صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-21-2014, 03:41 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الفوائد 96 & 97 / من الفوائد لابن القيم

الأخت / الملكة نـــور

من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله
الفائدتان 96 & 97
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[96] أركان الكفر
أركان الكفر أربعة : الكبر و الحسد و الغضب والشهوة .
فالكبر يمنعه الانقياد , و الحسد يمنعه قبول النصيحة و بذلها , و الغضب
يمنعه العدل , و الشهوة تمنعه التفرّغ للعبادة . فإذا انهدم ركن الكبر سهل
عليه الانقياد , و إذا انهدم ركن الحسد سهل عليه قبول النصح و بذله ,
و إذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل و التواضع , و إذا انهدم ركن
الشهوة سهل عليه الصبر و العفاف و العبادة .و زوال الجبال عن أماكنها
أيسر من زوال هذه الأربعة عمن ابتلي بها , و لا سيما إذا صارت هيئات
راسخة و ملكات و صفات ثابتة , فانه لا يستقيم له معها عمل البتة ولا
تزكو نفسه مع قيامها بها . و كلما اجتهد في العمل أفسدته عليه هذه
الأربعة , وكل الآفات متولدة منها . و إذا استحكمت في القلب أرته الباطل
في صورة الحق , و الحق في صورة الباطل , و المعروف في صورة
المنكر, و المنكر في صورة المعروف , و قربت منه الدنيا , و بعدت عنه
الآخرة , و إذا تأملت كفر الأمم رأيته ناشئا منها , و عليها يقع العذاب ,
و تكون خفته و شدته بحسب خفتها و شدتها . فمن فتحها على نفسه فتح
عليه أبواب الشرور كلها عاجلا و آجلا , و من أغلقها على نفسه أغلق
عنه أبواب الشرور , فإنها تمنع الانقياد و الإخلاص و التوبة و الإنابة
و قبول الحق ونصيحة المسلمين و التواضع لله و لخلقه .
و منشأ هذه الأربعة من جهله بربه و جهله بنفسه , فانه لو عرف ربه
بصفات الكمال و نعوت الجلال , و عرف نفسه بالنقائص و الآفات , لم
يتكبر و لم يغضب لها و لم يحسد أحدا على ما أتاه الله , فانه الحسد في
الحقيقة نوع من معاداة الله , فانه يكره نعمة الله على عبده و قد أحبها الله
, و يحب زوالها عنه و يكره الله ذلك . فهو مضاد لله في قضائه و قدره و
محبته و كراهته , و لذلك كان إبليس عدوه حقيقة لأن ذنبه كان عن كبر و
حسد . فقلع هاتين الصفتين بمعرفة الله وتوحيده , و الرضا به وعنه ,
و الإنابة إليه , و قلع الغضب بمعرفة النفس و أنها لا تستحق أن يغضب
لها وينتقم لها , فان ذلك إيثار لها بالغضب و الرضا على خالقها و فاطرها
, و أعظم ما تدفع به هذه الآفة أن يعوّدها أن تغضب له سبحانه و ترضى
له , فكلما دخلها شيء من الغضب و الرضا له خرج منها مقابله من
الغضب و الرضا لها , و كذا بالعكس .
و أما الشهوة فدواؤها
صحة العلم والمعرفة بأن إعطاءها شهواتها أعظم أسباب حرمانها إياها
ومنعها منها . و حميتها أعظم أسباب اتصالها إليها , فكلما فتحت عليك
باب الشهوات منت ساعيا في حرمانها إياها , و كلما أغلقت عنها ذلك
الباب كنت ساعيا في إيصالها على أكمل الوجوه ..فالغضب مثل السبع إذا
أفلته صاحبه بدأ بأكله, والشهوة مثل النار إذا أضرمها صاحبها بدأت
بحرقه , والكبر بمنزلة منازعة الملك ملكه فان لم يهلكك طردك عنه ,
و الحسد بمنزلة معاداة من هو أقد منك , و الذي يغلب شهوته و غضبه
يفرق الشيطان من ظله . و من تغلبه شهوته وغضبه يفرق من خياله
(أي يخاف) ..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[97] (فصل عظيم النفع) الجهال بأسماء الله وصفاته
الجهال بأسماء الله و صفاته المعطلون لحقائقها يبغضون الله إلى خلقه ,
و يقطعون عليهم طريق محبته و التودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون .
و نحن نذكر من ذلك أمثلة تحتذى عليها :
فمنها أنهم يقررون في نفوس الضعفاء أن الله سبحانه لا تنفع معه طاعة,
وان طال زمانها وبالغ العبد وأتى بها بظاهره وباطنه. وأن العبد ليس على
ثقة ولا أمن من مكروه, بل شأنه سبحانه أن يأخذ المطيع المتقي من
المحراب إلى الماخور, ومن التوحيد والمسبحة إلى الشرك والمزمار .
ويقلب قلبه من الإيمان الخالص إلى الكفر. و يروون في ذلك آثارا
صحيحة لم يفهموها, وباطلة لم يقلها المعصوم , ويزعمون أن هذا
حقيقة التوحيد,
ويتلون على ذلك قوله تعالى :
{ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ }
الأنبياء 23,
و قوله :
{ أَفَأَمِنُوا مَكْر اللَّه فَلَا يَأْمَن مَكْر اللَّه إِلَّا الْقَوْم الْخَاسِرُونَ }
الأعراف99,
و قوله :
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }
الأنفال 24,
و يقيمون إبليس حجة لهم على هذه المعرفة و أنه كان طاووس الملائكة ,
و أنه لم يترك في السماء رقعة , و لا في الأرض بقعة إلا و له فيها سجدة
أو ركعة , لكن جنى عليه جاني القدر, وسطا عليه الحكم, فقلب عينه
الطيبة , وجعلها أخبث شيء , حتى قال بعض عارفيهم : انك ينبغي أن
تخاف الله كما تخاف الأسد الذي يثب عليك بغير جرم منك ولا ذنب أتيته إليه ..
و يحتجون بقول النبي صلى الله عليه و سلم :
( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها
إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها )
البخاري في بدء الخلق 6\303 رقم (3208) ومسلم في القدر
4\2036 رقم (1) في غير مواقع . ويروون عن بعض السلف :
أكبر الكبائر الأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله .
وذكر الإمام أحمد عن عون بن عبد الله أو غيره أنه سمع رجلا يدعو:
اللهم تؤمني مكرك, فأنكر ذلك و قال :
اللهم لا تجعلني ممن يأمن مكرك .
و بنوا هذا على أصلهم الباطل و هو إنكار الحكمة والتعليل و الأسباب ,
فلا يفعل لشيء و لا بشيء , و أنه يجوز عليه أن يعذب أهل طاعته أشد
العذاب , و ينعّم أعدائه و أهل معصيته بجزيل الثواب , و أن الأمرين
بالنسبة إليه سواء , و لا يعلم امتناع ذلك إلا بخبر من الصادق أنه لا
يفعله. فحينئذ يعلم امتناعه لوقوع الخبر بأنه لا يكون , لا لأنه في نفسه
باطل و ظلم , فان الظلم في نفسه مستحيل , فانه غير ممكن . بل هو
بمنزلة جعل الجسم الواحد في مكانين في آن واحد . فهذا حقيقة الظلم
عندهم . فإذا رجع العالم إلى نفسه قال : من لا يستقر له أمر, ولا يؤمن
له مكر, كيف يوثق بالتقرّب إليه ؟ و كيف يعول على طاعته وإتباع
أوامره , و ليس بنا سوى هذه المدة اليسيرة؟ فإذا هجرنا فيها اللذات
وتركنا الشهوات و تكلفنا أثقال العبادات, و كنا مع ذلك على غير ثقة منه
أن يقلب علينا الإيمان كفرا, و التوحيد شركا , و الطاعة معصية , و البر
فجورا , و يديم علينا العقوبات , كنا خاسرين في الدنيا و الآخرة ..
فإذا استحكم هذا الاعتقاد في قلوبهم, وتخمّر في نفوسهم, صاروا إذا مروا
بالطاعات و هجر اللذات بمنزلة إنسان جعل يقول لولده: معلمك إن كتبت
وأحسنت وتأدبت ولم تعصه ربما أقام لك حجة و عاقبك , وان كسلت
وبطلت وتعطلت وتركت ما أمرك به ربما قربك وكرمك , فيودع بهذا القول
قلب الصبي ما لا يثق بعده إلى و عيد المعلم على الإساءة , ولا وعده على
الإحسان , وان كبر الصبي وصلح للمعاملات والمناصب قال له : هذا
سلطان بلدنا يأخذ اللص من الحبس فيجعله وزيرا أميرا , ويأخذ الكيّس
المحسن فيخلّده في الحبس و يقتله و يصلبه . فإذا قال له ذلك أوحشه من
سلطانه , و جعله على غير ثقة من وعد ووعيده, و أزال محبته من قلبه
, وجعله يخافه مخافة الظالم الذي يأخذ المحسن بالعقوبة , و البريء
بالعذاب , فأفلس هذا المسكين من اعتقاد كون الأعمال نافعة أو ضارة ,
فلا بفعل الخير يستأنس, ولا بفعل الشر يستوحش, وهل هو تنفير عن
الله و تبغيضه إلى عباده أكثر من هذا ؟ ولو اجتهد الملاحدة على تبغيض
الدين و التنفير عن الله لما أتوا بأكثر من هذا .
الجزء الثاني
وصاحب هذه الطريقة يظن أنه يقرر التوحيد والقدر, ويرد على أهل
البدع و ينصر الدين , ولعمر الله العدو العاقل أقل ضررا من الصديق
الجاهل . وكتب الله المنزلة كلها ورسله كلهم شاهدة بضد ذلك ولا سيما
القرآن. فلو سلك الدعاة المسلك الذي دعا الله و رسوله به الناس لصلح
العالم صلاحا لا فساد معه , فالله سبحانه أخبر و هو الصادق الوفي : أنه
إنما يعمل الناس بكسبهم ويجازيهم بأعمالهم و لا يخاف المحسن لديه
ظلما و لا هضما , و لا يخاف بخسا و لا رهقاً , و لا يضيع عمل محسن
أبدا, و لا يضيع على العبد مثقال ذرة, ولا يظلمها, وان تك حسنة
يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما, وان كان مثقال حبة من خردل
جازاه بها و لا يضيعها عليه . و أنه يجزي بالسيئة مثلها ويحبطها بالتوبة
و الندم و الاستغفار والحسنات والمصائب , و يجزي بالحسنة عشر
أمثالها ويضاعفها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.و هو الذي
أصلح المفسدين و أقبل بقلوب المعرضين وتاب على المذنبين , و هدى
الضالين , و أنقذ الهالكين , و علم الجاهلين , وبصّر المتحيرين , و ذكر
الغافلين , و آوى الشاردين . و إذا أوقع عقابا أوقعه بعد شدة التمرد
والعتو عليه , و دعوة العبد إلى الرجوع إليه و الإقرار بربوبيته وحقه
مرة بعد مرة , حتى إذا يأس من استجابته , و الإقرار بربوبيته و
وحدانيته , أخذه ببعض كفره وعتوّه وتمرّده, بحيث يعذر العبد من نفسه,
و يعترف بأنه سبحانه لم يظلمه, وأنه هو الظالم لنفسه,
كما قال تعالى :
{ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ }
الملك11,
و قال عمن أهلكهم في الدنيا إنهم لما رأوا آياته,
وأحسوا بعذابه :
{ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ *
فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ }
الأنبياء 14,15,
و قال أصحاب الجنة ( و هم أصحاب الحديقة أو البستان التي حكى القرآن
قصتهم في سورة القلم و كانت الجنة لرجل يؤدي حق الله تعالى منها فلما
مات صار الى بنيه فمنعوا الناس خيرها وبخلوا بحق الله فيها فأهلكها الله.
الجامع لأحكام القرآن 18\156, و تفسير ابن كثير 4\406) التي أفسدها
عليهم لما رأوها قالوا :
{ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }
القلم29,
و قال الحسن :
لقد دخلوا النار وانّ حمده لفي قلوبهم ما وجدوا عليه حجة و لا سبيلا ..
و لهذا قال تعالى :
{ فَقُطِعَ دَابِر الْقَوْم الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ }
الأنعام 45 ..
فهذه الجملة في موضع الحال أي قطع دابرهم كونه سبحانه محمودا على
ذلك, فقطع دابرهم قطعا مصاحبا لحمده , فهو قطع و إهلاك يحمد عليه
الرب تعالى لكمال حكمته وعدله ووضعه العقوبة في موضعها الذي لا
يليق به غيرها . فوضعها في الموقع الذي يقول من علم الحال : لا تليق
العقوبة إلا بهذا المحل , و لا يليق به إلا العقوبة . و لهذا قال عقيب
إخباره عن الحكم بين عباده , ومصير أهل السعادة إلى الخنة ,
و أهل الشقاء إلى النار:

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات