عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-05-2012, 10:11 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله، أسبغَ علينا نعمًا غامرةً عِظامًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تقدَّس إجلالاً وإعظامًا، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه المُجتبى من العالمين رسالةً ومقامًا، اللهم صَلِّ على نبيِّنا وحبيبنا وقُدوتنا وسيدنا محمدِ بن عبد الله، وآله البالغين من محبَّته السنامَا، وصحبه المُقتفين لسُنَّته التِزامًا واعتِصامًا، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقبَ النيِّران وداما.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فيا أيها الناس:

اتقوا الله تعالى، واعلموا أن تحقيق نُصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والوفاء: اتباع هدي الرسول المُصطفى دون غلوٍّ أو جَفا - عليه الصلاة والسلام - جهرًا أو خفَا.

إخوة الإيمان:

ومن غُرَر المكارِم والخِلال، والحِكمةِ المُكتنِزة بسَديد الردود ورواجِح الفِعال: ما تطرَّزت به حضارةُ الإسلام في هذا الأوان، وإلى مديد الأزمان، بمناقب الفضلِ والجودِ الهتَّان، في الدفاع عن نبيِّنا وحبيبِنا سيدِ ولد عدنان، وذلك بالخُطوات العمليَّة الحضاريَّة، والمشروعات الإنسانيَّة الإيجابيَّة.

ومن تلك النماذج المُشرِقة: إرساءُ أكبر وأفخَم وأعظم توسِعةٍ تأريخيَّة للحرم المكي المُنيف، ومسجدِ الحبيبِ المُصطفى النبويِّ الشريفِ، وهذا الردُّ الحضاريُّ الرشيدُ إنما مُتِح من الروح المُترَعة بحبِّ سيدِ البريَّة - عليه أفضلُ الصلاة وأزكى التحيَّة -، وتعظيمٌ لشأن الرسالات السماوية، وإنها لرسالةٌ للمُجتمعات الإنسانية جهيرةٌ ناطقة، لكنها بالرشاد والحنكَة والأناةِ وادِقة، ولآلِئُ تلك الرسالة: لن تطولوا قدرَ حبيبِنا، وهذه نُصرتُنا له الحقيقيَّة الحضاريَّة - لا الغَوغائيَّة - في أجلَى معانيها وأسمَى مبانيها.

إن هذه التوسِعات التي دبَّجَها الحبُّ الشَّفيفُ هي رحمةٌ للحُجَّاج والعُمَّار والزوَّار من قاصِدي بيت الله الحرام، ومسجدِ المُصطفى - صلى الله عليه وسلم -، كي ينعَموا بأجواءٍ إيمانيَّةٍ فريدة، مِلؤُها السَّكينةُ الضارِعة، والأمنُ والطُّمأنينةُ الخاشِعة، دون نصَبٍ وزِحام، ومشقَّةٍ والتِدام.

وهذه التوسِعةُ ونظيرتها في المسجد الحرام المبرورةُ الشاسِعة المُترامِيةُ المكان - ولله الحمدُ والمنَّة - هي أسمَى ما يُتوَّجُ به شرفُ الزمان، في استِقبال طلائعِ حُجَّاج بيت الله الحرام الذين يتوافَدون هذه الأيام.
فمرحبًا بهم وأهلاً، وطِئتُم وهدًا وسهلاً، تشرُفُ بكم بلادُ الحرمين الشريفين، رُعاتُها ورعيَّتُها، في جامعة الحجِّ العظيمة التي تتجسَّدُ فيها المنافعُ والمقاصِدُ الشرعيَّة، والمصالِحُ والقواسِمُ والمُشتركاتُ الإنسانيَّة،

{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}

[الحج: 28].

في نأيٍ تامٍّ بهذه الفريضة العظيمة عن كل ما يُعكِّرُ صفوَها، أو يخرُجُ بها عن سَنَنها، وذلك برفع الشِّعارات، أو تنظيمِ المسيرات والمُظاهرات، ونحوِها من المُخالفات.

وها هُم المُسلِمون في مشارقِ الأرض ومغاربِها وقد أُثلِجَت صدورُهم، وابتَهَجت قلوبُهم مسرَّةً وحُبورًا، وتبريكًا وسرورًا، لَيرفَعون أكُفَّ الضراعة للمولَى - سبحانه وتعالى - أن يجزِيَ من يقِفُ وراء هذه الإنجازات العظيمة في الحرمين الشريفين عن الإسلام، وعن نبي الإسلام، ونُصرة قضايا المُسلمين، وخدمةِ الحرمين الشريفين أعظمَ المثوبةِ والمنَّة، وأعالِيَ درجات الجنَّة، دُعاءٌ لا يزالُ يتكرَّرُ ويتعدَّد، ويزكُو ويتجدَّد أن يجزِيَه خيرَ الجزاء وأوفاه، وأعظمَه وأسناه، إنه سميعٌ قريبٌ، كريمٌ مُجيبٌ.

آمينَ آمينَ لا أرضى بواحدةٍ
حتى أُضيفَ لها ألفًا

فلعلَّه دُعاءٌ أصابَ الإجابةَ وألفَى.

ألا وصلُّوا وسلِّموا - رحمكم الله - على الرسول المُصطفى، والحبيب المُقتفَى، كما أمرَكم بذلك المولَى - جل وعلا -، فقال تعالى قولاً كريمًا:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

[الأحزاب: 56].
يا ربِّ صلِّ على المُختار قدوتِنا
محمدٍ خيرِ مبعوثٍ إلى الأُممِ

أزكى صلاةٍ وتسليمٍ وتكرِمةٍ
والآل والصحبِ والأتباعِ كلِّهمِ

وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمةِ المهديين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحمَ الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وسلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين، وسلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين، وسلِّم الحُجَّاج والمُعتمِرين والزائرين، واحمِ حوزةَ الدين، واجعل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا، سخاءً رخاءً، وسائرَ بلاد المُسلمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا خادمَ الحرمين الشريفين، اللهم وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، واجزِه عن الإسلام والمُسلمين خيرَ الجزاء وأوفاه يا رب العالمين، اللهم وفِّقه ونائِبَه وإخوانَه وأعوانَه إلى ما فيه صلاحُ البلاد والعباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.

اللهم احفظ على هذه البلاد عقيدتَها وقيادتَها، وأمنَها واستقرارَها ورخاءَها يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّول والإنعام.
اللهم وفِّق جميعَ وُلاة المُسلمين، اللهم اجعَلهم لشرعك مُحكِّمين، ولسُنَّة نبيِّك - صلى الله عليه وسلم - مُتَّبعين، ولأوليائك ناصِرين يا رب العالمين.
اللهم انصُر إخوانَنا المُضطهدين في دينهم في كل مكانٍ، اللهم انصُرهم في فلسطين، اللهم انصُرهم في بلاد الشام، اللهم انصُرهم في سوريا، اللهم انصُرهم في بُورما وأراكان، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم فرِّق جمعَهم، وشتّت شملَهم، واجعلهم عبرةً للمُعتبرين يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّينَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين، وارحَم موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.


{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

[البقرة: 201]،

{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

[الأعراف: 23].
ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليمُ، وتُب علينا إنك أنت التوَّابُ الرحيم، واغفِر لنا ولوالدينا ووالدِيهم وجميع المُسلمين والمسلمات، الأحياءِ منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدعوات.

رد مع اقتباس