المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سلامة العقيدة نور و بصيرة
سلامة العقيدة نور و بصيرة بقلم : نبيل جلهوم لماذا العقيدة ؟! 1 - لأنه إذا كانت عقيدة المسلم متينة و سليمة و صحيحة ، فإنَّ كلَّ شيء بعدها في سمات الشخصية سيكون متينًا وسليمًا و صحيحًا ؛ فما بُني على حق كان حقًّا ، و ما بُني على باطل ، كان زهوقًا . 2- لأنه إذا ساور العبدَ شكٌّ في الوحدانية ، و أن لا إلهَ إلا الله ، لخرج بذلك الشكِّ من الملة ، و صار بذلك من سُكنى جهنم . 3- لأنَّ ما قد نراه في كثير من تصرُّفات شباب اليوم من تقليد الغير في مُعتقداتٍ مشبوهة هو في حقيقته مصيبة و كارثة كبرى ، تَحتاج تصحيحًا لمعتقداتهم ، و إرشادًا و تنويرًا لعقولهم قبل أن يأتي الموت ، فيموتوا على عقيدة باطلة . 4- لأنه إذا صَلَحَت العقيدة و سَلِم فهمها ، فإن العائد على صاحبها سيكون حتمًا صلاحًا في الظاهر و الباطن . 5- لأن العقيدة هي المنطلق الأساسي في الإسلام , فينبني عليها ، و المحور الرئيس للإيمان ، فلا يتحقق إلا بها . 6- لأنَّ العقيدةَ المشوَّشة هي ما أنتجت لنا أفكَارًا شاذة تنادي بأنْ لا عَلاقَةَ للدين بالدنيا ، و أن كلاهما منفصلٌ ، و لا داعيَ للدمج بينهما، أو إقحام الدين - على حَدِّ قولهم - في مجريات الدنيا ، فهذه نقرة ، و تلك نقرة ، و لا جمع بينهما . 7- لأنَّ جمالَ إسلامنا ، و روعةَ شريعتنا ، و حُبَّ خالقنا ، و اتِّباعَ سنة حبيبنا - لن يتحقَّق إلا بعقيدة سليمة متينة ، لا شك فيها و لا إنحراف . 8- لأَنَّ العقيدةَ هي رأسُ أمر المحور الإيماني التعبُّدي ، الذي يختص بخالق الكون ، و مُسبِّب الأسباب ، و مُجري السحاب ، و صاحب الأحدية ، و المتفرد بالربوبية ، و الخالق للبشر و الكون بالكلية ، و مالك الدنيا ، و رحمن الآخرة و رحيمها . نحو عقيدة ربانية : - احذر أن يساورَك الشك أو تنجرف إلى فلسفات أو نظريات ، يكون من شأنها زعزعةٌ في عقيدتك أو إغضابٌ لخالقك . - سدَّ سَمْعَك عن عَلمانيات التفكير و نظريات الفارغين هنا و هناك ، و قل لهم: ارحمونا يرحمكم الله . - ليتدرب كل منَّا على القراءة المستفيضة في الإسلام ، و ليأخذ علوم العقيدة من علمائها الثِّقات ؛ ليتصحح المفهوم ، و يتَّزن العقل ، و تنصلح الدنيا ، و تستقر الأوضاع ، و يحل الأمن محل الفوضى و الغوغائية . - لِيفتِّش المرءُ دائمًا في عقيدته ، فلربما يفاجأ بأنَّها تحمل بين طياتها - دون أن يدري - ما ينقص من سلامة عقيدته أو متانتها ، أو على الأقل يُشوِّش علاقته بربه و خالقه . - الثقة الكاملة في أن عقيدةَ الإسلام هي الراسخةُ غيرُ المشوبة و لا المعيبة ، المتصلة - أولاً و أبدًا ، و ماضيًا و حاضرًا و مستقبلاً ، و حتى تقوم الساعة - بربٍّ عظيم خَلَقَ فسوَّى ، و قدَّر فهدى ، و منع و أعطى ، و هو اللطيف الخبير . - متانة العقيدة تستلزم حُبَّ الله و تنزيهه عن كل شيء ؛ فليس كمثله شيء ؛ { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 103] . - متانة العقيدة تستلزم الاعتقاد الجازم بأن الربَّ واحد ، و أن الكون قبضته بيمينه ، و أنه لا إله إلا هو ، و إليه تُرجع الأمور . - مَتِّنْ عقيدتك بالاعتقاد الراسخ أن رزقك و ما توعد إنَّما هو في السماء ؛ { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } [الذاريات: 22 - 23] ، فتتحقق الثقة بربك ، و تتلاشى ثقتك بخلقه الذين يظنون أنَّ الرزق بأيديهم يَمنعونه منك و عنك وقتما شاؤوا و كيفما أرادوا . - لا تكن ممن يطوف بالضريح ، و إذا أردت طوافًا ، فلا تجعله إلا بالبيت العتيق ؛ فإن هذا مما يُبعدك عن إطار فهم الدين و الاعتقاد الصحيح في الله ، و هو دليلٌ على التعلق بغير الله العلي القدير ، صاحب العطاء ، و سامع الدعاء القريب المجيب . - عَلِّق نفسك بالله وحده ، و استمسك بالعروة الوُثقى لا انفصام لها ، و لا تنطرح بجبينك إلا لله ، و لا تسألْ أحدًا سواه ، تَهْدَأْ بالاً ، و تَرْتَحْ نفسًا ، و تقوَ عقيدتُك . - لا تتأثر بنعرات العلمانية الداعية بقوة ليلَ نَهارَ إلى أفكار و معتقدات أقسمنا ثلاثًا أنَّها لن تزحزحنا عن عقيدتنا ، و لو قيدَ شعرة ؛ فإسلامنا دين ، و دنيا ، و ثقافة ، و علم ، و تربية ، و أخلاق ، و آداب ، و عمل ، و إنتاج ، و نهضة ، و صلاة ، و صوم ، و دين شامل لكل الحياة ، و لن نتأثر بأبواق أو مصطلحات ظاهرها الرحمة ، و باطنها من قبله العذاب . - إذا استعنت فاستعن بالله ، و إذا اعتمدت فلا يكن إلا على الله ، و اركن له لا لغيره ، و اعبُدْه لا تشرك به شيئًا . - لا تكن إمَّعة تعتقد ما يعتقده بعض الناس في الأفهام الخاطئة و المعتقدات الزائفة ، و كن مميزًا بعقيدة صافية لا يشوبها شكٌّ و لا ريب ، تنل بحقها راحةَ نفسك ، و رضا ربِّك ، و حُبَّ نبيك . - متِّن علاقتك بالسماء ، و اطلُب حاجاتك ممن يسمع الدُّعاء ، و يُغيث الملهوف ، و يُحِبُّ الإلحاح والرجاء . * بقدر ما تكون مُوحِّدًا لله صادقًا متقربًا إليه و عليه متوكلاً ، بقدر ما تكون ربانيًّا في عقيدتك ، محببًا إلى الله - عَزَّ و جَلَّ - و نبيه و ملائكته و الناس أجمعين ؛ فالتوحيدُ الخالص لله ، و الاعتقادُ الذي لا يشوبُه شك ، حتمًا سيشرق وجهُ صاحبه ضياءً ، و تسعد الأرض بأقدامه عندما يطأ عليها ؛ فهو الموحِّد ، و هو الذي في الله و بالله يؤمن و يعتقد . * إياك و التشبُّهَ بأفعال الكافرين ؛ فلا قصَّات شعرٍ فيها تُجاريهم ، و لا حظّاظات في اليد بها تُقلِّدهم ، و لا بنطلون على الوسط يتزحزح و يسرع الحركة نحو كشفٍ لعورةٍ أمر الله بسترها ؛ فمن تشبَّه بقوم كاد يكون مثلهم ، و خير لك أن تتشبه بالرِّجال الصالحين من أبناء دينك و عقيدتك ، و كن في الرجولة و الكرامة يشار إليك بالبنان . * على الله وحْدَه كن متوكلاً ، و اتْرُك الأمور له ، و كن إليه مُتوسلاً ، و خرَّ بجبينك و روحك و عقلك على الأرض ساجدًا لله ، متعلقًا به ، منيبًا إليه , وقتها أَعِدُك بأنك ستكون قد نلت ، و لله قد صعدت . * أَكْثِر من قول : " لا إلهَ إلا الله "، و " قل هو الله أحد " ، تسلم في عقيدتك ، و تخْلص لله في نيتك . خاتمة : اللهم أرزقنا سلامةً في عقيدتنا ، و صفاءً في علاقتنا بك يا الله . اللهم إنا نعوذ بك من الشرك و الشك ، و نسألك إيمانًا صادقًا ، و قلبًا بالاعتقاد بربوبيتك ينبض واثقًا ، و لسانًا لا يَكلُّ و لا يَمَلُّ من توحيدك و تنزيهك و تسبيحك و تكبيرك . اللهم من أراد بنا سوءًا في عقيدتنا ، فأشغله بنفسه ، و اجعل كيده في نحره ، و سلِّمنا و المسلمين من شَرِّه ، و لا تجعل لأحد علينا سبيلاً . اللهم ارزقنا صحةً في العبادة ، و سلامةً في العقيدة ، و حُسنًا في الخُلُق ، و إذا أردت بخلقك فتنة ، فاقبضنا إليك مُوحِّدين ، و بك مؤمنين ، و بألوهيتك شاهدين ، و بقدرتك على الخلق و الجنة و النار مؤمنين معتقدين واثقين . و صلِّ اللهم على نبينا محمد ، معلم الناس الخير ، و الهادي إلى صراطك المستقيم . و على آله و صحبه و من سار على نهجهم و عنا معهم بكرمك و جودك يا أرحم الراحمين . أخيكم محبكم فى الله : نبيل جلهوم * عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير . * عضو رابطة أدباء الشام – لندن . * عضو اتحاد الكتّاب و المثقفين العرب - مصر . و صلَّى الله على نبيِّنا و حبيبنا محمدٍ عليه و على آله و صحبه من الله أفضلُ الصلاة و أزكى التسليم
|
|
|