عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-07-2013, 11:41 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

ولا يوجد في الشرِّيعة ذكر جماعي كما يفعله كثير من الناس،


من الاجتماع في البيوت والمساجد في أوقات معينة، أو مناسبات معينة،


أو بعد الصلوات المكتوبة لذكر الله تعالى بشكل جماعي،


أو يردد أحدهم ويرددون خلفه هذه الأذكار، لكراهته،


وقد أفتى العلماء ببطلان الذكر الجماعي لكونه نوعاً من البدع


إلا في الصلوات المفروضة، ومدارسة العلوم الشرِّعية،



و قال الإمام النووي يرحمه الله :



" يستحب الجلوس في حلق الذكر " ،



‏وأورد الحديث الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي



من حديث معاوية بن أبي سفيان ‏رضي الله عنه أنه قال :



[ إنه صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه ،



فقال عليه الصلاة و السلام :



( ما أجلسكم ؟ )



قالوا : جلسنا نذكر الله و نحمده على ما هدانا للإسلام و منَّ به ‏علينا…



إلى أن قال عليه الصلاة و السلام :



( أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة )].



وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث


أبي هريرة و أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما ‏أنهما قالا :


قال صلى الله عليه و سلم :



( ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة ، ‏و تغشتهم الرحمة ،


و نزلت عليهم السكينة ، و ذكرهم الله فيمن عنده … )



ففي هذا الحديث ‏ترغيب من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم


في الاجتماع على الذكر.‏



عن عبد الله بن بشرِّ رضي الله عنه



[ أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرِّائع الإسلام قد كثرت عليّ


فأخبرني بشيءٍ أتشبث به



قال عليه الصلاة و السلام :



( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) ]



رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.



وعليه فإن الراحة النفسية في النفس وفي القلب هي في ذكر الله سبحانه وتعالى،


ومداومة ذكره والعمل بطاعته والبعد عن معصيته،



و في هذا يقول الله تعالى :



{ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) }



(سورة الرعد).


ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذا الكتاب


مستعيناً بالله تعالى ليذكِّرني وإخواني المسلمين


حتى نداوم على ذكر الله سبحانه وتعالى بالطريقة الشرِّعية


بما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حينٍ، وفي كلِّ آنٍ،


وعند كل فعلٍ، وفي كل مكانٍ حسب المكان الذي نكون فيه،


فإن كان المكان غير مناسب للذكر كدورات المياه،


فعلينا معاشر المسلمين أن نذكر الله سبحانه وتعالى في قلوبنا،


وإن كان المكان مناسباً للذكر فعلينا أن نذكر الله بقلوبنا وألسنتنا.


وعبارات الذكر الواردة هنا هي مما شاع بين الناس ترديده،


ومما فتح الله به علينا من التفكر والتدبر،


سائلاً المولى أن يكون هذا الذكر والتمجيد لله تعالى


مفتاحاً في أفق ذكر الله تعالى وتمجيده .


كما لا يفوتني أن أشكر كل من ساعد بإخراج هذا الكتاب


وبكافة الجهود من الإخوة الطيبين،


فجزاهم الله خيراً وجعله في موازين حسناتهم.



أسأل الله العظيم، رب العرش الكريم


أن يجعلنا جميعاً ممن إذا أنعم الله عليه بالنعم شكر، وإذا ابتلاه صبر،


وإذا أذنب استغفر، وأن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً،


إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، واستغفر الله مما قلت،


فإن يكن صوابا فمن الله تعالى، وإن يكن خطأ فمن عندي والشيطان؛


والله ورسوله صلى الله عليه وسلم بريئان،


واستغفر الله إنه كان غفاراً .


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



{ سبحان ربِّك ربِّ العزّةِ عمّا يصفون (180)


وسلامٌ على المرسلين (181) والحمد لله رب العالمين (182) }



(سورة الصافات).


الراجي من الله تعالى عفوه و غفرانه


الدكتور / عبدالله بن مراد بن أمين العطرجي


مكة المكرمة


1/6/1434هـ

رد مع اقتباس