عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-21-2013, 09:18 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

أيها المؤمنون :


ولئن أجلْنا النظرَ في واقعِ الفُهوم لدى بعضِ أبناء أمَّتنا الإنسانيَّة

لألفَيْناه يُعانِي الضُّمُورَ والاهتِراء، ما أسفرَ عن شُروخٍ نَجلاء،

وتصدُّعاتٍ شَوهاء في شامِخ البناء.


وما مِعوَلُها إلا الفهمُ المُسطَّحُ المأزوم المُتذمِّرُ الموهوم،

المُتشظِّي المذمومُ بل المزعوم إلا مباءَةً لانتِشار الشائِعات والأقاويل،

واستِشراء الأكاذِيب والأباطيل، والطَّعن في النيَّات، وثَلْب الذَّوَات،

ورَشْق الرُّموز الكِرام من الربَّانيين الأعلام أُولِي الفضائِل المأثورة،

والمناقِب الغامِرة المنثورة.


هل الفهمُ الإسلاميُّ العميق، الراسِخُ الوثيق في إدراك كُنْه النصوص المُحقَّقة،

أو التأصيلات المُصدَّقة أن تتلقَّفَها تأويلاتُ المُتأوِّلين، وآراءُ المُتحيِّرين،

وعقولُ المُتخرِّصين المُتهوِّكين ممن تقاصَروا عن مرتَبَة الوعيِ المُبين،

والإنصاف المتين.


وأصاخُوا لجُشاءَات الشَّبَكات العنكبوتيَّة، ونزيفِ المواقِع التواصُليَّة؛

لينقَلِبوا جرَّاء ضَحَالَة وعيِهم، ونَزَاقَة فهمِهم عن كلِّ حسنةٍ إلى غَميزةٍ تُكافِئُها،

ويشفَعوا كلَّ فضيلةٍ بنقيضَةٍ تُعادِلُها؛ لأنه ليس لها شَروى نقيرٍ من أثير الحقائِق،

بل هي البواطِنُ الزَّوارِق، ليَريشُوا ويبرُوا ما في كِنانتِهم من سِهام التشفِّي والانتِقاص،

مُعتقِدين ألا بُدَّ من ذلك ولا مناص.


وقد أصَّل أهلُ الاختِصاص أن كل كلامٍ تُدُبِّرَ وتُؤمِّل استُفيدَ منه على حسَبِ التدبُّر والكلام،

وليس كلامُ أهل العلم كسائِرِ كلامِ الناس،

وعلى هذا يجرِي القياس، فأين الفُطَناءُ الأكياس؟!


لـغـةُ الـحـيـاةِ وإن فـهِـمـنـا لـفـظَـهـا مـشـحــونــةٌ بـالــصِّــدقِ والإيــحــاءِ

لـغـةٌ وعـاهـا الـصـادِقـون ولـم يـزَلْ فــي غـفـلــةٍ عـنـهــا ذوو الـخُـيَــلاءِ


بل المنهجُ الربَّانيُّ الحكيمُ الذي يحفَظُ وعيَ المُجتمعات ويُزكِّيها،

وفي معارِج الحبِّ والوِداد يُبقِّيها ويُرقِّيها، قولُه - جلَّ وعزَّ -:


{ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ }

[ النور: 12 ]


وتغليبُ حُسن الظنِّ بالمُسلمين؛ لقولِه - سبحانه -:


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }

[ الحجرات: 12 ]


والتأكيدُ على جمع الكلمة، وحِفظُ اللُّحمة، ووحدة الصفِّ، والحِرص على حقنِ الدماء،

ودرءِ العُنف والفتن الشَّوهاء، وحِفظ اللسان، وتطهير الجَنان من الأحقاد والأدرَان،

والتثبُّت من فَهم الأقوال، وفهمِها وحملِها على أحسنِ المحامِل دون تعسُّفٍ أو تحامُل.


والإكسيرُ الأعظمُ في ذلك: لُزومُ الصدقِ والإخلاص، والتجرُّد، والإنصاف والعدل،

رد مع اقتباس