عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-23-2014, 11:09 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

، إن الشمس تدور حول مركز مجرتنا دورة كاملة كل 250 مليون سنة.
وجدوا أن هذه الشمس تتحرك حركة اهتزازية تشبه جريان الإنسان
اهتزازية، ومدة الهزة الواحدة سبعين مليون سنة، فتأملوا معي أيها
الأخوة دقة المصطلح القرآني، أو دقة التعبير القرآن، لأن المصطلح خاص
بالبشر يتغير ويتبدل ولكن كلام الله تبارك وتعالى لا يتبدل أبداً، فعندما قال:
{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي }
لم يقل تمر أو تسير، بل قال تجري ليؤكد أن هنالك حركة اهتزازية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشمس هي نجم مثل بقية النجوم تعمل منذ خمسة بلايين عام باستمرار!
وهي جزء أساسي من حياتنا، فهي تسبب الليل والنهار، وتسبب النمو
للنباتات وتؤمن الغذاء للإنسان والحيوان، وهي تمدنا بالوقود، بالطاقة
الحرارة، وتسبب الفصول الأربعة، ولولاها لكانت الأرض كرة خربة
متجمدة لا حياة فيها. إنها نجم من بين مئة ألف مليون نجم هو عدد
نجوم مجرتنا (درب التبانة) وتتوضع الشمس على بعد 25 ألف
سنة ضوئية عن مركز المجرة.
الدورة المائية
إن الشمس التي تجري والتي سخرها الله تبارك وتعالى لنا لها بداية ولها
نهاية محددة ولها عمل، فما هو عملها؟ يقول عز وجل في سورة النبأ:
{ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً * وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً }
[النبأ: 13-14]
ومعنى (مَاءً ثَجَّاجاً) أي ماءً غزيراً عذباً. فالشمس هي التي تهيج الرياح،
والرياح تسوق هذه الجزيئات من الماء (بخار الماء) إلى الطبقات العليا
لتتكثف وتتشكل الغيوم وينزل المطر، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى ربط
بين الشمس وبين المعصرات وهي الغيوم (وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ)
أي الغيوم الكثيفة، وبين نزول الماء الغزير (مَاءً ثَجَّاجاً) غزيراً عذباً.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السؤال: لماذا ربط الله تبارك وتعالى بين السراج الوهاج وهو الشمس
وبين نزول الماء من السماء؟ إن العلماء وجدوا حديثاً أن هنالك دورة
أسموها دورة الماء، هذه الدورة تقول بأن كمية الماء ثابتة على سطح
الأرض وفي باطنه، ولكنها تتحول من شكل إلى آخر، فكل عام تتبخر
ملايين الأطنان من البحار والمحيطات والأنهار تتبخر هذه المياه وتصعد
إلى الجو ثم تتكثف وينزل المطر، وكل هذه العملية تحدث بفعل الشمس.
سراج وهاج
إنها مصباح يستمد وقوده من الهيدروجين الذي يندمج بعضه مع بعض
بتفاعلات اندماجية ينتج عنها الضوء والحرارة. والقرآن عندما يتحدث
عن الشمس يتحدث عنها كسراج مضيء، يسمسها السراج،
يقول تبارك وتعالى:
{ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً }
[النبأ: 13]
ويقول أيضاً:
{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً }
[الفرقان: 61]
وفي خطاب سيدنا نوح لقومه قال لهم:
{ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً *
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }
[نوح: 15-16].
في هذه الآية نلاحظ أن القرآن ميز بين النور المنعكس عن القمر
لأنه جسم بارد مهمته أن يعكس أشعة الشمس، بينما الشمس
هي مصنع الطاقة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مما يلفت الانتباه أن الله خص الشمس بصفة جديدة وهي (وَهَّاجاً) يعني
هل يوجد سراج وهاج وسراج غير وهاج؟ نعم. عندما درس العلماء
النجوم في الكون وجدوا أن هنالك أنواع كثيرة للنجوم ووجدوا أن الشمس
تعتبر في منتصف حياتها فهي قد خلقت قبل خمسة آلاف مليون عام تقريباً
وسينتهي عملها بعد خمسة آلاف مليون عام تقريباً، والأعداد الحقيقية لا
يعلمها إلا الله ولكن هذه أقوال ونتائج لقياسات العلماء، فالشمس هي الآن
في قمة التوهج وفي منتصف (يعني في شبابها)، لذلك نجد علماء وكالة
ناسا يستخدمون نفس الكلمة القرآنية في وصفهم للشمس فنجدهم يقولون
مثلاً: The Sun is a huge, glowing ball at the center of
our solar system. بينما هنالك نجوم خافتة وهنالك نجوم تحولت
إلى ثقوب سوداء ليس فيها أي وهج، وهنالك نجوم تحولت إلى غبار
كوني ليس لها أي وهج، وهنا ندرك دقة القرآن الكريم، ولذلك أقول دائماً
لو تأملنا هذا القرآن نرى في كل كلمة من كلماته معجزة تستحق التدبر.
