وقال:
{ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ }
[ البقرة: 199 ]
وإذا انقضَى الحاجُّ من المناسِك أمرَه الله بالإكثارِ من ذِكرِه فقال:
{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }
[ البقرة: 200 ].
وقال - عليه الصلاة والسلام -:
( إنما جُعِل الطوافُ بالكعبة وبين الصفا والمروة ورميُ الجِمار
لإقامَة ذِكر الله - عز وجل )
رواه أحمد.
في الحجِّ غرسُ الصفاتِ والأخلاقِ الحَميدة، والحثُّ على كل خيرٍ، قال تعالى:
{ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ
وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ }
[ البقرة: 197 ]
وفيه ترسيخُ مبدأُ الأُخوَّة وتبادُل المنافِع الدينية والدنيويَّة، قال - سبحانه -:
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ }
[ الحج: 28 ]
قال القُرطبيُّ - رحمه الله -:
[ منافِع لهم من نُسُك وتجارةٍ ومغفِرة، ومنفعَةٍ دُنيا وأُخرى ]
وفي شعائِره أُلفةُ المُجتمع ولُحمتُه، قال - سبحانه -:
{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }
[ الحج: 28 ].
أيها المسلمون :
فثمرةُ الحجِّ الفوزُ بجنَّات النعيم، قال - عليه الصلاة والسلام -:
( الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة )
متفق عليه.
فطُوبَى لمن حجَّ بيتَه الحرام مُخلِصًا نيَّتَه لله تعالى،
مُقتدِيًا في نُسُكه بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، راجِيًا ثوابَ الله والدارَ الآخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا }
[ الكهف: 107 ]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم،
أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه.