عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-05-2013, 10:06 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وبهذا يصيرُ المُجتمع المسلم كما أرادَه الشرعُ العظيم كالبُنيان الواحِد يشدُّ بعضُه بعضًا،

كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:


( المؤمنُ للمُؤمن البُنيان يشدُّ بعضُه بعضًا وشبَّك بين أصابِعه )


إنها أُخُوَّةٌ تتطلَّبُ التضحيَةَ والفِداء، والتعاطُفَ والتراحُم، واللُّطفَ والرِّفقَ،

وغيرها من المعاني والمسالِك الكريمة

التي دعا إليها المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - في قولِه:


( مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثَلِ الجسَد الواحِد،

إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسهَر والحُمَّى )


معاشر المسلمين :


ومن مُنطلقات هذه الثوابت الإيمانية والأصول الإسلامية

فإن أمة الإسلام مُطالبَةٌ أن تُحافِظَ على وحدتها الإسلامية، وصفِّها الإيمانيِّ،

وأن تحذَر من مكر الأعداء ومُخطَّطاتهم في تفريق الصُّفُوف، وتمزيق وحدة المسلمين،

وبثِّ وسائل العداوة بينهم، ونشر عناصِر البَغضاء في مُجتمعاتهم،


{ وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ }

[ آل عمران: 118 ]


إن ما تُعانيه أمة المسلمين اليوم من تفرُّق المُجتمع الواحد،

وانتِشار ثقافَة العداوَة والبَغضاء في مُجتمعٍ واحدٍ

حتى آلَ الأمرُ إلى حملِ بعضِهم السلاحَ على بعضٍ لأمرٌ جليلٌ لا يُرضِي ربَّ العالمين،

ولا يستقيمُ مع أحكام الدِّين،

ولا يتَّفقُ مع وصايا سيِّد الخلقِ - عليه أفضل الصلاة والتسليم .


يقول - صلى الله عليه وسلم -:


( من حملَ علينا السلاح فليس منَّا )

ويقول في حديثٍ آخر:


( لا يُشيرُ أحدُكم على أخيه بالسِّلاح؛

فإنه لا يدرِي لعلَّ الشيطان ينزَعُ في يدِه فيقَع في حُفرةٍ من النار )


أمة الإسلام :


احذَروا من أسباب التفرُّق، تجنَّبوا عوامِل الفتن،

احذَروا من أفعالٍ تُؤدِّي إلى مفاسِد لا تُحصَى، وشرورٍ لا تتناهَى من سفكِ الدماء،

وهَتك الأعراض، وإفساد المُقدَّرات، وخَلخَلة الصفِّ، وزوال هيبَة مُجتمع المُسلمين،

والأعداءُ يتفرَّجون فرِحين مُستبشِرين.


فذلكم ما يقعُ في الأمة، ذلك هو بُغيةُ الأعداء وهدفُهم ومقصدُهم وغرضُهم،


{ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا

وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ }

[ التوبة: 47 ]


إخوة الإسلام :


من أعظم أسباب الفتن التي يجبُ الحذرُ منها والبُعد عنها:

السعيُ بالتكفير لعامة المُسلمين بدون بُرهانٍ ربَّانيٍّ ولا سُلطانٍ نبويٍّ،

غنما من جرَّاء عاطفةٍ دينيَّةٍ لا تحمِلُ دليلاً شرعيًّا، ولا بُرهانًا ربَّانيًّا.


فما حلَّت النَّكبَات ولا وقعَت المثُلات في المسلمين عبر التاريخ

إلا بمثلِ تلك المسالِك الهَوجاء، والمناهِج العَوجاء.


يقول - صلى الله عليه وسلم - مُخاطِبًا بخطابٍ صريحٍ يفهمُه كلُّ أحدٍ:


( من صلَّى صلاتَنا، واستقبلَ قبلتَنا، وأكلَ ذبيحَتنا

فذلك المسلم الذي له ذمَّةُ الله وذمَّةُ رسوله )

والحديثُ في "صحيح البخاري".


ويقول - صلى الله عليه وسلم -:


( المسلم أخو المسلم لا يظلِمه ولا يخذُلُه ولا يحقِره،

كل المُسلم على المسلم حرامٌ دمُه ومالُه وعِرضُه )

رد مع اقتباس