المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبة العيد من المسجد الحرام بعنوان : التكبير شعارُ المسلمين
خُطَبّ الحرمين الشريفين خُطَبّتى عيد الفطر المبارك من المسجد الحرام مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - يحفظه الله خطبة العيد من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان : التكبير شعارُ المسلمين والتي تحدَّث فيها عن عيد الفطر وما ميَّزه الله بالبهجة والسُّرور والفرح الذي تكتسِي به بيوت المسلمين ومساجدهم وشوارعهم، ثم تطرَّق لذكر التكبير وخصائصه وفضائله وفوائده وأحكامه ومواطِنه . الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، والله أكبر تعالى جدُّ ربِّنا وتعاظَم، ولا إله إلا الله حُكمُه بعد علمِه، وعفوُه بعد قُدرته، والله أكبر تباركَ ربُّنا كلُّ نعمةٍ منه فضل، وكلُّ بلاءٍ منه عدل، والحمدُ لله ثم الحمدُ لله يُطاعُ فيشكُر، ويُعصَى فيغفِر، القلوبُ إليه مُفضِية، والسرُّ عنده علانية. سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، أحقُّ من عُبِد، وأرأَفُ من ملَك، وأجودُ من سُئل، وأوسعُ من أعطَى، هو الملكُ لا شريكَ له، وهو الفردُ لا نِدَّ له، أحمدُه على ما أسدَى من سوابِغ النِّعَم، وأشكرُه على ما أجزَل من المواهِب والمِنَن. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الجليلُ قدرُه، الحافظُ ذِكرُه، العامُّ سِترُه، الخلقُ خلقُه، والأمرُ أمرُه، ولا إله غيرُه، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، فاقَ البريَّة شرفًا وفضلاً، ونالَ من المكارِم المحلَّ الأعلى، أحسنُ البشر خلقًا وخُلُقًا، وهديًا ونُبلاً، اللهم صلِّ وسلِّم على هذا النبي الكريم: سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين أكرِم بهم سادةً وآلاً، وعلى أصحابه الغُرِّ الميامين خير الناس قُرونًا وأجيالاً، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا يتوالَى. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً. فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوَى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -؛ فمن اتَّقى الله وقاه، ومن أحسن العملَ وفَّاه. تقوَى الله خلَفٌ من كل شيءٍ، وليس من تقوَى الله خلَف، اتَّقوا الله وأحسِنوا؛ فإن الله مع الذين اتَّقوا والذين هم مُحسِنون، اتَّقوا الله؛ فتقوى الله من أكرَم ما أسرَرتم، وأجمل ما أظهَرتم، وأفضلِ ما ادَّخَرتم. أعانَنا الله وإياكم عليها، وأوجبَ لنا ولكم ثوابَها. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أيها المسلمون : تقبَّل الله طاعاتِكم، وقبِلَ صيامَكم، وبارَكَ لكم في عيدكم. عيد الفِطر فرحةُ الصائمين بتمام أعمالهم، يجتمعُ المُسلمون للصلاة ليُوفِّيهم ربُّهم أجورَهم، ومن تاجَرَ مع الله فتجارتُه رابِحة. عيدُكم مُبارَك، وعملُكم مقبُول، القلوبُ مُتحابَّة، والوجوهُ باسِمة، والأيدِي مُتصافِحة، تستبشِرون بنعمةٍ من ربِّكم وفضلٍ، وتشكُرونَه على سوابِغ الكرمِ والإنعام. افرَحوا بيوم فِطركم كما تفرَحون بيوم صومِكم، فهذا يوم الجوائِز. أدَّيتُم فرضَكم، وأطعتُم ربَّكم، صُمتُم وقُمتُم وقرأتُم وتصدَّقتم، فهنيئًا لكم، وتقبَّل الله منا ومنكم، فبارَك الله لكم في أعيادكم، ودامَت مسرَّاتكم، وأعانَكم ربُّكم على ذِكرِه وشُكرِه وحُسن عبادتِه، وجعلَ سعيَكم مشكورًا، وذنبَكم مغفورًا، وزادَكم في عيدكم فرحةً وبهجةً وسُرورًا. معاشر المسلمين: أعيادُنا - أهل الإسلام - يُرفعُ فيها ذكرُ الله، فهي أعيادُ التكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً. وفي الأثر: [ زيِّنوا أعيادَكم بالتكبير ] رواه الطبراني. وأصدقُ من ذلك وأبلَغ: قولُ الله - جلَّ جلالُه-: { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة: 185 ] وقولُه - عزَّ شأنُه -: { لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ } [ الحج: 37 ]. في أعياد المُسلمين يتجسَّد هذا الكبير ويُعلَن ويُعظَّم، في كلماتٍ ذات عزَّةٍ وبهجةٍ، يُردِّدُها المُسلمون في أعيادهم فرحًا وقوةً، وابتِهاجًا وعبادةً. يُكبِّرون في المساجد، والأسواق، والمنازل، والطُّرقات، رجالاً ونساءً، مُقيمين ومُسافِرين، في كل مكانٍ، وعلى كل حالٍ، في مشارِق الأرض ومغاربِها. تكبيرٌ واحدٌ، ووجهةٌ واحدةٌ، وشُعورٌ واحدٌ بالبهجة والرِّضا والديانة والخُضوع لله ربِّ العالمين، في صورةٍ تتجلَّى فيها أسمَى معاني الخُضوع لله وعظمَته وجبرُوته، والإذعان والانقِيادُ له وحدَه - عزَّ شأنُه، وجلَّ جلالُه، وتقدَّسَت أسماؤُه -. الله أكبر على ما هدانا، والله أكبر على ما أولانا، والله أكبر وأعظَم وأجلُّ. أيها المسلمون: تأمَّلوا - حفِظَكم الله - وهنَّأكم بعيدِكم كلمات التكبير، وجمالَها، وجلالَها، ودُرَرها. تكبيراتٌ تلِي تكبيرات، تكبيراتٌ ممزوجةٌ بتوحيد الله وحمدِه وتسبيحِه: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. زينةٌ وجلال، يجِد المُسلمُ فيها الراحةَ والفرحةَ والعزَّة والقوَّة. ترديدٌ ترتفعُ فيه الشعائِر، وتهتزُّ له المشاعِر، فتُحاطُ بهجةُ المسلمين وزينتُهم وفرحتُهم بهذا التكبير العظيم وهذا النداء إلى الوحدة الإسلامية الكُبرى. معاشر المسلمين: التكبيرُ إعلانٌ لعظمَة الله، وإذعانٌ لكبريائِه في القلوب، وتتوجَّهُ إليه وحدَه، وتُقبِلُ النفوسُ على طاعتِه، وتحبُّه وتتوكَّلُ عليه وحدَه لا شريكَ له؛ فهو الكبيرُ الذي لا أكبرَ منه، الملكُ الذي كلُّ شيءٍ خاضِعٌ له، الرزاقُ الذي كلٌّ نعمِه. كبرياءٌ لله وتعظيمٌ يأخذُ بمجامِع القلوب، فيكونُ الدينُ كلُّه لله، ويكونُ العبادُ كلُّهم لربِّهم مُكبِّرين وخاضِعين، فيحصلُ لهم تعظيمُ ربِّهم في قلوبِهم. الله أكبر من كل شيءٍ ذاتًا وقُدرةً وقدرًا، وعزَّةً ومنعَةً وجلالاً، هذه المعاني العِظام تُعطِي المؤمنَ الثقةَ بالله وحُسن الظنِّ به، فلا تقِفُ في حياته العقَبَات، ولا يخافُ من مُستقبَل، ولا يتحسَّر على ما فات. فالله أكبر وأجلُّ وأرحَمُ من أن يترُك عبدَه المُتعلِّق به واللائِذَ بجنابِه، وكلما قوِيَ علمُ العبد ومعرفتُه بأن الله أكبر زادَت عنده الخشية والرَّهبة والتعظيم والمحبَّة وحُسن العبادة ولذَّة الطاعة. معاشر الأحبَّة: ومما يستدعِي النظر، ويملأُ النفسَ ثقةً وطُمأنينةً: اقترانُ اسم العليِّ باسم الكبير، كما قال - عزَّ شأنُه -: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [ الحج: 62 ] وقال - عزَّ شأنُه -: { ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } [ غافر: 12 ]. فهو العليُّ الكبير، لا مُعقِّب لحُكمه، يُعزُّ من يشاء، ويُذلُّ من يشاء، ويصطفِي من يشاء، عنَت له الوجوه، وذلَّت له الجِباه، وخضعَت له الرِّقاب، وتصاغَرَ عند كبريائِه كلُّ كبير. وهذا الإيمانُ واليقينُ بكبرياء الله وعظمَته يجعلُ الألسِنةَ تلهَجُ بذكرِه وشُكره وحَمده والثناء عليه وتمجيده، وتقرعُ الجوارِح كلُّها لعظمَته عبادةً ومحبَّةً وتعظيمًا وإجلالاً وذُلاًّ وانكِسارًا. لا إله إلا الله، والله أكبر، والعزَّةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والذلُّ والصَّغارُ للجاحِدين المُستكبِرين المُعانِدين. معاشر المسلمين: وقد اختارَ الله هذه الجُملة "الله أكبر"، وخصَّها بخصائص وأحكام ليست في غيرها من الألفاظ والجُمل، في كثرة ذِكرها، وتعدُّد أحوالها، وتنوُّع أحكامها، وعظيم آثارها، وما يترتَّبُ عليها. فالتكبيرُ مشروعٌ في المواطِن الكِبار، والمواضِع العِظام، في الزمان والمكان والحال. مشروعٌ في كثرة الجُموع والمجامِع، وفي الجهاد، والنصر، والمغازي، استشعارًا لعظمة الفعل، واستِحضارًا لقوة الحال. التكبيرُ مشروعٌ لدفع شياطين الإنس والجنِّ، ولدفع النار. التكبيرُ شِعارُ المُسلمين في أذانهم، وصلواتهم، وأعيادهم، ومعارِكهم . يقولُ الحافظُ ابن حجرٍ - رحمه الله -: [ التكبيرُ ذكرٌ مأثورٌ عند كل أمرٍ مهُول، وعند كل حادثِ سُرور، شُكرًا لله تعالى، وتبرئةً له - عزَّ شأنُه - عن كل ما يَنسِبُ إليه أعداؤُه، تعالى الله عما يقولُ الظالِمون الجاحِدون علوًّا كبيرًا ] "الله أكبر" كلمةٌ عظيمةٌ، خفيفةٌ على اللسان، ثقيلةٌ في الميزان، يقولُها المُسلم في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة، ويسمعها من الإمام والمُؤذِّن أكثر من مائة مرَّة، وتتردَّدُ في الأذكار عشرات المرات. التكبيرُ هو شِعارُ الصلاة، وعند جماهير أهل العلم أن الصلاةَ لا تنعقِدُ إلا بلفظ التكبير، وفي الحديث: ( مفتاحُ الصلاة الطُّهور، وتحريمُها التكبير، وتحليلُها التسليم ) والمُصلُّون في صلاة الجماعة يُكبِّرون بعد تكبير الإمام، وفي الحديث: ( فإذا كبَّر فكبِّروا، ولا تُكبِّروا حتى يُكبِّر ) في مُتابعةٍ دقيقة، وانتِظامٍ عجيب، يقودُه التكبيرُ ويُنظِّمُه. ومن هنا، شُرِع التبليغُ خلف الإمام إذا لم يبلُغ صوتُ الإمام جموع المأمومين، حتى يتمَّ انتِظامُ الجماعة خلف إمامهم.
|
|
|