عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-26-2018, 01:02 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي لا عدوى ولا طيرة


من:الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لا عدوى ولا طيرة

بعض الأحاديث أشكلت على الناس منذ زمن الصحابة فظنوا أنها متناقضة
، ولكن العلم الحديث يأتي اليوم ليؤكد أنه لا تناقض في كلام الحبيب
صلى الله عليه وسلم....

حديثان متناقضان (ظاهرياً) نجدهما في كتب الحديث الصحيحة.. وقد احتار
العلماء في التوفيق بينهما.. ولكن الدراسة العلمية الجديدة كشفت لنا سر هذين
الحديثين وأنه لا وجود لأي تناقض في كلام نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام.

ففي دراسة جديدة قام بها باحثون أمريكيون ونشرت في مجلة
Infectious Diseases تبين أن مسألة العدوى ليست كما كان الاعتقاد السائد
من قبل، بل تبين أن لكل إنسان نظام مناعي يختلف من شخص لآخر، بحيث
أن فيروس محدد يمكن أن يصاب به إنسان ولا يصاب به آخر..
فلا توجد قاعدة ثايتة.

وهذا ما نلاحظه عندما يعود طفلك الصغير إلى البيت وقد أصيب بفيروس
الأنفلونزا مثلاً من الحضانة.. تجد أن بعض أفراد الأسرة يصاب به،
والبعض الآخر لا يتأثر.

وهذا ما دعى الباحثين في جامعة Johns Hopkins لدراسة الظاهرة،
فأحضروا عدداً من الأشخاص وتم حقنهم ببكتريا محددة
(Escherichia coli).. وبعد ذلك أُخذت عينات من الدم.. فتبين أن بعضهم
أصيب بهذه البكتريا فمرض والبعض الآخر لم يُصب بأي شيء وبقي سليماً!!

والسبب أن لكل شخص بناء مناعي محدد وبناء جيني محدد يختلف عن غيره.
. فالبناء المناعي والجيني أو الوراثي يحدد نسبة إصابتك بمرض ما فقد يكون
احتمال إصابتك بفيروس محدد 100 % وإذا تعرض شخص آخر له بناء مناعي
ووراثي مختلف فاحتمال إصابته بهذا الفيروس 0 % صفر!

إذاً العدوى غير موجودة بالمعنى الحرفي.. ولكن هل يعني ذلك أن نعرض أنفسنا
لشتى أنواع الفيروسات دون أي حماية؟ طبعاً لا، فالإنسان يجهل تماماً ما هو
احتمال إصابته بفيروس ما، فقد يُصاب وقد لا يصاب نهائياً.. والأسلم أن يتجنب
الأمراض المعدية بشكل عام..

إذاً الحقيقة العلمية تقول إن العدوى بالمرض غير مؤكدة، ولكن يجب أخذ
الاحتياطات لدى الاقتراب من المريض، وبخاصة المصاب بمرض قابل
للانتشار.. هذه الحقيقة العلمية لخصها لنا النبي عليه الصلاة والسلام بحديثين
نظنهما متناقضين، ولكنهما متكاملين، لنتأمل:

1- (لا عدوى ولا طيرة)
[متفق عليه]:
تأكيد أن العدوى لا وجود لها، ولكن تختلف من شخص لآخر.

2- (لا يوردن ممرض على مصح)
[رواه البخاري]:
تأكيد على ضرورة الوقاية وأخذ الاحتياطات فلا نقترب من المريض
كثيراً لدرجة التقاط المرض منه.

وهنا يزول التناقض ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا مجموعة
من النصائح تستخدم اليوم فيما يسمى بالطب الوقائي، وأعطانا حقيقة علمية
تؤكد أنه لا عدوى بالمطلق، بل قد يُصاب وقد لا يُصاب بالمرض من يخالط
المريض، ولكن يفضل عزل المريض كنوع من الاحتياط.
*


بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

رد مع اقتباس