المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
شرح و تفسير أسماء الله الحسنى 45
الحلقة الخامسة و الأربعـون منتهى سعادتى عندما أجد من يعترض أو يرسل نقد بناء بتصحيح مفهوم أو معنى يكون فى مصلحة الاخوة و الأخوات الحمد لله المتعالى عن الأنداد المتقدس عن الأضداد المنزه عن الأولاد المطلع على سر القلب و ضمير الفؤاد الذى من على العلماء بمعرفته و نور قلوبهم ببدائع حكمته و جعلهم ورثة أنبيائه و صفوته فهم أدلاء الخليفة و العارفون بعلم الحقيقه ، أمتدحهم فى كتابه تفضلا منه وكرماً فقال جل من قائل : { وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر28 و هو الذى يرشد عبده و يهديه و إذا مرض فهو يشفيه و إذا ضعف فهو يقويه و هو الذى يطعمه و يسقيه و يحفظه من الهلاك و يحميه و يحرسه بالطعام والشراب عما يرديه فسبحانه من عالم فى تدبيره و مبتدع فى خلقه و تصويره عدل بين خلقه بالصحة و الأسقام و إذا شاء وهب العافيه و كشف الضر و الآلام و أزال الداء و قدر الحمام أحمده على مننه الجسام و أشكره على نعمة الإسلام و أشهد أن لا إلَه الا الله وحده لا شريك له الكريم الديان و أشهد أن سيدنا محمد عبده و رسوله المختار من ولد عدنان المرسل بواضح البيان و المبعوث بأعظم شأن و أفصح لسان صلى الله عليه و على آله صلاة مصونة عن الأنصرام دائمة بدوام الليالى و الأيام سؤال الحلقة و المعرفة نستكمل العبوديه فى الإسلام للأمام أحمد بن تيمية ... يرحمه الله تعالى و نستعرض بعض من كتاب تاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس و ذلك فى نهاية الحلقة أدناه كالمتبع ******************** الحلَقةَ رقم 45 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ أسم الله الأعظم البــــر = التـــــواب أولاً : البــــر اخى المسلم أعلم أن معنى البر هو الحق و البر المطلق هو الذى منه كل مسرة و إحسان و العبد إنما يكون براً بقدر ما يتعاطى من البر لا سيما بوالديه و مشايخه و إن من بِر الله و الطافه بعبده المؤمن أن جعله من أهل اليمين و ألهمه الإجابه فى الدار على الرضا عنه فاشتق له ثم رزقه الإجابه على ماسأل لنظره تركب فى عالم الحسن و بره تعالى يبعث الرسل عليهم الصلاة و السلام و الكتب المنزله عليهم و قد رزقهم الله القبول و هو أعظم منةً ثم ألهمه القيام بالعمل بما عليه من شرائعه ثم وعده القيام بالعمل ثم أخذه عن الشهوات امانة و بره بروحه فيما له من البر و الكرم و فى دار الأخره فهى ممر برزخيته و دار رسمه فى حواصل طيور خضر من الجنة ترتع فى رياض الجنة إلى يوم البعث ثم بره بأن أحياه بعد موته بالبر الأعظم و الرحمة الوافية ثم ثبته على الصراط المستقيم لئلا ينزل من هذا المطلع فى النار بعد أن حصل الإيمان بإبداء السلام عن يمينه و القرآن أمامه و السنة حاملة ثم بره بأن سقاه من حوض الحياة شربة لا يظمأ بعدها ثم بره بأن أدخله الجنه و من عليه بالنظر إلى وجهه الكريم ثم بره بأن جعله فى هذا النعيم من الخالدين إلى أبد الأبدين و دهر الداهرين روى عن الحسن بن على رضى الله تعالى عنهما انه مكث مدة لايأكل مع أمه فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنها و هى إبنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقالت له لماذا يا ولدى فقال أخشى أن يقع بصرك على شئ من الاناء و أسبقك إليه و لا أشعر به فأكون عاقا لك فقالت له يا ولدى كل معى و أنت فى حل من ذلك فأمتثل لها أخى المسلم أعلم أن من بر الله عليك أن جعلك شاهدا على الأمم يوم القيامة و ستر قبائح فعلك عن الملائكة بإستغفارك و أعلم أخى المسلم أن اسم الله البر له من المعانى ما لا تحصره العقول و هو الإتساع فى البر من غير حدود و لا قيود فقد عظمت الآءه وعمت بركاته و وسعت رحمته كل شئ و إن نعم الله لا تعد و لا تحصى ، منها الظاهر الجلى ، و منها المستتر الخفى و منها الحاضر العاجل ، و منها الغائب الآجل و منها ما تدركه العقول ، و منها ما أستأثر الله بعلمه و جعل العقول قاصرة عن فهمه قال تعالى ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) لقمان20 و الإسباغ معناه إتمام النعمة بمقتضى الحكمة و إن نعم الله أصولها فى الدنيا ثلاثه هى الإيمان و الأمن و الرخاء أما