عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-15-2010, 11:51 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي


أخى المسلم ثانياً :-





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أخى المسلم

الرؤوف جلّ جلاله
يجب ان تعلم أن من جد فى الذكر جد فى العمل
و من جد وجد و من زرع حصد
و من سلك وصل و من وصل أتصل
و من أتصل فقد بلغ المنزل
و هو مقام العبودية الخالصة للرب الكريم الرؤوف الرحيم مالك الملك ذى الجلال و الإكرام
ماهو الفرق بين الرأفة و الرحمة

الرأفة
هى رحمة خاصة بمن يستحقها من الرحماء و الضعفاء كالأطفال و المرضى و المعدمين
و هى رقة فى القلب تدفع صاحبها إلى العطف و اللطف و الإحسان لمن يرق له
و يحنو عليه و يحبه و يألفه و يأنس به لأى سبب من الأسباب التى يحدثها الله فى القلول
أما الرحمة
فهى عامة تشمل بعمومها جميع الخلق على الإطلاق من أنسان و حيوان و غير ذلك
و هى رقة فى القلب أيضاً لكنها تكون لمن يستحقها بغض النظر عن العواطف و المشاعر
و لهذا وجب أن نقول
ان الرأفة إن خلت من الرحمة فقدت قيمتها
و كان ضررها أكثر من نفعها بل لا يكون لها نفع أصلاً
الرؤوف جلّ جلاله
هو الرحيم بالمؤمنين فى الدنيا و الأخره رحمة خاصة بهم فوق الرحمة العامة بالخلق أجمعين
و هذا ماقاله كبار الصحابة و التابعين من أئمة اللغه و الدين
فهو جلّ جلاله رؤوف بأوليائه و محبيه
يحيطهم بعنايته و يوفقهم لطاعته و يلهمهم الرشد فى أقوالهم و فى أفعالهم
و يحصى لهم ما قدموه لأنفسهم و يضاعفه لهم أضعافا كثيرة
حتى يرضيهم كل الرضا فى جنة عرضها السماوات و الأرض
قد اعدها لهم قبل أن يخلقهم و يسرهم إليها لما طلبوا الهدى منه جلّ شأنه
و خافوا مقامه و صدقوا فيما عاهدوه عليه
و ماتوا وهم راضون بقضائه و قدره مخلصين له وجوههم فى العبودية
و يجب أن تعلم أخى المسلم
إن رأفة الله عز و جلّ مغايرة لرأفة الخلق بعضهم ببعض
فهى رآفة مصحوبة بالرحمة من جميع الوجوه
لا يترتب عليها ما يتناقض مع الحكمة العليا بأى حال
و لا مع دينه الذى فطر الناس عليه
و قد وضع لهم قواعده و احكامه رعاية لمصالحهم فى العاجل و الآجل
و هذه المصالح تتمثل فى دفع المضار و جلب المنافع
و دفع المضار مقدم على جلب المنافع
بل أن دفع المضار هو نفسه جلب للمنافع
و الله عز وجلّ هو الضار النافع
فمن آمن به و أتقاه و خاف مقامه و فر منه إليه
فقد رحمه رحمة خاصة يشعر ببردها فى الدنيا و يجد نعيمها فى الأخرة
قال و قوله الحق سبحانه و تعالى

{ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }


النحل 7


قال الحليمى

و معناها المتساهل مع عباده لأنه لم يحملهم من العبادات ما لا يطيقون

يعنى بزمانه او علة أو ضعف

بل حملهم أقل مما يطيقونه بدرجات كثيرة و مع ذلك غلظ فرائضه فى حال شدة القوة
و خففها فى حال الضعف و نقصان القوة و اخذ المقيم بما لم يأخذ به المسافر
و الصحيح بما لم يأخذ به المريض و هذا كله رأفة و رحمة

قال الخطابى
و قد تكون الرحمة فى الكراهة للمصلحة
و لا تكاد الرأفة تكون فى الكراهة
قال تعالى

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ

إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }


النور 2

ولم يقل الله عز وجل رحمة
فأن ضرب العصاة على عصيانهم رحمة لهم لا رأفة
فان صفة الرأفه إذا أنسدلت على مخلوق لم يلحقه مكروه

فلذلك تقول لمن أصابه بلاء فى الدنيا و فى ضمنه خير فى الأخرة
إن الله قد رحمه بهذا البلاء
و تقول لمن أصابته عافية فى الدنيا فى ضمنها خيراً فى الأخرة
و اتصلت له العافية أولاً و أخراً و ظاهراً و باطناً
إن الله قد رأف به
قال الإقليشى
------------
يجب أن تتأمل هذه التفرقة بين الرأفة و الرحمة
و على هذا فالرأفة أعم من الرحمة
فمتى أراد الله بعبد رحمة أنعم عليه بها
إلا أنها قد تكون عقيب بلاء و قد لا تكون ، و الرأفة بخلاف ذلك

قال السعدى
الرحمن ، الرحيم ، البر ، الكريم ، الجواد ، الرؤوف ، الوهاب
هذه الأسماء تتقارب معانيها و تدل على إتصاف الرب بالرحمة و البر و الجود و الكرم
و على سعة رحمته و مواهبه التى عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته
و خص المؤمنين منها بالنصيب الافر و الحظ الأكمل
و أن النعم و الإحسان كله من أثار رحمته و جوده و كرمه
و خيرات الدنيا و الأخرة كلها من أثار رحمته

اخى المسلم

يجب أن تعلم أن صفات الله عز و جلّ مغايرة لأوصاف الخلق من جميع الوجوه
التى تخضع للحس أو يتصورها العقل أو يتوهمها الخيال
فالرأفة و الرحمة و الرضا و الغضب و ما إلى ذلك مما وصف الله نفسه به
فى كتبه أو على ألسنة رسله هو من صفات الأفعال لا من صفات الإنفعال
و لذا يجب أن تعلم أن لا رؤوف على الإطلاق ألا الله
و ان رأفته ليست كرآفتنا التى بيننا
و من رأفته لعباده و رحمته بهم أن زادهم عن مراتع الهلكة
و منعهم من موارد الشهوات فمتى أصابهم نصيب من كتاب سبق
أقال عثرتهم و أيقظهم من سبات غمراتهم
و ربما رأف بهم و رحمهم بما يكون فى الظاهر بلاء و شدة
و هو فى الحقيقة رأفة بهم و رحمة
أخى المسلم
نختتم هذا الشرح البسيط المبسط عن أسم من أسماء الله الحسنى الرؤوف
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه
فما يبرح البلاء على العبد حتى يتركه يمشى على الأرض و ما عليه خطيئة )

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

رد مع اقتباس