المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
أسباب الوقوع في الإبتداع و التحزب ( 8 )
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب (8) أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب كثيرة وسأذكر بعضا منها: السبب الثامن: الإهمال لمقاصد الشريعة: من أسباب وقوع المبتدعين في البدع جهلهم بمقاصد الشريعة الإسلامية ولا بد من معرفة ذلك لما لها من أهمية عظيمة. قال العلامة السعدي في "مجموع الفوائد واقتناص الأوابد" ص (231): من أعظم الطرق التي يعرف بها كمال الشريعة وأنها مشتملة على مصالح العباد في دينهم ودنياهم ومعاشهم ومعادهم معرفة مقاصد الشارع والصفات التي رتب عليها الأحكام الكلية والجزئية ومعرفة الحكم والأسرار في العبادات والمعاملات والحقوق وتوابع ذلك فكلما كان العبد بذلك أعرف عرف بذلك من جلالة الشريعة الإسلامية وهيمنتها وشمولها للخيرات والبركات والعدل والإحسان ونهيها عن كل ما ينافي ذلك ويضاده. وقال العلامة ابن القيم في "روضة المحبين" ص (24-25): فما حرم الله على عباده شيئا إلا عوضهم خيرا منه كما حرم عليهم الاستقسام بالأزلام وعوضهم منه دعاء الاستخارة وحرم عليهم الربا وعوضهم منه بالتجارة الرابحة وحرم القمار عليهم وأعاضهم عنه بالمسابقة النافعة في الدين بالخيل والإبل والسهام وحرم عليهم الحرير وأعاضهم منه أنواع الملابس الفاخرة من والصوف والكتان والقطن ، وحرم عليهم الزنا واللواط وأعاضهم منهما بالنكاح والتسري بصنوف النساء الحسان، وحرم عليهم شرب المسكر وأعاضهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن، وحرم عليهم سماع آلات اللهو من المعازف والمثاني وأعاضهم عنها بسماع القرآن والسبع المثاني، وحرم عليهم الخبائث من المطعومات وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات، ومن تلمح هذا وتأمله هان عليه ترك الهوى المردي واعتاض عنه بالنافع المجدي وعرف حكمة الله ورحمته وتمام نعمته على عباده في ما أمرهم به ونهاهم عنه ..... وقال في كتابه "شفاء العليل" ص (414): ومن أعجب العجب أن تسمح نفس بإنكار الحكم والعلل الغائية والمصالح التي تضمنتها هذه الشريعة الكاملة التي من أدل الدليل على صدق من جاء بها... ولو لم يأت بمعجزة سواها لكانت كافية شافية فإن ما تضمنته من الحكم والمصالح والغايات الحميدة والعواقب السديدة شاهدة بأن الذي شرعها وأنزلها أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين .... وقال في المصدر نفسه ص (483): ثم تأمل أبواب الشريعة ووسائلها وغاياتها كيف تجدها مشحونة بالحكم المقصودة والغايات الحميدة التي شرعت لأجلها التي لولاها لكان الناس كالبهائم بل أسوأ حالا .... ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: .. لكن العلم بصحيح القياس وفاسدة من أجل العلوم وإنما يعرف ذلك من كان خبيرا بأسرار الشرع ومقاصده وما اشتملت عليه شريعة الإسلام من المحاسن التي تفوق التعداد وما تضمنته من مصالح العباد في المعاش والمعاد وما فيها من الحكمة البالغة والرحمة السابغة والعدل التام والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وقال أيضا: ومن أنكر أن يكون للفعل صفات ذاتية لم يحسن إلا لتعلق الأمر به وأن الأحكام بمجرد نسبة الخطاب إلى الفعل فقط فقد أنكر ما جاءت به الشرائع من المصالح والمفاسد والمعروف والمنكر وما في الشريعة من المناسبات بين الأحكام وعللها وأنكر خاصة الفقه في الدين الذي فيه معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها وقال العلامة ابن القيم رحمة الله عليه: بناء الشريعة على مصالح العباد في المعاش والمعاد هذا فصل عظيم النفع جدا وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة أوجب من الحرج والمشقة وتكليف مالا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي إلا به فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل. وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله: .. وبالجملة فالمصالح التي عليها مدار الشرائع ثلاث: الأولى: درء المفاسد المعروف عند أهل الأصول بالضروريات. والثانية: جلب المصالح المعروف عند أهل الأصول بالحاجيات. والثالثة: الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات... وكل هذه المصالح الثلاث هدى فيها القرآن العظيم إلى الطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها ... وقال العز بن عبد السلام في "قواعد الأحكام" 1/7: ومعظم مقاصد القرآن الأمر باكتساب المصالح وأسبابها والزجر عن اكتساب المفاسد وأسبابها . وخلاصة الكلام : أن الشريعة الإسلامية جاءت بكل خير فلا خير إلا فيها وبدونها فلا خير، وحذرت من كل شر فلا شر على حقيقته إلا فيما كان ضدها ومخالفا لها فما أمر الله بأمر إلا لمصلحة محضة للعبد المأمور أو غالبة راجحة، ولا نهى عن شيء إلا وهو مفسدة محضة أو غالبة راجحة قال تعالى: { صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ } [البقرة : 138]. وقال: { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة : 50]، فأهل البدع والضلالات والتحزبات أجهل الناس بمقاصد الشريعة إذ لو علموا ذلك لما وقعوا فيما وقعوا فيه ولما صرح بعضهم بإنكار حكمة الله في شرعه ونفى التعليل لأحكامه فهي مكابرة منهم أساسها الجهل وهو العدو الأكبر. يتبع.. |
|
|