عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-20-2019, 01:31 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي أرى أني أفضل من الآخرين (2)

من الإبنة / إسراء المنياوى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أرى أني أفضل من الآخرين (2)


فقومي وصلِّي في أي مكان، وطَمْئني قلبكِ ونفسكِ بتساؤل يسير:

هل تطيلين في صلاتكِ أمامهم، ثم تختلف هذه الصلاة وتقصر

وأنتِ منفردة؟ إن كانتا متساويتين، فلا تُلقي بالًا لِما يُلقيه الشيطان

في أذنيكِ، واهزميه بمواصلة العبادة في أي مكان بالبيت،

حتى وإن كان في ذلك مشقة، فلتقاومي الشعور إلى أن تزول تلك الوساوس!

المشكلة الأخرى هي الشعور أنكِ أفضل من الغير؛ قد تكونين بالفعل

أفضل من الكثير من الفتيات من حولكِ، ولكن دعينا نتأمَّل بعض

الوقت معنى الكِبر كما ورد في الحديث: ((الكبر بطرُ الحق وغمطُ الناس))،

فالشق الأول من المعنى يفيد أن الإنسان المتكبر لا يقبل الحق

إن ظهر له، ولا يعترف بخطئه إن هو أخطأ، ويُصر على رأيه

حتى لو أدرك أنه لم يكن على صواب؛ أنفةً وتكبرًا أن يظهر بمظهر

المخطئ، وحيث إنكِ لم تذكري عن ذلك شيئًا، فالأمر إليكِ لتحكمي

على نفسكِ: هل تُصرين على رأيكِ إن وقعتِ في خطأ ونبَّهكِ

أحدهم؛ خشيةً أن يكون مظهركِ أمام الناس سيئًا؟



وأما غمط الناس فقد يكون لديكِ منه الشيء اليسير بأن تشعري

أنكِ أفضلُ مَن حولكِ، حتى وإن كان ذلك صحيحًا، فاعتقاد المرء

بأنه أفضل من زملائه وأصدقائه وأقربائه، قد يُصيبه بشعور

من الازدراء لهم، وعلاجه بأن تركزي على أمرين:



أولًا:

أنكِ تكرهين أفعالهم واهتماماتهم، ولا تحتقرينهم لشخصهم.



ثانيًا:

ذكِّري نفسكِ أنه كما يوجد حولكِ تلك النماذج السيئة،

فهناك الكثير من حافظات القرآن، وحافظات السنة، والمتفقهات

في الدين، وهن كثيرات ولله الحمد والمنَّة، وإن تيسَّر لكِ يا بنيَّتي

أن تلتحقي بدُور التحفيظ - خاصة التي تهتم بتناول العلم الشرعي

مع حفظ القرآن - فإنك ستجدين مَن هُنَّ في مثل عمركِ وقد فتح الله

عليهنَّ في العلم والعمل؛ مما يجعل شعوركِ متوازنًا، ويجعلكِ

تستشعرين أنه كما يعج المجتمع بنماذج مُحبطة، فإنه يحوي كنوزًا

بداخله، بيد أنها تختبئ كما يختبئ اللؤلؤ داخل المحار، ويقل عددُها

كما يقل عدد الأحجار الكريمة مقارنةً بغيرها من الأحجار.



سعيدة بتواصلكِ وسعيدة بحرصكِ على إصلاح نفسكِ وتهذيبها،

واللهَ أسأل أن يرزقَكِ الصحبة الصالحة التي تعينكِ على طاعة الله،

وتنير لكِ الدَّربَ، والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

منقول للفائدة

رد مع اقتباس