عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-13-2013, 09:27 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي " صنفان .. و لكن شتّان "



الأخ الأستاذ / نبيل جلهوم
" صنفان .. ولكن شتّان"
بقلم : نبيل جلهوم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كثيرون فى حياتك قد لا تكون فى حاجة إليهم
لأنهم فى حقيقتهم غثاء كغثاء السيل ,
فهم مجرد إضافة عددية لا أكثر ولا أقل ,
تصنّعوا الفلسفات النظرية وتغنوا بالشعارات الجوفاء الفارغة ,
لم يضيفوا فى حقيقتهم إلى القيم والإنسانية شيئا
بل أساؤا إليها بسوء أدبياتهم و برودة تعاملاتهم ,
موتى فى أحاسيسهم موتا لا حياة بعده ,
تأنس بغيرهم فى حين لا تجد فى جوارهم أنسا و لا راحة ,
إذا سمعتهم و هم يتحدثون لقلت أنك أمام عالِم لم يشهد به أحد
و لم يجرؤ الزمان أن يأتى بمثله ,
هؤلاء والله كثيرون و الناس منهم يتألمون و يتأذون
إنا لله و إنا اليه راجعون .


ألا أن الذى يهوّن عليك ذلك أن الدنيا ما زالت
تحتضن فيها نوعيات أخرى جميلة ,
صحيح أنهم قليلون و على الأصابع يُعدّون ,
إلا أنك تحتاج دوما إليهم إلى جوارهم إلى دفعهم إلى تحفيزهم
إلى روحهم إلى جمال و عذوبة لسانهم إلى ذوقهم الراقى فى تعاملاتهم ,
إلى رقة تعاملاتهم ,
هؤلاء فى حقيقتهم هم من أضافوا للإنسانية
المعنى و القيمة و الذوق والفضيلة ,
هؤلاء تاج على الرؤوس إذا ذهبوا أو غابوا ذهب و غاب معهم كل شيء
و راحت النفوس تشتاق لهم و تحن اليهم ,
و إذا حضروا أو تكلموا حضر معهم كل شيء
و أستقر معهم كل أضطراب و تحقق معهم كل نجاح ..
حضورهم يحمل مذاقا خاصا و جمالا و روعة .


فسبحان من خلق هؤلاء و خلق هؤلاء .


فاللهم أجعلنا من الذين إذا حضروا حضر معهم الخير
و أرتاح لهم الناس و تحقق بهم و معهم كل جميل و كل نجاح ..
و لا تجعلنا ممن يتفلسف كثيرا و يبرد جدا فى معاملاته

و يتصنّع كثيرا بنظرياته .


رحم الله شيخنا عباس السيسى
عندما أّلف كتابا بعنوان الذوق حياة الروح .


و هو مما أستدعانا حقيقة أن نؤلف سلسلة من الأخلاقيات
تحمل عنوان :
* ( الذوق خُلُق الصالحين ) *
وهى رسائل موجزة وجهتها للصالحين قبل غيرهم .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس