عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-28-2010, 11:36 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

ثانياً : أسم الله الأعظم القهــار
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أخى المسلم

يجب أن تعلم أن القهار
هو الغالب على أمره ، لا راد لقضائه ، و لا معقب لحكمه
فمن رضى فله الرضا منه حتى يلقاه
و من سخط فله السخط منه حتى يلقاه
نواصى العباد بيده ، ماضى فيهم حكمه عدل فيهم قضاؤه
فهو جل شأنه ليس بظلام للعبيد
فمن قهره فقد قهره بحق و عدل و حكمة
فلا يظن أحد أن الله عز و جل ينتقم ممن يشاء
و كيف شاء و متى شاء بغير ذنب جناه
كلا كلا كلا


بل لا يكون ذلك إلا بسبب يقتضى ذلك

و نحن إذا أمعنا النظر فى هذا الأسم المقدس
وجدنا له من المعانى ما يبعث فى القلوب و الجوارح القشعريرة
و الخوف و الخشية و الشعور بعظمة الربوبية
و يحمل العبد على الأعتراف بعجزه أمام قدرة خالقه و مولاه
فلا يقال فى أسماء الله الحسنى
قهار أبلغ من قاهر
بل هما سواء لكن لكل أسم حلاوة و طلاوة و بهاء
و كل أسم له فى القلوب صدى معين و طعم خاص
و له أيضا تأثيره الخاص على كل أنسان


بحسب علمه بصفات الله و إيمانه بها

فليس كل ذاكر ذاكر
بل الذاكر هو من يستوعب معنى الأسم المقدس و يستحضره فى قلبه
و يتذوق حلاوته فى أعماق نفسه
و يكون باعثا له على الطاعة و الإمتثال
فقهره مصاحب لعدله و عدله مصاحب لرحمته و إنتقامه مصاحب لحلمه
و هذا هو السر فى كمال أسمائه و صفاته
فلا ينفرد أسم عن أسم ، و لا صفة عن صفة
فهو سبحانه واحد فى ذاته و صفاته و أفعاله
و هذا هو السر فى إقتران القهار بالواحد فى القرآن الكريم

أخى المسلم
قد ورد أسم الله الأعظم القهار فى القرآن الكريم فى ست مواضع
قال الحق سبحانه و تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }


يوسف 39


{ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء


لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ


أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ


فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }


الرعد 16



{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }


ابراهيم 48



{ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ


لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار }


غافر 16



{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }


ص 65


{ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ


سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّار }


الزمر 4

صدق الله العلى العظيم
أراد سيدنا يوسف عليه السلام
أن يستميل عقولهم إلى الحق بهذا السؤال
و كأنه يريد أن يقول
لو كانت الألَهة متعددة ما كانت قادرة على القهر و الغلبة
لأن القهر و الغلبة للإلَه الواحد الذى لا يعتمد على غيره


و لا يفتقر إلى من يعينه

فالقهر من خصائص القادر المقتدر وحده
إذ لو كان معه آلهة أخرى لكان الجميع عاجزا عن تدبير هذا الكون


على النحو الذى نراه

و الخالق أخى المسلم
لابد أن يكون واحدا مخالفا لجميع المخلوقين بالضرورة
إذ لو كان مماثلا لواحد منهم لكان مخلوقا
فما دام خالقا فهو واحد ، و مادام واحدا فهو القهار
و الله هو الذى قهرهم بالموت و قهرهم بالبعث و قهرهم بالحشر
و قهرهم بالحساب فلا يملك أحداً لنفسه شيئا
فيوم القيامة يوم ليس فيه شفاعة ، و لا يتكلم إلا بإذن ربه
و لا يتصرف أى تصرف إلا بمشيئة خالقه و مولاه
فهو جل شأنه يسأل عباده على سبيل التحدى و إظهار العظمة و الكبرياء فيقول و هو أعلم و أجل


لمن الملك اليوم ؟


فلا يجيبه أحد

فيجيب جل شأنه على نفسه بنفسه قائلا
لله الواحد القهار
و هذا السؤال و الجواب عليه يجوز أن يكون فى الدنيا و الأخرة معا
فهو سبحانه مالك الملك أزلاً و أبداً
و لا يقع فى ملكه إلا ما يريد
و هو القهار الذى لا يفتقر إلى شئ
فهو الغنى بذاته عن جميع مخلوقاته
و الغنى غالب و الفقير مغلوب
و لا سيما إذا كان الغنى هو من لا يدانيه أحداً فى الغنى

أخى المسلم
يجب أن تعلم أن الله عز و جل هو المهيمن و المدبر لشئون عباده
و وسعهم بعلمه وحلمه و أعجزهم بإرادته و قدرته
إذا سلموا له ما يريد ، كفاهم ما يريدون
و إن لم يسلموا له ما يريد ، نفذ فيهم أمره الذى أراده
و نستخلص من ذلك
أن القهار هو الذى له الغلبة و الهيمنة
و الإرادة النافذة و الغنى الكامل و القدرة التامة
و علينا أن نتأمل فى أنفسنا و فيما حولنا
لنعرف أن صفة القهر ماثلة فى كل شئ مما خلق الله تعالى
فكل شئ فى الوجود هو قائم عليه مدبر له
و علينا نحن الموحدين أن نتوكل عليه
و أن نثق بفضله و أن نعتصم بحوله و قدرته
و أن نتمسك بكتابه و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام
و أن نقهر أنفسنا مستعينين على قهرها بالقهار

أخى المسلم
و نختتم هذا الشرح البسيط المبسط
بتلك الآية الجليلة
حيث قال ربنا و مولانا و قوله الحق لا شريك له : قال تعالى
{ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }

البقرة 32
صدق الله العلى العظيم

رد مع اقتباس