صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-31-2024, 11:08 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي درس اليوم 6059


من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم
الكلمة: المؤثر الأجدى في الروح



بسم الله ربِّ الخير، والذي لا يُبدأ خيرٌ بمثل اسمه، والصلاة والسلام على

رسوله الإنسان، المجبُول على الخير، حتى نبع من بين شفتَيه الشريفتين.



أمَّا بعد:

فإن أعظم أسرار الوجود هي ما نلاحظ وجودَه من خلال أثره، لا تجسُّده

المادِّي، وإن من أكثر تلك الأسرار اتصالًا بحيواتِنا وتأثيرًا فيها، هي الكلمة،

والكلمة وصْفٌ لمعنًى ما، لا شكْلَ له ولا صوتَ ولا رائحةَ؛ وإنما نُعبِّر نحن

عنه بأصواتِنا وبأخبارنا، هذه هي المادة وليست الكلمة نفسها؛ بل إن

الكلمات قد تنتقل من خلال نظرات العُيون ودمُوعِها، ويُمكن للمرء أن يُدرِكَ

الحُزْن والسعادة والامتنان والغَضَب وما خلفَها، والكلمات التي لم تُنْطَق!



وهي تُشبِه في ذلك الرُّوح؛ بل تدلُّ عليها، فالرُّوح هي سِرٌّ لا نَملِكُ حتى أن

نبدأ في وَصْفِه، ولكنه مع ذلك يجعل من هذا الرِّداء المادِّي إنسانًا يُفكِّر

ويتحرَّك، ويقول ويشعُر، ومثل ذلك تُشير الرُّوح إلى بارئها ونافخِها الذي

تتجلَّى آثارُ قُدْرته سبحانه داخلَ أنفُسِنا وخارِجَها، وفي الاتِّساق المحكم، وفي

الجمال، وفي اشتياق العين إلى الجمال، ونُؤمِن به وإن لم نرَهُ سبحانه.



والكلمة في معناها هذا، هي وسيلة الاتِّصال بين الأرواح، ولا شكَّ، فهي

تُشبِهها في تكوينها الفاقد للتجسيد المادِّي، وهي أكثر من كلِّ ما سواها تأثيرًا

في أرواح البَشَر، ليس من المستغرَب والحال كذلك أن يكون الإنسان حسَّاسًا

لكل ما يُقال له، وإن كان من باب المِزاح.



وليس مستغرَبًا والحال كذلك أن يقول رسولُنا الأنقى قلبًا والأكرم خُلُقًا عليه

الصلاة والسلام: ((والكلمةُ الطيِّبةُ صَدَقةٌ))، أو يُبَشِّر الوالد العائل لجاريتين بقوله:

((ما من رجل تُدْرِك له ابنتانِ، فيُحسِن إليهما ما صَحِبَتاه أو صَحِبَهما،

إلَّا أدخلتاهُ الجنَّة)).



وهنَّ كما نعلم أرقُّ أرواحًا وأكثر تأثُّرًا بالكلمة الحَسَنة والسيِّئة، وهذا عينُ

الاختبار الذي يُوجِب للناجح فيه أن يكون في مقام عكاشة رضي الله عنه

المبشِّر بالجنة.



إن أثر الكلمة مشاهَدٌ ومشهودٌ، فالثناء له أثَرُ السِّحْر في رفْع معنويَّات

متلقِّيه، وكذلك يمكن للنَّقْد والتجريح والتقليل أن يكسِر المتلقِّي، ويُفسِد

مزاجَه ويومَه.



لا يلومنَّ إذًا كثيرُ النَّقْد قليلُ الثناء إلَّا نفسَه حين يُجابَه بالنُّفُور والامتعاض،

وبغياب الودِّ، وحين لا يبذُل مَنْ حوله في سبيله إلَّا اللازم الذي لا مَفَرَّ منه،

فما يفعله معهم لا يختلف كثيرًا عمَّن يتحدَّث بعصاه أكثر من لسانه.



وليَهْنأ مَن ملأ جِعاب أحبابه بكلماته الطيِّبة، فهو لا يختلف عمَّن ملأ جِعابهم

بالهدايا والثمائن، ليهنأ بقُرْبهم وجُودِهم، بوقْتِهم وجُهْدِهم في سبيله، وليَهْنأ

بما ملأ به جَعْبتَه من أجْر صدقات الكلام.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات