عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-19-2011, 11:25 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الحمد لله ، لا تحصى نعمة و لا تحد ، أحمده سبحانه و أشكره و أتوب إليه و أستغفره ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا رسول الله محمد ،
اللهم صل و سلم و بارك على محمد و على آل محمد و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أمــا بــعــد :
فاتقوا الله أيها الناس ، فتقوى الله خير زاد .
عباد الله :
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح الآخر الذي يرويه أبو ثعلبة الخشني :
( إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين
و يترك أهل الضغائن و أهل الحقد بحقدهم )
أخرجه الطبراني و غيره .
أيها الإخوة ، الكريم لا يحقد و لا يحسد و لا يبغي و لا يفجر ،
إن بلغه عن أخيه ما يكرهه التمس عذراً ، فقد علم أن الاعتذار يذهب الهموم ،
و يجلي الأحزان ، و يرفع الأحقاد ، و يزيل الصدود .
إن حقاً على ـ إخوة الإيمان ـ أن يسود بينهم أدب المحبة ،
أدب ينفي الغش و الدغل مع استسلام لله بما يصنع ، و رضاً بما يكتب .
اسمعوا رحمكم الله إلى هذا الحديث :
روى أبو هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال :
( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين و يوم الخميس ،
فيغفر الله لكل عبد مسلم لا يشرك إلا رجلاً كانت بينه و بين أخيه شحناء ،
فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا ) .
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله : يدل هذا الحديث على أن الذنوب
إذا كانت بين العباد فسامح بعضهم بعضاً سقطت المطالبة بها من قبل الله عز و جل .
الله أكبر يا عباد الله :
{ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ }
[النساء:147].
و سمع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما ؛
إذا أحدهم يستوضع الآخر و يسترفقه – أي يطلب منه أن يخفف عنه دينه - ،
و هو يقول : و الله لا أفعل .
فخرج عليهما رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و هو يقول :
( أين المتألي على الله ألا يفعل المعروف ؟ )
فقال : أنا يا رسول الل ه. فله أي ذلك أحب .
فعدل الرجل عن يمينه ، و استجاب لتذكير رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ،
طاعة لله و رسوله ، و استجابة لداعي الحق .
و ثمة أمر آخر ياعباد الله ينبغي التنبيه إليه :
ألا و هو أن جميع الأحاديث الأخرى
التي وردت في تخصيص ليلة النصف من شعبان بصيام أو قيام
هي أحاديث إما ضعيفة أو موضوعة
لم يثبت صحتها و نسبتها إلى الصادق المصدوق
( صلى الله عليه و سلم ) .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ؛ و لا تكلفوا أنفسكم ما لم يكلفكم به ربكم جل و علا ،
فمن أراد الثواب الجزيل و الذكر الجميل و راحة القلب فليحلم على الجاهل ،
و ليعفو عن المعتدي و ليقبل الصلح فذلك أدعى لنيل المغفرة و الرضوان
{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ }
[الشورى:4].
هذا و صلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة ؛
نبيكم محمد رسول الله فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه فقال عز من قائلاً عليماً :
{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً }
[الأحزاب:56].
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :

( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .

فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت

و لا تنسونا من صالح دعاءكم

رد مع اقتباس