المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
البروج الكونية : آية من آيات المبدع سبحانه و تعالى ( 05 - 31 ) / عبد الدائم الكحيل
الأخ المهندس / عبدالدائمالكحيل باحث الإعجازات فى القرآن الكريم البروج الكونية : آية من آيات المبدع سبحانه و تعالى ما هي حقيقة البروج الكونية ؟ ماذا يقول علماء القرن الحادي والعشرين ؟ وماذا يقول القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي ؟ لنقرأ ونـتأمل ونتدبر هذه الآيات العظيمة .. يقول تبارك وتعالى في محكم الذكر : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [ غافر: 64 ] سوف نعيش في رحاب هذه الآية الكريمة وما تحويه من معجزات كونية مبهرة ، وهذه المعجزات أيها الأحبة لم تتضح إلا حديثاً جداً في القرن الحادي والعشرين ، وقد أودع الله تبارك وتعالى هذه المعجزات في آيات كتابه لتكون دليلاً على صدق هذا الكتاب ، والله تبارك وتعالى هو القائل : { سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [ فصلت : 53 ] ولكن قبل ذلك دعونا نأخذ فكرة عن الكون ، وما يحويه من بناء محكم ومجرات لا يعلم عددها إلا الله تعالى ، وغبار كوني ودخان كوني ومادة مظلمة لا يعلم طبيعتها إلا الخالق تبارك وتعالى . ففي البداية .. طالما نظر الناس إلى كوننا على أنه كون ثابت ، وأن الأرض التي نعيش عليها هي في مركز الكون ، وأن الشمس والقمر والكواكب والنجوم تدور حول هذه الأرض ، وهكذا تصور العلماء الكون على أنه كون ثابت وأن الأرض تقع في مركز الكون وهي ثابتة لا تتحرك ، وأن النجوم تدور حولها في أفلاكها . عندما جاء العصر الحديث : اكتشف العلماء أن كل ما نراه من نجوم في السماء هو جزء ضئيل من مجرتنا درب التبانة . هذه النجوم التي نراها في السماء بالعين المجردة هي جزء من هذه المجرة والمجرة : هي تجمع من النجوم يحوي مئات البلايين من النجوم . وبعد ذلك اخترع العلماء العدسات المقربة أو التلسكوبات فاستطاعوا أن ينظروا خارج مجرتنا ، فرأوا أن الكون يزهر بالمجرات ، وقدروا عدد هذه المجرات بأكثر من مائة ألف مليون مجرة كلها تسبح في هذا الكون الواسع بنظام دقيق . ولكن في البداية ظن العلماء أن هنالك فضاءً كونياً كبيراً ، واعتبروا أن المسافات التي بين النجوم والمجرات فارغة لا تحوي شيئاً ولذلك أطلقوا مصطلح ( Space ) أي " فضاء " ولكن بعد ذلك تبين لهم أن هذا الفضاء ليس فضاءً بكل معنى الكلمة ، اكتشفوا وجود مادة مظلمة تملأ الكون ، حتى إن بعض الحسابات تخبرنا بأن نسبة المادة المظلمة والطاقة المظلمة وهي مادة غير مرئية لا نراها ولا نعرف عنها شيئاً تشغل من الكون أكثر من 96 % والمادة المرئية والطاقة المرئية أيضاً الطاقة العادية يعني : لا تشغل إلا أقل من 4 % من حجم هذا الكون . لقد بدأ العلماء يكتشفون بنية معقدة لهذا الكون ، فاكتشفوا بأن المجرات تتوضع على خيوط دقيقة وطويلة تشبه نسيج العنكبوت، واكتشفوا أيضاً أن المادة المظلمة تنتشر في كل مكان وتسيطر على توزع المجرات في الكون . وبعد ذلك أدركوا أنه لا يوجد أي فراغ في هذا الكون فأطلقوا كلمة ( Building ) أي " بناء " على هذا الكون ، وهذه الكلمة جديدة عليهم لأنهم رؤوا في هذا الكون بالفعل بناءً محكماً ، ولكن هذه المعلومة ليست جديدة على كتاب الله تبارك وتعالى ، فقد وصف الله عز وجل السماء في آيات القرآن بأنها بناء ، لا توجد ولا آية واحدة تتحدث عن السماء وتصفها بأنها فضاء ، لا .. إنما دائماً نجد القرآن يستخدم كلمة البناء ، يقول تبارك وتعالى : { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ } [ ق : 6 ] ويقول في آية أخرى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {21} الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً } [ البقرة : 21 – 22 ] ويقول في آية أخرى : { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } [ الذاريات : 47 ] أي : بقوة { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } [ الذاريات : 47 ] هذه الآية تتحدث عن التوسع الكوني الذي ينادي به العلماء اليوم . وفي آية أخرى يقول تبارك وتعالى : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ } [ غافر : 64 ] |
#2
|
|||
|
|||
ويقول أيضاً مقسِماً بالسماء : { وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا } [ الشمس : 5 ] وهكذا آيات كثيرة تأتي دائماً بصيغة البناء لتؤكد لنا أن الكون بناء ، وهذا ما وجده العلماء يقيناً في القرن الحادي والعشرين . وجد العلماء بأن الكون عبارة عن بناء محكم ، ولذلك فالأبحاث الصادرة حديثاً ، والتي ينال أصحابها الجوائز عليها ، تهدف بالدرجة الأولى الأبحاث الكونية الحديثة إلى اكتشاف بنية الكون ، تهدف إلى اكتشاف البناء الكوني . وهنا تتجلى معجزة القرآن ، فالعلماء عندما أطلقوا على الكون اسم ( فضاء ) كانوا مخطئين ، واليوم يعدلون عن هذه التسمية إلى ما هو أدق منها فيستخدمون كلمة ( البناء ) من أجل وصف الكون ، ولكن هذه الكلمة موجودة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً في كتاب الله تعالى تبارك وتعالى ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن الكريم دقيق من الناحية العلمية واللغوية ، فجميع كلماته تأتي مناسبة تماماً للحقيقة الكونية التي يصفها . ولكن.. ماذا يعني قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا } [ غافر : 64 ] ما معني كلمة { قَرَارًا } ؟ وكيف نحسُّ بهذا القرار ؟ إننا نعيش على هذه الكرة الأرضية ، والله تبارك وتعالى زوّد هذه الأرض بحقل للجاذبية بحيث أنه يجذبنا إليها في كل لحظة ، فنحس بالاستقرار . إن رواد الفضاء مجرد أن غادروا الغلاف الجوي ، وارتفعوا خارج الأرض فإنهم على الفور يفقدون أوزانهم ويحس رائد الفضاء وكأنه يسبح في بحر عميق ، فإذا أراد أن يأكل اضطرب لديه نظام الأكل ، لأنه تعود على نظام الجاذبية الأرضية ، وإذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم لأنه ليس لديه أرض يستقر عليها وينام عليها ، بل إنهم أحياناً يضعون نوابض على رؤوسهم ليضغطوا هذه الرؤوس فيحسّون بشيء من الثقل ليتمكنوا من النوم ، وتضطرب لديهم الذاكرة، وتضطرب لديهم الدورة الدموية ، ونظام عمل القلب يضطرب ، وكثير من الأشياء . كل هذه النعم لم نحس بها إلا بعد أن غادر رواد الفضاء وخرجوا خارج الأرض ووصفوا لنا ما يحسون به ، وهناك علم قائم بذاته اليوم ، يدرس المشاكل التي يسببها فقدان الجاذبية الأرضية ، وهذا العلم يهتم بالدرجة الأولى برواد الفضاء ، وبالناس الذين يمضون فترات طويلة سواء في الفضاء الخارجي أو في الغواصات في أعماق البحار . ومن هنا ندرك أهمية هذه الجاذبية وأهمية هذا القرار , وهذا الأمر لم يكن أحد يدركه في زمن نزول القرآن . ولكن الله تبارك وتعالى ذكرنا بهذه النعمة فقال : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [ غافر : 64 ] |
#3
|
|||
|
|||
لو تأملنا جميع الأبحاث الكونية الصادرة حديثاً : نلاحظ أن هذه الأبحاث تؤكد أن الكون ليس فيه أي فراغ على الإطلاق ، وهذا ما وصفته لنا الآية في قول الحق تبارك وتعالى : { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ } [ ق : 6 ] في البداية اعتقد علماء الفلك عندما رأوا فجوات في السماء أن الكون يحوي هذه الفجوات العميقة والضخمة جداً ، فأطلقوا عليها اسم ( الفجوات الكونية ) أو ( الثقوب الكونية ) واعتبروا أنها عبارة عن فراغات لا يوجد فيها أي شيء . ولكن بعد أن اكتشفوا المادة المظلمة ماذا وجدوا ؟ وجدوا أن هذه الفراغات ليست بفراغات حقيقة ، إنما تحوي مادة مظلمة غير مرئية تساوي أضعاف ما يحويه الكون من المادة العادية المرئية ، وهنا أيضاً يتجلى القسم الإلهي عندما قال تبارك وتعالى : { فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ } [ الحاقة :38 - 39 ] إذاً هناك أشياء لا نبصرها وهي أعظم من الأشياء التي نبصرها . البروج إذا تأملنا هذه الآية الكريمة : { أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } [ ق : 6 ] نلاحظ أن الكون فعلاً فيه بناء هندسي رائع ، فالعلماء بعدما اكتشفوا النسيج الكوني ، يتحدثون عن { حُبُك } موجودة في هذا الكون ، يتحدثون عن نسيج محكم يملأ هذا الكون ، يتحدثون عن أعمدة كونية ، حتى أنهم اكتشفوا منذ مدة جدران كونية كل جدار يبلغ طوله ملايين السنوات الضوئية ، جدار مليء بالنجوم والمجرات ( جدار كوني ) وهنالك أعمدة كونية أيضاً ، وهنالك جسور كونية ، وهنا ربما نتذكر قول الحق تبارك وتعالى عندما قال عن نفسه : { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا } [ الفرقان : 61 ] فما هي البروج الكونية ؟ لقد فسر بعض العلماء هذه الآية على أن البروج الكونية هي : النجوم التي تصطف بطريقة معينة توحي إليهم ببعض الحيوانات مثل : الثور والعقرب والجدي وغير ذلك ، فأطلقوا على هذه أسماء البروج وعددها اثنا عشر برجاً . ولكن تبين للعلماء بعد ما اكتشفوا الكون وأسراره والأبعاد بين المجرات والنجوم : أن هذه النجوم التي تظهر لنا وكأنها على نفس المستوى ، تبين أن هذه النجوم لا علاقة فيما بينها ، قد يكون هنالك نجم نرى بجانبه نجماً آخر وقد يكون هذان النجمان بعيدين عن بعضهما جداً ، وليس بينهما أي علاقة أو قوى جذب ، إنما فقط الذي يصلنا هو الإشعاع، وقد يكون بعض هذه النجوم مات واختفى، وبعضها لا زال موجوداً ، فجمعيها الله أعلم بمواقعها الحقيقية . ولذلك عندما أقسم الله بالنجوم لم يقل :( فلا أقسم بالنجوم ) { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76} إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } [ الواقعة : 75 – 78 ] إذاً النجوم التي اعتبرها العرب قديماً ، وبعض الحضارات القديمة بروجاً ، ليست هذه التي يتحدث عنها القرآن |
#4
|
|||
|
|||
فعندما قال الله تبارك وتعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا } [ الفرقان : 61 ] لا يقصد هذه البروج التي لا يوجد أي صفة علمية لها ، إنما يقصد الله تبارك وتعالى – والله أعلم – الأبنية الكونية وهي التي ما يتحدث عنها العلماء اليوم . يتحدث العلماء اليوم عن جدار عظيم بطول 500 مليون سنة ضوئية ، ويتحدثون عن جسور كونية هائلة تمتد لمئات الملايين وأحياناً لآلاف الملايين من السنوات الضوئية ، ويتحدثون عن بناء كوني مبهر، فهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا } [ الفرقان : 61 ] بل إن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه السماء فقال : { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } [ البروج : 1 ] إن هذا البناء الكوني ، وهذه الأبراج الكونية عظيمة جداً ، ومع أن العلماء لا يتحدثون اليوم عن بناء متكامل ( برج متكامل ) إنما يتحدثون عن أعمدة ، وجسور ، وجدران ، وقد يكتشفون حديثاً أو بعد مدة أن في الكون أبنية كل بناء يشبه البرج في بناءه وهندسته وارتفاعه ، وسوف يكون بذلك القرآن أول كتاب يتحدث عن هذه الأبنية الكونية العظيمة في قوله تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا } [ الفرقان : 61 ] اكتشف العلماء حديثاً بناء كونياً عظيماً يبلغ طوله 200 مليون سنة ضوئية ، ويتألف هذا البناء الذي يدعى ( Lyman ) من عدة مجرات تصطف على خطوط تشبه البناء الهندسي الجميل ، وبين هذه المجرات هناك فقاعات من الغاز الكوني يبلغ قطر كل منها بحدود 400 ألف سنة ضوئية ، أي : ضعفي طول مجرة الأندروميدا ! هذه الفقاعات تشكلت بنتيجة انفجار النجوم ، ويقول العلماء إن هذه الفقاعات سوف تقوم بتشكيل نجوم أخرى لاحقاً . ويقول الباحث "رويسوكي ياماوتشي" من جامعة توهوكو : إن أي جسم بهذا الحجم والكثافة هو نادر الحصول حين تكوّن الكون في الماضي . ويحاول العلماء اكتشاف المزيد من البنى الكونية ، ولديهم إحساس بأن هذا الكون هو عبارة عن مجموعة من الأبنية الضخمة ! إن هذا البناء تشكل بعد نشوء الكون بـ 2000 مليون سنة ، وقد تم اكتشاف هذه البنية الضخمة بواسطة تلسكوبي سوبارو وكيك . اكتشف علماء من أستراليا وتشيلي مجموعة مجرات جديدة تبعد بحدود 10800 مليون سنة ضوئية . ويقولون : إن المجرات التي شاهدوها تمثل شكل الكون قبل 10800 مليون سنة ، وكما نعلم فإن السنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة ، علماً بأن الضوء يسير بسرعة تقدر بـ 300 ألف كيلو متر في الثانية ، وبالتالي يقطع في سنة واحدة 9.5 تريليون كيلو متر ، أي : أن السنة الضوئية هي 9.5 تريليون كيلو متر . ما هو الهدف من ذكر هذه الحقائق الكونية ؟ لماذا ذكر الله تبارك وتعالى حقيقة البناء الكوني : هل لمجرد حب المعرفة ؟ أم هناك هدفاً عظيماً من وراء هذه الحقيقة ؟ يقول تبارك وتعالى مذكراً عباده : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ } [ البقرة : 21 ] تأملوا معي هذا الخطاب للناس جميعاً مهما كانت عقيدته أو لغته ، الخطاب هنا ليس للمؤمنين فحسب بل يشمل الناس جميعاً { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة : 21 ] والسؤال : ما هو الدليل على أن الله تعالى هو قائل هذه الكلمات ؟ يأتيك الدليل مباشرة : { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا } [ البقرة : 22 ] |
#5
|
|||
|
|||
وبالفعل يقول العلماء : إن الأرض ممهدة ومفروشة بطريقة دقيقة جداً تصلح للحياة بعكس القمر مثلاً ، القمر غير صالح للحياة على الإطلاق بسبب الفوهات الكثيرة فيه ، وبسبب الحفر والجبال والوديان والشقوق التي فيه . ثم يقول تبارك وتعالى في الآية التالية : { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا } [ البقرة : 23 ] أي إذا كنتم في شك من هذا القرآن : { فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{23} فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [ البقرة : 23 – 24 ] فهذه الحقائق الكونية التي أودعها الله في كتابه هي أصدق دليل في هذا العصر على صدق هذا الكتاب وأن الله تعالى قد رتبه بطريقة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثلها . وخلاصة القول : ذكر القرآن حقيقة البناء الكوني الذي اكتشفه العلماء حديثاً ، وذكر حقيقة الجاذبية الأرضية وفائدتها وأهميتها في استقرار البشر ، وهي أمر لم يكتشف إلا في العصر الحديث ، وذكر كذلك حقيقة البروج الكونية وهي ما يتحدث عنه العلماء اليوم ، وأكد أنه لا فراغات أو فجوات أو فروج في السماء ، وهو ما يؤكده العلماء اليوم ... وهكذا حقائق لا تُحصى تأتي جميعها لتشهد على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام . ونقول لكل من لم يقتنع بعد بإعجاز القرآن العلمي : ماذا نسمي هذه الحقائق السابقة ؟ هل نسميها إعجازاً أم أنها كلام عادي ؟ عندما يصف القرآن السماء بكلمة ( بناء ) ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليطلقوا الكلمة ذاتها على الكون أي : كلمة ( Building ) أي( بناء ) . ماذا نقول عن هذا التطابق الكامل ؟ هل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن هذا التطابق جاء بالمصادفة ؟! إن هذا التطابق هو دليل مادي ملموس على أن القرآن نزل ليكون صالحاً لكل زمن ومكان , وهو صالح لعصرنا هذا . ويخاطب علماء العصر بلغتهم : لغة الحقائق العلمية . فهل تقتنع معي يا صديقي الملحد بأن هذا القرآن هو الحق ؟ إذاً استمع معي إلى هذا البيان الإلهي العظيم : { وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ {37} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {38} بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {39} وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ {40} وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } [ يونس : 37 – 41 ] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
|
|