عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-14-2019, 07:48 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,705
افتراضي اللهم إني أسألك من فضلك

من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اللهم إني أسألك من فضلك



ضَافَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [نزل به ضيف]،

فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِهِ يَبْتَغِي عِنْدَهُنَّ طَعَامًا، فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ،

فَقَالَ:



(اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُهَا إِلَّا أَنْتَ)

فَأُهْدِيَتْ إِلَيْهِ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ [مشوية]،

فَقَالَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةهَذِهِ مِنْ فَضْلِ اللهِ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ)

رواه الطبراني وصححه الألباني.



شرح دعاء:



(اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَمْلِكُهَا إِلاَّ أَنْتَ)(1).



المفردات:



(فضلك): الفضل هو الزيادة عن الاقتصار(2).



والإفضال: الإحسان, والفواضل: الأيادي الجميلة(3) .



الشرح:



سأل المصطفى صل الله عليه وسلم

من فضل اللَّه كما أمر سبحانه وتعالى بذلك:



{ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه }(4)



أي اسألوا اللَّه تعالى من مزيد إحسانه

و إنعامه من أمور الدنيا والآخرة كما قال جل وعلا:



{ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء }(5)،



حيث إن الفضل بيده جل وعلا يتصرّف فيه كيف شاء،

ويعطيه من شاء, بكمال الحكمة والقدرة, فلا يُسأل إلا منه.



قوله:



( اللَّهم إنّي أسألك من فضلك ورحمتك ):



أي أسألك يا اللَّه الزيادة من خيرك وعطائك وآلائك التي لا غنى لي عنها,

وأسألك رحمتك التي وسعت كل شيء, أن تسبغ عليَّ من رحماتك،

وتعطفك الدائم عليَّ؛ لأنه يا ربي لا غنى لي عن فضائلك

ورحماتك طرفة عين.



قوله:

((فإنه لا يملكها إلا أنت)):



((أي لا يملك الفضل و الرحمة غيرك،

فإنك مُقدِّرها ومُرسلها، فلا يطلبان إلا منك))(6)؛

لأنه عز وجل هو مالك كل شيء, وله كل شيء

، ومقدر لكل شيء،

فلا يسأل إلا منه جل وعلا.



قوله: ((فأُهديت له شاة مصلية))

يدلّ على سرعة استجابة رب العالمين

لنبيه صل الله عليه وسلم يدل على ذلك بـ((الفاء))

التي تدلّ على التعقيب والترتيب دون مهلة,

فأهديت له هذه الشاة مباشرة ترتيباً وتعقيباً على دعائه,

وهكذا كل من دعا اللَّه رب العالمين، بحسن ظن ويقين،

وصدق في التوجه،

أعطاه اللَّه ما سأله في العاجل أو الآجل على مقتضى حكمته,

كما بيَّن اللَّه تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام

حينما قال



{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } (7)،



فكانت الاستجابة:



{ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ

قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } (8)،



ورزقه اللَّه في العاجل والآجل، كما قصّ لنا ربنا في كتابه الكريم.



(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 10/ 178،

وابن أبي شيبة، 7/ 94،

ودلائل النبوة للبيهقي، 6/ 128،

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/159:

((رجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد وهو ثقة))،

وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة،

4/ 57، صحيح الجامع، 1/ 114.



(2) المفردات ص : 381 .



(3) الصحاح، 5/ 1791، و اللسان، 5 / 3428 .



(4) سورة النساء, ص: 32 .



(5) سورة آل عمران, آية: 73 .



(6) فيض القدير، 2/ 144 .



(7) سورة القصص، الآية: 24. .



(8) سورة القصص، الآية: 25


رد مع اقتباس