عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-26-2015, 05:53 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي درس اليوم 10.09.1436


إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- الذراع ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار

كما بين قديد، ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا

بذراع الجبار )


وإثبات صفة الذراع لله عزَّ وجلَّ كصفة اليد والكف والأصابع وغيرها من

الصفات، لا تستحيل عليه سبحانه، ولا يستوحش الموحِّد من إثباتها بما

يليق به سبحانه، إنما يستوحش ذلك أهل التعطيل، لكن الحديث ليس

صريح الدِّلالة على ذلك لاحتمال أن يكون المقصود بالجبارِ اللهُ سبحانه

وتعالى أو أن يكون جباراً من الجبارين،

لذلك قال الذهبي:

(ليس ذا من أحاديث الصفات في شيء)

، ولم أجد أحداً من السلف صرَّح بإثبات الصفة لله عزَّ وجلَّ إلا أبا يعلى

الفراء في كتاب (إبطال التأويلات) حيث قال: (اعلم أنه ليس في حمله

على ظاهره ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه)
، كما بوَّب ابن

أبي عاصم في كتابه (السنة) بباب: حديث غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون

بذراع الجبار وضرسه مثل أحد، واستشهد به ابن منده في رده

على الجهمية (5) .

وكذا من العلماء المعاصرين لم أجد من جعل الحديث من أحاديث الصفات

إلا ما وجدته من كلام نور الدين بن صديق حسن خان القنوجي قوله:

(والظاهر أن المراد بالجبار في هذا الحديث القهار سبحانه وتعالى والكلام

لا يحتاج إلى تأويل) ،
و كلام الشيخ حمود التويجري: (والأولى إمرار

الحديث كما جاء، وترك التكلف في بيان معنى ذراع الجبار، والله أعلم

بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم).


وممن لم يعده من أحاديث الصفات من علماء أهل السنة والجماعة

المثبتين للصفات: ابن حبان ، والحاكم ، وشيخه أبو بكر بن إسحاق ،

وابن قتيبة الدينوري ، والأزهري اللغوي ، والذهبي ،

والشيخ عبدالمحسن العباد .

فالأولى ترك التكلف في بيان معنى ذراع الجبار

، والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس