواءِ والظُّنون والأوهام،
لاسيَّما حين تصدُرُ عمَّن تُجهَلُ عينُه، ولا تُعرَفُ حالُه من الصِّدقِ والكذبِ وغير ذلك.
فإذا اجتمعَ إلى هذا: مقاطِعُ ومشاهِدُ وصُور تُؤذِي المُؤمنين، وتسُرُّ العابِثِين؛
كان الضررُ شديدًا، والبلاءُ عظيمًا، يُوجِبُ تنادِيَ العُقلاء إلى وضعِ الحُلول لدفعِ
هذا الضَّرر، ورفعِ هذا البلاء بحُسنِ نظرٍ وحُسن تأمُّلٍ لنظَر ذلك،
وشدَّة خطره في العاجِلِ والآجِلِ.
فاتقوا الله - عباد الله
وتعاونوا على البرِّ والتقوى - كما أمرَكم ربُّكم -، ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان.
ولتكُن هذه المواقِعُ سببًا للتواصُل، وسبيلاً للتواصِي بالحقِّ والتواصِي بالصبر،
لا طريقًا للتدابُر والتقاطُع، وانتِهاك الحُرُمات، وتتبُّع العورات؛
فإنه يُغضِبُ ربَّ الأرض والسماوات.
وصلُّوا وسلِّموا على خاتمِ رُسُل الله؛ فقد أُمرتُم بذلك في كتابِ الله؛
حيث قال ربُّنا - سبحانه -:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ،
وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين،
وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم،
واجمع كلمتَهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينكَ وكتابكَ، وسنةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا،
وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء،
اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين،
وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا مَن إليه المرجِعُ يوم التَّناد.
اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا،
وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ،
والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك،
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين،
وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.
اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ،
اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين،
اللهم إنا نجعلُك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شرورهم،
اللهم إنا نجعلُك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شرورهم،
اللهم إنا نجعلُك في نحورِ أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شرورهم.
اللهم احفَظ المُسلمين في كل دِيارِهم وأوطانِهم،
اللهم احفَظهم في سوريا، وفي فلسطين، وفي بورما،
وفي جميع ديارِ المُسلمين يا رب العالمين،
اللهم انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم،
اللهم انصُرهم، الله اجبُر كسرَهم، وارحَم ضعفَهم، واشفِ جرحاهم،
واكتُب أجرَ الشهادة لقتلاهم يا رب العالمين.
اللهم احفَظ المُسلمين في مصر،
اللهم احفَظهم في مصر، وحافَظ شعبَها، واحفَظهم من الفتن،
اللهم قِنا وإياهم شرَّ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطَن،
اللهم قِنا وإياهم شرَّ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطَن،
اللهم وحِّد صُفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، وأصلِح قادةَ المسلمين يا رب العالمين.
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[الأعراف: 23]
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
[آل عمران: 8]
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[البقرة: 201].
وصلَّى اللهم وسلَّم على عبدِه ورسولِه نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين،
والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس