عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-08-2014, 12:55 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

{ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ
وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[فصلت: 21]
وسوف تشهد عليك رجليك ويديك، ولن تملك القدرة على الكلام بفمك،
فربما اللسان يكذب ولكن اليد والرجل لا تكذبان:
{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ
وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[يس: 65].
أما قوله تعالى للنفس المطمئنة:
{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي }
أي فادخلي بين عبادي وجاءت كلمة (فِي) هنا لتعبر تعبيراً دقيقاً عن محبة
عباد الله الصالحين بعضهم لبعض وحرصهم على بعض حتى يصبحوا
كالجسد الواحد! ولذلك فإن سيدنا سليمان عليه السلام لم يقل: وأدخلني
برحمتك بين عبادك الصالحين إنما قال:
{ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }
وهذا لا يعني أن سيدنا سليمان طلب من ربه أن يدخله داخل العباد
الصالحين إنما أن يدخله بينهم ويكون واحداً منهم.ولذلك فإن الله يدخل
كل نفس مطمئنة في عباده الصالحين يوم القيامة، ويدخل كل نفس ظالمة
في جهنم لتُعذب مع الكافرين والملحدين والمستهزئين،
يقول تعالى:
{ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ *
سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ *
لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }
[الرعد: 49-51]
نسأل الله تعالى أن ينجينا من عذاب يوم القيامة!
أما الدليل العلمي على أن التقمص لا أساس له، فحتى هذه اللحظة لم
يكتشف العلماء أي ظاهرة تشير إلى تقمص الأرواح أو تناسخها أو
حلولها في المخلوقات، بل بمجرد أن يموت الإنسان فإن جسده يبدأ
بالتحلل وليس هناك أي شيء يمكن معرفته بعد الموت، ولذلك فإن
القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يصف لنا مرحلة ما بعد الموت
بدقة مذهلة.
أسرار الموت
هناك تجارب يقوم بها العلماء اليوم لاكتشاف أسرار الموت، ويزعمون أن
بعض المرضى قد مرّوا بتجربة الموت المؤقت ورأوا نفقاً في نهايته نور،
ومنهم من يعتبر أن الموت عبارة عن عملية تحلل طبيعية للجسد وانتقاله
من شكل لآخر (كما يدعي بعض الملحدين)، ونقول بأن جميع التجارب
لن تسفر عن أي شيء، لأن الله جعل بعد الموت برزخاً لا يستطيع أحد اختراقه
يقول تعالى:
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
[المؤمنون: 99-100]
فهذه الآية دليل على أن من يموت لن يرجع إلى الحياة مرة أخرى
(إلا في بعض المعجزات مثل معجزة سيدنا المسيح الذي كان يحيي الموتى).
وخلاصة القول
تناسخ الأرواح ليس صحيحاً وهي مجرد أقوال ولا يوجد برهان علمي
أو شرعي عليها، بل كل ما يُروى بشأن ذلك هو قصص وتخيلات لم يقم
الدليل العلمي عليها .وليس من الممكن أن يحاسب الله نفساً بالنيابة
عن نفس أخرى أو يحلّ نفساً مكان نفس،
يقول تعالى:
{ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى *
وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى *
وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى }
[النجم: 38-41]
فهذا النص الكريم يدل دلالة قطعية على أن كل نفس ستحاسب عن نفسها
وأن منتهى الأنفس إلى الله تعالى وليس إلى كائنات أخرى!
يقول عز وجل:
{ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا
وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
[النحل: 111].
وأقول أخيراً:
هناك قوى خارقة وطاقات كامنة سخرها الله للبشر، مثلاً أعطى الله طاقات
خارقة لسيدنا سليمان عليه السلام فسخر له الريح والجبال والشياطين
والجن والطير... وهناك معجزات أعطاها الله لأنبيائه، وهناك قدرات فائقة
يمنحها الله لبعض عباده "مثل الكرامات" وحتى لغير المسلمين يمكن
أن يمنحهم الله تعالى قوة خارقة ليختبرهم بها... ولذلك فإن التقمص
أو التناسخ لم يُبنى على أساس علمي، ولو أننا نرى بعض الظواهر
الخارقة لبعض الأطفال والتي لم يتمكن العلماء من تفسيرها علمياً،
فهذه تبقى حتى يكشف العلم شيئاً بخصوصها... والله أعلم.
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل

رد مع اقتباس