فوائد عديدة للشمس
لو رجعنا إلى القاموس المحيط أو أي معجم من معاجم اللغة وبحثنا عن
كلمة (سخر) نلاحظ أن معناها بدقة: كلَّفه عملاً بلا أجر. وهذا ما تقوم به
الشمس فهي لملايين السنين تقدم لنا هذه الطاقة مجاناً دون مقابل.
هناك العديد من الخدمات التي تقدمها لنا الشمس، ومنها أننا عندما
نتعرض لأشعة الشمس فإن هذه الأشعة تؤثر على خلايا جسدنا تأثيراً
إيجابياً وتساهم في مساعدة هذه الخلايا على إنتاج فيتامين "دي" وهذا
الفيتامين مهم جداً للإنسان. حتى إن العلماء اكتشفوا حديثاً أنه يقي
الإنسان من السرطان.ومن الأمراض التي يبعدها التعرض للشمس
باعتدال أمراض نخر العظام، ولذلك فإن الشمس تقدم لنا علاجاً مجانياً
من دون أن نشعر، فهل عرفنا الآن قيمة هذه النعمة؟
وانظروا معي إلى هذه الآية:
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ }
[إبراهيم: 33].
ففيها تفضّل من الله علينا لنشكر هذه النعم التي لا تعد ولا تُحصى،
ولذلك قال في الآية التالية مباشرة:
{ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
[إبراهيم: 34].
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هذه الشمس الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه يقول العلماء
إنها تبث كميات هائلة من الطاقة، ولو قدر للناس أن يستفيدوا من طاقة
الشمس لمدة ثانية واحدة لكفتهم جميعاً لمدة مئة ألف سنة لتزويدهم
بالطاقة بشكل كامل. فالله تبارك وتعالى سخر لنا هذه الشمس لتقدم لنا
هذا العمل المجاني، ونحن نعلم اليوم ان الطاقة الشمسية هي مصدر
مجاني (من دون مقابل) ومتوفر لكل الناس، لذلك ماذا قال الله تعالى؟
قال:
{ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى }
[الرعد: 2].
أمواج صوتية من الشمس
وجد العلماء أن الشمس تطلق ترددات صوتية بشكل دائم أثناء عملها،
وهذه الذبذبات ناتجة عن احتكاك ذرات الغاز أثناء احتراقه وتمدده
وتقلصه، ولكم وبما أن الصوت لا ينتشر في الفضاء فإن هذا الصوت
يعود ويرتد إلى قلب الشمس. وبما أن كل النجوم تطلق مذل هذه الترددات
الصوتية لأن مبدأ عملها مشابه للشمس، وكذلك الشجر يطلق ترددات
صوتية، وكل مخلوق حي يصدر من خلاياه مثل هذه الترددات،
إذن كل شيء في هذا الكون يتكلم!!
وبالتالي يحق لنا كمؤمنين أن نفكر في هذه الأصوات
ونتذكر قول الحق عن مخلوقاته:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ }
[الحج: 18]
فهل يمكن أن تكون هذه الأصوات هي تسبيح وسجود لله تعالى
ولكن بلغة هذه المخلوقات؟
لماذا الشمس؟
والآن نتساءل: هل كان في ذلك الزمن أحد يعلم شيئاً عن هذه الحقيقة
وهل كان هنالك إنسان واحد في العالم كله يدرك طبيعة عمل الشمس
وتأثير هذه الشمس على الأرض مثلاً ؟ بالطبع لا، ولكن الله تبارك وتعالى
حدثنا لأنه هو من خلق هذه الشمس وهو من سخرها لنا. ولكن لماذا
حدثنا الله عن هذه الحقائق؟ لماذا حدثنا عن الشمس وعملها وتأثيرها
على دورة الماء ودورها في تبخير الماء ونزوله من السماء؟ لماذا حدثنا
عن دور الشمس أنها تقدم لنا طاقة مجانية
{ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ }
؟ لماذا حدثنا عن نهاية الشمس
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }
لماذا حدثنا عن كل هذه الحقائق ؟
الهدف لندرك أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شيء وأن هذا النظام الكوني
الدقيق إنما هو بتقدير من خالقٍ عزيز عليم بكل شيء
ولذلك قال تعالى:
{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }
[يس: 38]
يعني: انظر أيها الإنسان! لا تظن بأن هذه الشمس قد وُجدت عبثاً
أو أنها موجودة منذ الأزل.. لا.. إنما سخرها الله لك لعمل محدد
وعندما تنتهي مهمتها فإنها سوف تختفي وتزول ويبقى الله تبارك
وتعالى الذي سيحاسبنا على أعمالنا صغيرها وكبيرها
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل

رد مع اقتباس