المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :اجعَل الآخرة همَّك
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: اجعَل الآخرة همَّك ، والتي تحدَّث فيها عن اهتِمام كثيرٍ من المُسلمين بالدنيا الفانِية، وتركِهم الآخرة الباقِية، مُذكِّرًا بأن مَن كانت الآخرةَ همَّه نالَ الجزاءَ الأوفَى في الدنيا والآخرة. الخطبة الأولى الحمدُ للهِ القائل: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [الأعلى: 16، 17]، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له العليُّ الأعلى، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ المُصطَفى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه وأصحابهِ البرَرة الأتقِياء. أما بعدُ .. فيا أيها المُسلمون: أُوصِيكم ونفسِي بتقوَى الله - جلَّ وعلا -، { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } [البقرة: 197]. أيها المُسلمون: المُتبصِّرُ في حالِ بعضٍ اليوم يجِدُ منهم رُكونًا شديدًا لهذه الدنيا، هواهم في نَيلِها، وغايةُ مُناهم في السعيِ لها، فلا هَمَّ عندهم إلا هذه الدنيا، لها يُوالُون، وعليها يُعادُون، ولها يرضَون ويسخَطُون، حتى صدَقَ فيهم: ومِن البلاءِ وللبلاءِ علامةٌ ألَّا يُرَى لك عن هَوَاكَ نُزوعُ وإن المُؤمنَّ المُوفَّق يُغلِّبُ آخرتَه على دُنياه، ويسيرُ في حياتِه على ضَوء ما رسَمَه له مولاه، قال - جلَّ وعلا -: { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } [القصص: 77]. فالمُؤمنُ يأخُذُ بالأسبابِ، ويبذُلُ الوُسعَ في تحصيلِ الرِّزقِ الحلال، ويعمُرُ الأرضَ بما يُرضِي اللهَ - جلَّ وعلا -، يستمتِعُ بدُنياه استِمتاعًا لا يضُرُّ بدينِه ولا بآخرتِه، وهذا المعنى هو أحدُ التفسيرَين في قولِه تعالى: { وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }. يقولُ ربُّنا - جلَّ وعلا -: { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [البقرة: 201]. قال ابنُ كثيرٍ - رحمه الله -: فجمَعَت هذه الدعوةُ كلَّ خيرٍ في الدنيا، وصرَفَت كلَّ شرٍّ؛ فإن الحسنةَ في الدنيا تشمَلُ كلَّ مطلُوبٍ دُنيويٍّ؛ مِن عافيةٍ، ودارٍ رَحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ورِزقٍ واسِعٍ، وعلمٍ نافعٍ، وعملٍ صالِحٍ، ومركبٍ هنِيٍّ، وثناءٍ جَميلٍ . إخوة الإسلام: مَن جعلَ همَّه الأكبرَ الآخرةَ، والعملَ لها كفاه الله همَّ دُنياه، ومَن استولَت عليه الدُّنيا، واستولَت على قلبِه، وجعلَها همَّه، عاشَ عبدًا أسيرًا لها، مُفرَّقَ الهمِّ، مُشتَّتَ البال، لا يقنَعُ بكثيرٍ، ولا يسعَدُ بيسير. قال - صلى الله عليه وسلم -: ( مَن كانت الآخرةُ همَّه جعلَ الله غِناه في قلبِه، وجمَعَ له شَملَه، وأتَتْه الدنيا وهي راغِمَة، ومَن كانت الدُّنيا همَّه جعلَ الله فقرَه بين عينَيه، وفرَّق الله عليه شَملَه، ولم يأتِهِ مِن الدنيا إلا ما قُدِّرَ له )؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، قال العراقيُّ: إسنادُ جيِّد ، وصحَّحه جمعٌ مِن أهل العلم. المُسلمُ شِعارُه في هذه الدنيا: قولُه - جلَّ وعلا -: { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ } [النساء: 77]، فحيئنذٍ يتَّخِذُ مِن حياتِه مزرعةً لآخرتِه، لا يُغلِّبُ عليها دُنيا، ولا يُقدِّمُ عليها شهوةً ولا هوَى؛ استِجابةً لقولِه - جلَّ وعلا -: { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا } ، { وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } [الزخرف: 35]. فاحذَر - أيها المُسلم - مِن الاغتِرار بهذه الدنيا، وكُن على وِقايةٍ مِن الغفلة والشَّهوة والهوَى، قال - جلَّ وعلا -: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } [فاطر: 5]، { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران: 185]. عباد الله: مَن ألهَتْه دُنياه عن آخرتِه، واتَّبضع شهوتَه ولو خالَفَت شرعَ ربِّه وقعَ في الخسارة الكُبرَى، وانتكَسَ في الشَّقاوَة العُظمى، قال - جلَّ وعلا -: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المنافقون: 9]، وقال - سبحانه -: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا } [مريم: 59، 60]. ويقولُ - صلى الله عليه وسلم -: ( تعِسَ عبدُ الدينار، تعِسَ عبدُ الدرهَم، تعِسَ عبدُ الخَمِيصَة، تعِسَ وانتكَس، وإذا شِيكَ فلا انتقَش، إن أُعطِيَ رضِي، وإن لم يُعطَ سخِط ). أي: المعنى: انتكَسَ أي: خابَ وشقِي، ووقعَ في الخِزيِ والبلا. فاتَّقُوا الله - عباد لله -، واحذَرُوا عن كل ما يصرِفُكم عن مرضاةِ ربِّكم – جلَّ وعلا -، قال - سبحانه -: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [الأعلى: 16، 17]. بارَكَ الله لي ولكم في القرآن، أقولُ هذا القولَ، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المُسلمين مِن كل ذنبٍ، فاستغفِرُوه إنه هو الغفورُ الرحيمُ. الخطبة الثانية الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شَريكَ له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه. أيها المُسلمون: في هذا الزمن تمكَّنَت مُغرياتُ الدنيا في قُلوبِ كثيرٍ مِن الناسِ، واشرأَبَّت لملذَّاتها وشهواتِها نُفوسُ جمعٍ مِن المُسلمين، فيجِبُ أن يقِفَ المُسلمُ وقفةَ مُحاسبةٍ، ليتأمَّل الحقائِقَ، ويتبصَّر في العواقِب، { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } [الكهف: 46]. وفي الحديثِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( مالِي وللدُّنيا، إنما مثَلِي ومثَلُ الدنيا كراكِبٍ قالَ - أي: نامَ - في ظلِّ شجَرةٍ في يومٍ صائِفٍ، ثم راحَ وترَكَها )؛ رواه أحمد والترمذي. واسمَعُوا لهذه الوصيَّة النبويَّة سمعَ استِجابةٍ وقَبُولٍ وعملٍ: عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - قال: أخذَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم - بمنكِبِي، فقال: ( كُن في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ ). وكان ابنُ عُمر - رضي الله عنهما - يقول: إذا أمسَيتَ فلا تنتظِرِ الصَّباح - أي: بعمل الآخرة -، وإذا أصبَحتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وخُذ مِن صحَّتِك لمرضِك، ومِن حياتِك لموتِك ؛ رواه البخاري. ثم إن الله أمرَنا بالصلاةِ والسلامِ على النبيِّ الكريمِ. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا ورسولِنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخُلفاء الراشدين، وعن الصحابَة أجمعين، وعن الآل، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. اللهم إن مغفرتَك أوسَعُ مِن ذنوبِنا، وإن رحمتَك أرجَى عندنا مِن أعمالِنا، اللهم فاغفِر لنا وارحَمنا يا غفورُ يا رحيم. اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار. اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، اللهم مَن أرادَ المُسلمين بسُوءٍ فأشغِله في نفسِه، واجعَل تدبيرَه في تدميرِه يا ربَّ العالمين، اللهم عليك بأعداءِ المُسلمين، اللهم أنزِل عليهم رِجزَك وعذابَك يا إلهَ الحقِّ، اللهم مَن أرادَ المُسلمين بسُوءٍ فأرِنا فيه عجائِبَ قُدرتِك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم كُن لإخوانِنا في فلسطين، اللهم كُن لهم عونًا ومُعينًا وناصِرًا وظَهيرًا يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اجمَع قلوبَ المُسلمين على التقوَى، اللهم اجمَع قلوبَ المُسلمين على التقوَى، اللهم اجمَع قلوبَ المُسلمين على التقوَى يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفِّق وليَّ أمرِنا لما تحبُّه وترضَاه يا حيُّ يا قيُّوم. اللهم اغفِر للمُؤمنين والمُؤمنات، والمُسلِمين والمُسلِمات، الأحياء منهم والأموات. اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، اللهم فرِّج هُمومَنا وهُمومَ المُسلمين، اللهم يسِّر لهم كلَّ عسِير، اللهم يسِّر لهم كلَّ عسِير، اللهم أغنِ فقيرَهم، اللهم واهدِ عاصِيَهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وثبِّت صالِحَهم إنك على كل شيء قدير. اللهم إنك أنت الغنيُّ الحميد، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِث ديارَنا وديارَ المُسلمين، اللهم أغِث ديارَنا وديارَ المُسلمين. اللهم ارحَمنا يا حيُّ يا قيُّوم، اللهم إنه أصابَنا الضُّرُّ وأنت أرحَمُ الراحمين، اللهم إنه أصابَنا الضُّرُّ وأنت أرحَمُ الراحمين، اللهم فاسقِنا، اللهم فعجِّل يا كريمُ بسُقيانا، اللهم عجِّل بسُقيا المُسلمين، اللهم عجِّل بسُقيا المُسلمين يا حيُّ يا قيُّوم. عباد الله: اذكُروا الله ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلًا.
|
|
|