عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-30-2020, 01:47 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي نفحة يوم الجمعة

من:الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نفحة يوم الجمعة



أعد التأمل في حال ذينك الوالدين اللذين يلقون كلمة عابرة على ولدهم
وقت صلاة الفجر « فلان! قم .. صل .. الله يهديك! »،
ثم يمضون ببرود لحال شأنهم، لكن حين يأتي وقت « المدرسة والدوام »
تتحول العبارات إلى غضب مزمجر وقلق منفعل لو حصل وتأخر عن مدرسته
ودوامه ..
بل هل تعلم يا أخي الكريم أن أحد الموظفين قال لي مرة:
إنه منذ عشر سنوات تقريباً لم يصل الفجر إلا مع وقت الدوام،
يقولها بكل استرخاء، مُطبِق على إخراج صلاة الفجر عن وقتها
منذ عشر سنوات .. !
وقال لي مرة أحد أحد الشباب: إنهم في استراحتهم التي يجتمعون فيها،
وفيها ثلة من الأصدقاء من الموظفين من طبقة متعلمة،
قال لي: إننا قمنا مرة بمكاشفة ..
من فينا الذي يصلي الفجر في وقتها ؟
فلم نجد بيننا إلا واحداً من الأصدقاء فقط،
وقال لهم: إن زوجته كانت تقف وارءه بالمرصاد حتى ينهض ويغادر الباب،
هذه هي الزوجة المباركة على زوجها وبيتها ..
يا الله، هل صارت المدرسة -التي هي طريق الشهادة
أعظم في قلوبنا من عمود الإسلام؟!
هل صار بداية وقت الدوام - الذي سيؤثر على نظرة رئيسنا لنا
أعظم في نفوسنا من ركن يترتب عليه الخروج من الإسلام؟

هذه المقارنة هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا
في نفوسنا أعظم من ديننا ..
بل وانظر إلى ما هو أعجب من ذلك، فكثير ممن يخرج صلاة الفجر
عن وقتها إذا تأخر في دوامه بما يؤثر على وضعه المادي يحصل له
من الحسرة في قلبه بما يفوق ما يجده من تأنيب الضمير
إذا أخرج الصلاة عن وقتها!

كلما تذكرت كارثة الساعة الخامسة والسابعة صباحاً،
وأحسست بشغفنا بالدنيا وانهماكنا بها بما يفوق حرصنا على الله ورسوله
والدار الآخرة؛ شعرت وكأن تالياً يتلو علي من بعيد
قوله تعالى في سورة التوبة:

{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَاتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ }

ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة؟!
هل بلغنا هذه الحال التي تصفها هذه الآية؟!
ألم تصبح الأموال التي نقترفها والتجارة التي نخشى كسادها،
أعظم في نفوسنا من الله ورسوله والدار الآخرة؟!
كيف لم يعد يشوّقنا وعد ربنا لنا في سورة النحل إذ يقول

{ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ }


رد مع اقتباس