المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
قسم الأخت/ أمانى صلاح الدين قسم خاص يحتوى على. كتابات ومقالات الاخت الزميلة أمانى صلاح الدين |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نفحة يوم الجمعة
د. خاطر الشافعي مسافر زاده التقوى الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. فعلى كرسيٍّ متهالك، جلس الرجل، وأغمض عينيه المرهقتين مما يرى، وجاهدًا يحاول صم أذنيه من هول ما يسمع، وتمنى لو أنَّ الأذن تُغمض كما العين! انتفض الرجل راكضًا كما المذعور، فقد فاتته محطته، ووسط زحام خواطره أيقن أنَّ عليه الانتظار؛ فقد وصل القطار محطته الأخيرة، فمد يديه المشربتين بهَمِّ اللحظة نحو حقيبته المتهالكة، تناولها بسخطٍ شديد؛ إذ قسوة الانتظار تنتظره حتى ينطلق قطارٌ آخر. وعلى رصيف المحطة المعَنْوَنَة بآلام الحاضر، جلس الرجل على بقايا كرسيٍّ بالٍ، لا يملك إلا الصبر على جمر الانتظار، وأخذ يحملق في وجوه المسافرين الناطقة كوجهه بهموم الواقع، والكل يصارع الزمن، وبينما هو كذلك، طفت على سطح الذاكرة المثقلة بالأماني، تفاعلاتُ اللحظة الثرية ! تساءل الرجل: لقد فاتتني وسط غمرة انهماكي بالمشاغل المحطة التي أريدها، حسنًا لديَّ فرصة للتعويض، وإصلاح الأمر، سألحق بقطارٍ آخر، ولكن ماذا لو كانت محطتي الموت؟! بعنفٍ، ضرب السؤال جدران نفسه المتعبة، وأخذ يلومها على محطاتٍ عِظَامٍ، لم يدركها وسط تسويفه، وتقصيره، والأمل يلهو به ويلهيه، وتذكَّر الرجل حجم تقصيره، وتذكَّر ماذا لو مات؟ أساعتها يستطيع الرجوع؟ وتذكر قول الحق - سبحانه وتعالى -: { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } هذه قولة الكافر عند الاحتضار، ثم ما يقوله في قبره في لهفة أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحًا؛ يقول قتادة - رحمه الله -: [ إن الكافر لن يطلبَ أن يعود إلى مال أو أهل أو ولد، إنما يتمنى أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحًا، فرحم الله امرأً عمل فيما يتمناه الكافر عندما يرى العذاب، والبرزخ: الحاجز بين الدنيا والآخرة، وهي القبور؛ حيث يُنعم المؤمنون، ويُعذب الكافرون والعاصون ] أجبرته اللحظة على أن يقارن حياته وموته، وأيقن أنه إن كانت الحياة تجود بفُرَص التصحيح والإصلاح، فأنى له ذلك بعد الموت؟! أقسَم ألا يدرك محطةً للطاعة إلاَّ وتزوَّد منها بما ينفعه بعد الموت، وتذكر قول الحق - سبحانه وتعالى -: { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } إنَّ المسلم محاسبٌ على أوقاته، مسافرٌ في هذه الدنيا الفانية، والأيام والشهور تمر سراعًا، والكثير منا في غفلةٍ عظيمة ما بين سهر ونوم وانشغال بأمور الحياة. إنَّ علينا اغتنامَ الأوقات بالطاعات، والاستكثار من الخير ما استطعنا، فوالله ليأتين يومٌ عليَّ وعليك نتمنى أن لو كنا تزوَّدنا من الخير ما استطعنا. وفقني الله وإياكم لاغتنام الأيام بالطاعات، وكسب الحسنات، وجعل كل محطات حياتنا فرصةً للتزود بوَقود التقوى، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين
|
|
|