حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ سَأَلْتُ
ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ عَنْ الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بَعْدَ مَا تُقَامُ الصَّلَاةُ فَحَدَّثَنِي
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله تعالى عنه قَالَ
( أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَعَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَجُلٌ فَحَبَسَهُ بَعْدَ مَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ )
قوله: (حدثنا عياش بن الوليد)
هو الرقام وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى السامي بالمهملة،
والإسناد كله بصريون أيضا.
وقول حميد " سألت ثابتا " يشعر بأن الاختلاف في حكم المسألة كان
قديما، ثم إنه ظاهر في كونه أخذه عن أنس بواسطة، وقد قال البزار:
إن عبد الأعلى بن عبد الأعلى تفرد عن حميد بذلك، ورواه عامة أصحاب
حميد عنه عن أنس بغير واسطة.
قلت كذا أخرجه أحمد عن يحيى القطان وجماعة عن حميد، وكذلك أخرجه
ابن حبان من طريق هشيم عن حميد، لكن لم أقف في شيء من طرقه على
تصريح بسماعه له من أنس وهو مدلس، فالظاهر أن رواية عبد الأعلى
أي منعه من الدخول في الصلاة، وزاد هشيم في روايته " حتى نعس
بعض القوم " ويدخل في هذا الباب ما سيأتي في الإمامة من طريق زائدة
عن حميد قال " حدثنا أنس قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بوجهه " زاد ابن حبان " قبل أن يكبر فقال:
أقيموا صفوفكم وتراصوا"، لكن لما كان هذا يتعلق بمصلحة الصلاة
كان الاستدلال بالأول أظهر في جواز الكلام مطلقا، والله أعلم.
اشتمل كتاب الأذان وما معه من الأحاديث المرفوعة على سبعة وأربعين
حديثا: المعلق منها ستة أحاديث، المكرر فيه وفيما مضى ثلاثة وعشرون
والخالص أربعة وعشرون، ووافقه مسلم على تخريجها سوى أربعة
أحاديث: حديث أبي سعيد " لا يسمع مدى صوت المؤذن " وحديث
معاوية وجابر في القول عند سماع الأذان، وحديث بلال
في جعل إصبعيه في أذنيه.
وفيه من الآثار عن الصحابة ومن بعدهم ثمانية آثار، والله أعلم.