عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-15-2013, 01:27 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

بالوعيِ يُدرِكُ من يستعينُ به ومن يستغِلُّه.



وبالوعيِ - عباد الله - يتصوَّر القضايا ويجمعُ شتاتَها؛


ليكون حكمُه على الشيء فرعًا عن تصوًّر حقيقته،


فلا يعجَل بالحُكم لمن فُقِئَت إحدى عينيه حتى يسمعَ من الآخر؛


إذ قد تكون فُقِئَت عيناه كِلتاهما.



ولقد أحسنَ من قال :



وهـبْـنـي قـلـتُ: هــذا الـصـبــحُ لـيــلٌ أيـعـمَـى الـعـالِـمـون عـن الـضـيـاءِ؟!



الوعيُ - عباد الله - ليس إعمالاً لسوء الظنِّ، ولا تكلُّفًا لما وراء الحقيقة،


وليس هو رجمًا بالغيب، ولكنَّه كياسةً وفِطنة ناشئتان عن سَبْر الأمور


ومعرفة أحوال الناس، واطِّلاعٍ وافرٍ عن الأحداث،


بالنظر الدقيق الذي لا يُغالِطُه بهرجةٌ ولا إغراء.


وهو في حقيقته سلاحٌ قد تحتاجُه للهُجوم وقد تحتاجُه للدفاع.



وأكثرُ ما يُوقِعُ المرءَ فريسةً للمكر والخِداع قلَّةُ وعيِه أو عدمُه بالكليَّة.


ورحِم الله الفاروق - رضي الله عنه -؛ حيث قال:



[ لستُ بخِبٍّ والخِبُّ لا يخدَعُني]



إذا قــلَّ وعــيُ الـمــرء يـومًــا فـإنـمــا يـتِـيـهُ عـن الـحـقِّ الـصـريـحِ ويـغـفُـلُ


ومـن كـان ذا وعـيٍ سـويٍّ فـقـد يـرَى بـذلـك حـقًّـا لـيـس بـالـوعــي يُـجـهَــلُ



فاحرِص - أيها المسلم - على أن تكون لبِنةً واعيةً من لبِنات المُجتمع؛


لكي تُحسِن المسيرَ، وتُتقِنَ العمل والتعامُل في النُّهوض بمُجتمعك


من السيِّئ إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن.



وإياك والعُزلةَ المقيتة عن أمور المُسلمين؛ فإنها تحجُبُك عما هو خيرٌ لك في دينِك


ومعاشِك، وتقضِي على كلِّ مُقوِّمات الوعيِ الناشِئِ من المُخالطَة


ومعرفة أحوال الناس وأيامهم.



فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:



( المؤمنُ الذي يُخالطُ الناسَ ويصبرُ على أذاهم


خيرٌ من الذي لا يُخالطُ الناسَ ويصبِرُ على أذاهم)


رواه ابن ماجه.



باركَ الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعَني وإياكم


بما فيهما من الآياتِ والذكرِ والحكمة، قد قلتُ ما قلتُ إن صوابًا فمن الله،


وإن خطأً فمن نفسِي والشيطان، وأستغفرُ الله إنه كان غفَّارًا.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقه وامتِنانه.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



فاتقوا الله -عباد الله.



واعلموا أن الأمة بمجموعها لا تكونُ واعيةً إلا بوعيِ أفرادها، فهم فكرُها النابِض،


وبصيرتُها الراقية بها إلى معالِي الأمور؛


فإن الأمةَ إذا وعَت فقد أدركَت ما لها وما عليها بين الأُمم الأخرى،


فتستثمِرُ مُكتسباتِها الدينية والسياسية والاقتصادية لتثبيت هويَّتها والاعتزاز بها،


والاستِعداد الدائِم لسدِّ الثَّغَرات داخِلَها وخارِجَها لئلا تُؤتَى من قِبَلها.



فبقدرِ وعيِ أمَّتنا يُمكنُ إجادةُ التعامُل مع الأحداث والأزَمات بعين المُدرِك


لتحديد الأولويات وحُسن التعامُل معها بإدراك حقائِقِها،


مُتجاوزةً المُؤثِّرات النفسية والاجتماعية والسياسية،


مُنطلِقةً من مبدأ الإنصاف والعدل وإنزال الأمور منازِلها،


كي لا تُمتهَن ولا تُزدَرَى من قِبَل خُصومها وأعدائِها فتسقُط من علوٍّ.



وإنما قوةُ الأمة الدينية والسياسية والاقتصادية مُنطلِقةً في وعيِها


في استِثمار طاقاتها البشرية، وتهيِئَتها لتكون خيرَ من يخدمُ دينَها ومُجتمعَها،


مُحاطةً بسِياج الوعيِ كي لا تتلقَّى الوكَزَات تلوَ الوكَزَات،


ولا تُؤتَى من مأمنِها فتُدفَعُ حينئذٍ إلى ما لا تُريد، أو أن يستهينَ بها خصمُها وحاسِدُها.



فالأمةُ الواعيةُ لا تُخدَع ولا ينبَغي لها أن تُخدَع ما دامَت قائمةً بأهمِّ مُقوِّمات وعيِها،


وهي: دينُها، وعدلُها، وأخلاقُها، وعلمُها.



فما جعل الله أمةَ الإسلام وسطًا بين الأُمم إلا بمثلِ ذلكم،



{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ


وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}


[البقرة:143].



هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خيرِ البرية، وأزكى البشرية:


صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمرٍ بدأَ فيه بنفسِه،


وثنَّى بملائِكتِه المُسبِّحة بقُدسِه، وأيَّه بكم -أيها المؤمنون -،


فقال -جل وعلا -:



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب:56].



اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ صاحبِ الوجهِ الأنوَر، والجَبين الأزهَر،


وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،


وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم-،


وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،


وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.



اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،


اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،


اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،


واخذُل الشركَ والمشركين،


اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.



اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين،


واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين،


واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.



اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،


واجعل ولايتَنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.



اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم،


اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.



اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان،


اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان،


اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان،


اللهم كُن لإخواننا المُضطهَدين في دينِهم في سائر الأوطان


يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.



{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }


[البقرة: 201].



سبحان ربِّنا رب العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين،


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



للإستماع إلي الخطبة أو مشاهدتها أو قراءتها


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس