عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-06-2013, 09:34 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وهنا نتذكر حديث القرآن عن هؤلاء وأقوالهم بأن القرآن هو كلام كاهن،
يقول تعالى:
{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ *
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[الحاقة: 38-43]
ولذلك على كل من يدعي بأن هذا القرآن هو من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم
أو أقوال الشعراء أو هو من تأليف الكهنة والقسيسين، فعليه أن يأتي بالدليل
والبرهان العلمي على ذلك، بكلمة أخرى عليه أن يأتي بمثل هذا القرآن.
وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ
ونتوقف قليلاً عند قوله تعالى عن القرآن:
{ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ }
ونوجه لهم سؤالاً: هل هذه العبارة من تأليف الكاهن ورقة بن نوفل؟
أم الكاهن بحيرة؟ وهل يُعقل أن يقوم الكاهن بوضع القرآن ثم يقول هذا
الكاهن لمحمد صلى الله عليه وسلم: أخبر قومك بأن هذا القرآن ليس بكلام كاهن؟!
إذن لماذا يتخفى هذا الكاهن وراء الأقنعة؟ وماذا استفاد من ذلك؟ ونحن نعلم
أن عظماء التاريخ وأرباب الشعر والبلاغة والعلم قد خلدوا ذكرهم وافتخروا
بما قدموا لأممهم، فلماذا يقدم الراهب بحيرة كل هذه البلاغة التي خضعت لها
رقاب العرب، ولم يستطيعوا معارضتها على الرغم من كفرهم ومحاربتهم
لمحمد وقومه، لماذا يقدم هذا الكاهن كل هذه العلوم وكل هذه البلاغة
لمحمد صلى الله عليه وسلم ثم يقول: إن هذا القرآن ليس بقول كاهن؟
والآن لنتوقف مع آية ردّ الله بها على هؤلاء المشككين بصدق القرآن
وعلى كل من يدعي بأن القرآن ليس كتاب الله:
{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ }
[الطور: 33-34]
إذن المنطق العلمي يقضي بأن أي كلام بشري يمكن تقليده والإتيان بمثله
أو ما يشابهه. ولا نعرف أحداً على مر العصور ادعى بأن كلامه لا يمكن
الإتيان بمثله.ولو صدف أن جاء أديب أو شاعر وتحدّى الناس أن يأتوا بمثل
كلامه، فإن هذا التحدي لن يصمد إلا عدة أيام حتى يأتيه من يقلده بل ويأتي
بأفضل من كلامه، وهو في هذه الحالة لن يستطيع أن يثبت للناس أن كلامه
يختلف أو أفضل من كلام غيره. ولكن الله تعالى تحدّى الإنس والجن أن يأتوا
بمثل سورة من القرآن ووضع البراهين المادية المقنعة على ذلك.
براهين رقمية
قد يكون العلم الجديد والذي يسمى «الإعجاز الرقمي في القرآن» هو أفضل
وسيلة في عصر التكنولوجيا الرقمية لإثبات استحالة الإتيان بمثل القرآن
أو حتى بمثل سورة منه.ومع ذلك فقد ظهرت حديثاً محاولات لتقليد القرآن
والإتيان بمثله!! ومنهم من يزعم أنه استطاع تجاوز التحدي الإلهي وأتى
بسورة تشبه سور القرآن!! وقد تكون أبحاث الإعجاز الرقمي وسيلة فعالة
في إثبات استحالة الإتيان بمثل آية من القرآن، وأن هذه المحاولات لم تأت
إلا بكلام عادي لا يمكن مقارنته بكلام القرآن الكريم.
ندعو البارئ عز وجلّ أن تكون أبحاث الإعجاز الرقمي وسيلة لكل من يشك
بالقرآن يرى من خلالها صدق كتاب الله تعالى وصدق رسالة الإسلام،
وأن يجعلنا من الذين يرون آيات الله ومعجزاته فيعرفونها ويزدادون بها إيماناً
يقول تعالى:
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا
وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون }
[النمل: 93]
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل

رد مع اقتباس