عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-27-2013, 11:00 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : التحذير من إيذاء المسلمين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان :


التحذير من إيذاء المسلمين


والتي تحدَّث فيها عن فضل الأُخوَّة الإسلامية ووجوب المحافظة عليها،

والتحذير من إيذاء المسلمين، مع إيراد الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين، ولا عُدوان إلى على الظالمين،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ المُرسلين وقيُّوم السماوات والأرضين،

وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه خاتمُ النبيين وإمامُ المُتقين وقائدُ الغُرِّ المُحجَّلين،

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،

وعلى آله وصحابتِه أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فاتقوا الله - عباد الله -، واحذَرُوا أسبابَ سخَطِه،

واعلَموا أنه لا ملجَأ ولا منجَا منه إلا إليه، وأنِيبُوا إليه وتوكَّلُوا عليه.


أيها المسلمون :


إنَّ في السَّير على خُطى سَلَف هذه الأمة وخِيارِها خيرَ مسلَكٍ وأقومَ منهَجٍ،

وأهدَى سبيلٍ إلى بُلوغ الغايَةِ من رِضوان الله، ونُزول الجنة دارَ كرامَته ومُستقرِّ رحمته،

إلى جِوار أوليائِه والصَّفوَة من عبادِه.


وقد وجَّه ربُّنا - سبحانه - رسولَه المُصطفى - صلى الله عليه وسلم –

إلى انتِهاجِ مناهِج من سبَقَ من أنبياء الله ورُسُله، والاقتِداء بهُداهم الذي دلَّهم عليه،

بما أكرمَهم به من البيِّناتِ والهُدى، فقال - عزَّ اسمُه -:


{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }

[ الأنعام: 90 ].

وإن من أجلِّ ما اتَّصَفُوا به: كمالَ الحِرصِ على سُلُوك سبيل الإحسان في كل دُرُوبِه،

وصَون النفسِ عن التجنِّي، وحَجزِها عن العُدوان،

والتجافِي بها عن الإيذاءِ للمُؤمنين والمُؤمِنات في أي لونٍ من ألوانِه.


يحدُوهم إلى ذلك: هذا الأدبُ الرَّفيعُ والخُلُقُ العظيم الذي ربَّاهم عليه

ربُّهم الأعلى - سبحانه -، حين بيَّن لهم أنَّ الصِّلَة بين المؤمنين والرَّابِطَة

التي تربِطُ بينهم هي الأُخُوَّة في الدين، فقال - سبحانه -:


{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }

[ الحجرات: 10 ]


والأُخوَّة تعنِي التراحُمَ والتوادَّ والتعاطُفَ والتآزُرَ والقيامَ بالحقوق،

كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"

عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما :

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :


( المُسلمُ أخُو المسلم لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه،

ومن كان في حاجَة أخيهِ كانَ اللهُ في حاجَتِه،

ومن فرَّجَ عن مُسلمٍ كُربةً فرَّج الله عنه بِها كُربةً من كُرَب يوم القيامة،

ومن ستَرَ مُسلمًا ستَرَه الله يوم القيامة )


والأُخوَّة تعني أيضًا :


كفَّ الأذَى. فالمُسلمُ حقًّا من كمُلَ إسلامُه بسلامة الناس من إيذاء لسانِه ويدِه

وما في حُكمِهما، كما جاء في "الجامع الصحيح" للإمام البخاري - رحمه الله –

بإسنادِه عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما :

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:


( المُسلمُ من سلِمَ المُسلمون من لسانِه ويدِه،

والمُهاجِرُ من هجَرَ ما نهَى الله عنه )

رد مع اقتباس