عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-27-2013, 10:56 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

والكَلَبُ: داءٌ يكونُ من عضَّة كلبٍ مريضٍ،

إذا أصابَ الإنسانَ وتجارَى به وتمادَى هلَكَ. والأهواءُ لا حصرَ لها.


واختلافُ الآراء لا يُوحِّدُ مسارَها إلا الحق، ولا يُوجِّه المُسلمين التوجيهَ السليم،

ولا يهدِي إلى الصراط المُستقيم إلا كتابُ الله وسُنَّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم ،

قال الله تعالى:


{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }

[ الإسراء: 9 ].


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:


( إن أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم ،

وشرَ الأمور مُحدثاتُها، وكلُّ بدعةٍ ضلالة )

رواه مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه -.


فلا يجمعُ القلوبَ على الحق والهُدى والإخلاص والصواب إلا القرآنُ والسُّنَّة،

ولا يُبغِّضُ إلى القلوبِ الشرَّ والباطلَ إلا حبُّ الحق وأهلِه.


قال الإمام مالكٌ - رحمه الله -:


[ لا يصلُح آخرُ هذه الأمة إلا بما صلُح به أوَّلُها،

وما لم يكُن دينًا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس اليوم بدينٍ ]


والأمةُ الإسلامية لا تجتمعُ على ضلالة، وفي هذه العصر كثُرَت الآراء والأهواء،

وانتشرَ الاختلاف، وانعكسَ أثَرُه وضرَرُه على المُسلمين بالضَّعف والتفرُّق،

فقطَّع الرَّوابِط أو أضعَفَها.


وكلُّ ناصحٍ يُقدِّمُ نُصحَه أن تُعالِجُ الأمةُ أدواءَها بالتمسُّك

بهديِ النبي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وتبتعِدَ عن أسباب الاختلاف المذموم،

ولا سبيلَ لهذه الغايَة العُليا والمطلَب الأسمَى والطريقة المُثلَى إلا بالإيمان بالتنزيل،

والإيمان بسُنَّة الرسول - عليه الصلاة والسلام -،

والتوحُّد على التفسير والتأويل، والانقياد بالعمل الصالح،

فأكثرُ الاختلاف في التفسير والتأويل.


ولما توحَّد صدرُ هذه الأمة على تأويل القُرآن والحديث ارتفعَ عنهم الاختلاف المُضادُّ

لما يُقابِلُه، وبقِيَ الاختلافُ الجائزُ الذي يُؤلِّفُ القلوبَ، ويحُثُّ على العمل.


فالقرآنُ فسَّره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تبليغًا للتنزيل والتأويل،

قال الله تعالى:


{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

[ النحل: 44 ]

والصحابةُ فسَّروه للتابعين، والتابِعون فسَّروه لمن بعدَهم.


واللغةُ وِعاءُ المعانِي تُفسِّرُ القرآنَ مُطابقةً وتضمُّنًا والتِزامًا؛

فالمُسلمُ عليه التمسُّك بالاتباع، وليحذَر الابتِداع، كما أن الحديثَ فسَّره أئمةُ الحديث.


قال الله تعالى:


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا

وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا

كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

[ آل عمران: 102، 103 ].


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،

ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم،

أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ،

فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

رد مع اقتباس