الموضوع: درس اليوم 3809
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-27-2017, 09:55 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي درس اليوم 3809

من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

أهلا بك يا رمضان

أهلا بك يا رمضان ..

فأنت الحبيب الذي طال انتظاره، فأطل علينا بطلعته البهية وخيراته

الجلية. وأنت النعمة المسداة لنا والرحمة المهداة من رب البرية ..

روى ابن ماجه بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله

أن رجلين قَدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما

جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما

فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام

بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذن للذي

توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال:

ارجع فإنك لم يأْنِ لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك،

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث، فقال:

( من أي ذلك تعجبون؟ )

فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد،

ودخل هذا الآخر الجنة قبله!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ )

قالوا: بلى، قال:

( وأدرك رمضان، فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ )

قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض )

أهلا بك يا رمضان ..

فما أعظمك من جليل قدرٍ تزدهي به السماوات العلا، والجنان،

والملائكة .. ويقيم رب العزة على شرفك مظاهر الاحتفال ..

فإذا بالجنان أبوابها تفتح، وإذا بالجحيم أبوابها توصد

وإذا الربُّ يزين في كل يومٍ جنَّته، ويقول لها:

«يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة

والأذى ثم يصيروا إليك».

أهلا بك يا رمضان ..

فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة، تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها

الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير .. يجزل الله فيها العطايا والمواهب،

ويفتح أبواب الخير لكل راغب، ويعظم أسباب التوفيق لكل طالب .. تتنزل

فيك الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات، وتحط الأوزار والخطيئات.

قال سفيان بن عيينة: «إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عز وجل عبده،

ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصوم،

فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم، ويدخل بالصوم الجنة»

[الترغيب والترهيب 1/82]

أهلا بك يا رمضان .

فقد اشتدَّ إليك شوقُنا، ننتظرك بعد عام من فراقك وقد اختلفتْ بعدَك أشياءُ

كثيرة، كنَّا فيما مضى نتشوف لك؛ للاستزادة من الخير وتربية النَّفس

المؤمنة المطمئنَّة، ونحن اليومَ نتلقَّاك لأجل البناء ولأجل الهدم أيضًا؛

لتبني فينا يا رمضان ما نرومه من خير وفضيلة، ولتهدم ما شاده

المُبطِلون من مباني الفساد وصوره في مجتمعنا ونفوسنا،

فاللهم باركْ لنا في شهرنا أفرادًا ومجتمعات وحكومات،

واجعله جسرًا للعابرين بخير، وسدًّا في وجه دعاة الشَّر.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس