الموضوع: درس اليوم4767
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2020, 01:26 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,830
افتراضي درس اليوم4767

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الله الحكيم (07)

- الإِيمَانُ يَقْتَضِي تَحْكِيمَ كِتَابِ اللهِ بَيْننَا:
وَالإِيمَانُ بِمَا سَبَقَ يَقْتَضِي تَحْكِيمَ كِتَابِ اللهِ جَلَّ شَأَْنُهُ بَيْنَنَا؛
لِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ كِتَابٌ مِثْلَ القُرْآنِ حَكِيمًا فِي كُلِّ شَيءٍ.

لِأَنَّ مَا شَرَعَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ مِنَ الأَحْكَامِ وَالمُعَامَلَاتِ وَالقِصَاصِ وَالحُدُودِ
وَتَقْسِيمِ المَوَارِيثِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِالأَحْوَالِ الشَّخْصِيَّةِ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ هِيَ فِي
مُنْتَهَى الحِكْمَةِ؛ لِأَنَّهَا تَشْرِيعُ الحَكِيمِ العَلِيمِ سُبْحَانَهُ، الذِي لَا يَدْخُلُ حُكْمَهُ خَلَلٌ
وَلَا زَلَلٌ، وَلِأَنَّهَا قَضَاءُ مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَوَاضِعُ المَصْلَحَةِ فِي البَدْءِ وَالعَاقِبَةِ.

وَقَدْ نَبَّهَ اللهُ سُبْحَانَهُ عِبَادَهُ لِهَذَا بِقَوْلِهِ:
{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة: 50]،

وقَوْلِهِ: { ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الممتحنة: 10]،

وقَوْلِهِ: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } [التين: 8].

وَلِذَا فَإِنَّكَ تَجِدُ آيَاتِ الأَحْكَامِ كَثِيرًا مَا تَشْتَمِلُ خَوَاتِيمُهَا عَلَى اسْمِهِ
(الحَكِيمِ)، وَمِنَ الأَمْثِلَةِ عَلَى ذَلِكَ:

قَوْلُهُ: { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ } إِلِى قَوْلِهِ:

{ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء: 11].

وقَوْلُهُ: { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ }
إِلَى قَوْلِهِ: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء: 24].

وقَوْلُهُ فِي القَتْلِ الخَطَأِ: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً }
إِلَى قَوْلِهِ: { وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء: 92].

وَقَوْلُهُ: { وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا }
[النساء: 130].

وَقَوْلُهُ: { قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
[التحريم: 2]، وَغَيْرُهَا مِنَ الآيَاتِ.

- الإِيْمَانُ يَقْتَضِي تَحْكِيمَ الرَّسُولِ بَيْننَا:
وَقَدْ أَمَرَ اللهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أُنْزَلَ إِلَيْهِ
مِنَ الأَحْكَامِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَأَنْ يَتْرُكَ مَا سِوَاهَا مِنَ الآرَاءِ وَالأَهْوَاءِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:

{ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } [المائدة: 48].

قَالَ سبحانه وتعالى: { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ }
[المائدة: 49].

وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الأَمْرُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً، وَإِنَّمَا هُوَ مَا أُمِرَتْ بِهِ
جَمِيعُ الرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ، يُبَيِّنُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى:

{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ }
[البقرة: 213].

وَقَوْلُهُ:

{ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ
الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا } [المائدة: 44].

وَالمُؤْمِنُونَ يَرْضُونَ بِحُكْمِ اللهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } [النور: 51].

أَمَّا مَنْ لَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ وَتَرَكَ تَشْرِيعَ الحَكِيمِ العَلِيمِ، وَأَخَذَ بِآرَائِهِ وَمَا يُمْلِيهِ
عَلَيْهِ عَقْلُهُ مِنْ أَفْكَارٍ، أَوِ اتَّبَعَ أَهْوَاءَهُ وَمَا تَشْتَهِيهُ نَفْسُهُ، فَقَدْ وَقَعَ فِي هَاوِيَةِ
الكُفْرِ أَوِ الفِسْقِ التِي حَكَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْهِ.

وَقَالَ سبحانه: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [المائدة: 44]،
وَقَالَ: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [المائدة: 45]،
وَقَالَ: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [المائدة: 47].

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس