عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-06-2013, 09:34 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

إن الله تعالى قد حدثنا عن هؤلاء في كتابه، وأخبرنا بأنه سيأتي زمن يدعي
فيه المشككون بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد علّمه بشر، وأجابهم
عن هذه الشبهة بأن البشر الذي ينسبون إليه العلم إنما كتابه وهو الإنجيل
باللغة غير العربية أي لغة أعجمية،
فكيف علّم الرسول كل هذه البلاغة وهو لا يتقنها؟
ولو كان لدى هذا الراهب بلاغة كالقرآن، إذن لماذا أعطاها للرسول؟
أليس الأجدر به أن ينسبها لنفسه مثل بقية البلغاء من العرب
وحكمائهم وشعرائهم؟؟
واستمع معي أخي القارئ إلى هذا النبأ الإلهي أخبرنا بما سيقوله هؤلاء
وبالرد عليهم،
يقول تعالى مخاطباً حبيبه محمداً
عليه صلوات الله وسلامه:
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ }
هذا قولهم، ولكن كيف ردّ علهم سبحانه وتعالى؟ تأمل بقية الآية:
{ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ }
[النحل: 103]
وسؤالنا: هل هذه الآية العظيمة التي تنفي تعليم البشر للنبي الكريم،
هل هذه الآية وضعها الراهب بحيرة أيضاً؟
براهين علمية
نتوجه بسؤال لكل من يظن بأن القرآن هو كلام الرهبان والقسيسين
أو كلام بشر ونسي أو تناسى المعجزات العلمية الغزيرة للقرآن:
كيف استطاع هؤلاء الرهبان في ذلك الزمن التنبؤ بأن الكون يتوسع:
{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }
[الذاريات: 47]
وكيف استطاعوا في ذلك الزمن أن يتحدثوا عن الثقوب السوداء التي
لا تُرى وتكنس السماء كنساً:
{ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ }
[التكوير: 15-16].
وكيف علموا بوجود ظلمات وأمواج داخلية في البحر اللجي العميق:
{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ
ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ }
[النور: 40]
كيف علموا بوجود أوتاد للجبال؟
{ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا }
[النبأ: 7].
بل كيف استطاعوا أن يتحدثوا عن البنية النسيجية المحبوكة للكون:
{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ }
[الذاريات: 7]
وهذه البنية لم تكتشف إلا حديثاً جداً.
وكيف علموا بأن الكون كله بناء محكم:
{ وَالسَّمَاءَ بِنَاءً }
[البقرة: 22]
ولو ذهبنا نعدد معجزات القرآن العلمية فقط لاحتجنا لمئات الصفحات!
فقد تحدث القرآن عن النجوم والكواكب والمشارق والمغارب والقمر
المنير والشمس المضيئة ومنازل القمر وأصل الكون والنجوم النيوترونية.
كما تحدث القرآن عن السحاب والمطر وتشكل الغيوم والرعد والبرق وآلية
تشكل البرَد، وتناول كذلك علم البيئة والتوازن البيئي والنباتي على الأرض،
وتحدث عن مراحل تشكل النبات واهتزاز الأرض بعد اختلاط ترابها بالماء.
تحدث كتاب الله تعالى عن البرزخ بين البحرين وعن البراكين في أعماق
المحيطات، وتحدث عن علم الذرة وعلم الهندسة الوراثية وعلم الأجنة.
وتناول القرآن الكثير من الحقائق العلمية في علوم الطب والفضاء والجبال
والبحار وعلم الغذاء والهندسة الزراعية والتوازن العددي
والتناسق البياني والبلاغي.
كما تحدث عن الكثير من الحقائق الغيبية والتشريعية، وتحدث عن علم
الاقتصاد وعلم النفس والتربية، ونبأنا القرآن عن السابقين وعن المستقبل،
وتحدث عن يوم القيامة بالتفصيل وكأننا نراه أمامنا. وتحدث عن أصحاب
الجنة وأصحاب النار. وتحدث عن صفات الله تعالى وقدرته وعلمه ورحمته
وحكمته. وجاء القرآن بحقائق لا يمكن إحصاؤها في كل المجالات
وفي كل ما يتعلق بالدنيا والآخرة.
كل هذه الحقائق حدثنا عنها القرآن قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلة،
فمَن الذي وضع هذه الحقائق العلمية المذهلة؟ أهو بحيرة؟ أم هو ربّ بحيرة
ورب البشر جميعاً؟ وتأمل معي البيان الإلهي وكيف حدثنا عن عقيدة هؤلاء
وكيف ردّ عليهم القرآن:
{ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
[يونس: 36-38].

رد مع اقتباس