الإيمان فهو أصل أصولها فى الدنيا والأخرة و الأصل الثانى يتبعه و ينشق منه فلا أمن بلا إيمان قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) الانعام82 و الظلم هو الشرك و الأصل الثالث يتبع الأصل الثانى مع وجود الاول ، فلا رخاء مع إنعدام الأمن أخى المسلم إنا لله عز و جل يبر الناس جميعا بما يحتاجون إليه من الأرزاق و يبر المؤمنين برا خاصا بهم ، لا يتعداهم إلى سواهم و هو ما يسمى بالرحمة الخاصة و لهذا يعرف الخواص هذا الأسم بتعريف يعبر عن أحوالهم مع الله ، و عن معيته لهم و إحسانه إليهم فيقولون هو الذى يخص اولياءه بولايته و يذ يقهم حلاوة مناجاته و يقولون ايضا هو الذى لايقطع الاحسان بسبب العصيان و فى الحديث رب اشعث اغبر ذى طمرين لايؤبه له لو اقسم على الله لأبره رواه البراز عن ابن مسعود بسند صحيح فالله عز وجل بر ، يقبل من عبده العمل الصالح و يضاعف له الاجر فيه و ان كان فيه ما فيه من القصور و النقص أخى المسلم اذا ادركت معنى هذا الاسم فستعيش فى ظله فى نعمة سابغه قرير العين بما وهبه الله لك من عطاء و مامنحه من هدى و ما افاض عليه من كرم و تتعلم كيف تكون شكورا على النعماء ، مشاركا غيره فى السراء و الضراء ان الله جل وعلا يعطى بغير من ، و يمنح بدون مقابل فليتعلم العبد من ذلك ان يكون احسانه لغيره كذلك و يقتدى بما يهدى اليه مضمون قوله تعالى ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إنما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاشُكُورًا ) الزمر73- 74 و على المؤمن ان يتأدب مع الله عز و جل ببر نفسه اولا و ذلك بالاقبال على تأديبها و تهذيبها و تغيير صفاتها السيئه بأخرى حسنه و ان لم يفعل ذلك فقد ظلم نفسه و أساء اليها فى الدنيا والاخرة ثم يبر والديه فيحسن اليهما و يعطف عليهما و يكون لهما خير معين فى امور الدين و الدنيا ثم يبر اقرباءه و جيرانه و اصدقاؤه و سائر من يعرف من المؤمنين و غيرهم ممن لايقاتلنا فى الدين و لا يعين احدا على قتالنا و ليثق كل الثقه ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا و نختتم بما قاله ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه أشكرك على نعمك التى لا أحصيها شكرا يقتضى زيادتها و يستدعيها مع انى عاجز عن شكرك و القيام بواجب ذكرك لانى ان عرفت الشكر فبالعقل الذى اعطيت و ان تكلمت فبالنطق الذى اتيت و بالقوة التى اوليت فأين الشكر الذى اضيفه لنفسى و كل ذلك بك و منك ثانياً : التـواب أخى المسلم اعلم ان التواب هو الذى يسهل اسباب التوبه لعباده مرة بعد مره بما يظهر اليهم من اياته و يسوق اليهم من تنبيهاته و يطلعهم عليه من تخويفاته و تحذيراته حتى اذا اطلعوا على غوائل الذنوب و استشعروا الخوف بتخويفه فرجعوا اليه فرجع اليهم ففضل الله واسع قال تعالى ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ الشورى ) الشورى25 و التوبه مقبوله مالم يغرغر و هى الاقلاع عن الذنوب كبيرها و صغيرها و العزم على ان لايعود لها، و رد المظالم الى اهلها و لقد سمى الله عز و جل نفسه التواب لينزع من نفوس عباده اليأس من رحمته و يدخلهم فى حضرة قدسه و روضة انسه طيبين مطهرين من اثار ذنوبهم متى تابوا اليه توبة نصوحا ، و بدؤا السير اليه مخلصين له الدين فهو ربهم الذى خلقهم من العدم و رباهم على موائد الكرم ، و اسبغ عليهم نعمه ظاهره و باطنه ، و هم عباده الفقراء اليه كثيرا ما تدفعهم طبيعتهم الماديه الى ارتكاب المعاصى عمدا تارة و خطأ تارة اخرى و لو شاء الله عز و جل لعاقبهم فور وقوعهم فيها فأذاقهم اليم العذاب فى الدنيا قبل الاخره و لكن سبقت رحمته عذابه ، فأمهلهم مدة كافيه لمحاسبة النفس و كبح جماحها عن الهوى قال تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ الزمر53-55 عن ابى موسى الاشعرى رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم قال ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها رواه مسلم و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو التواب دائما و ابدا من تاب اليه و اناب مهما كثرت ذنوبه و عظمت خطاياه ، فرحمته وسعت كل شئ و عفوه لايقف عند حد وان هذه الايات تفيد بعمومها انه لايستعصى على الغفران ذنب و ان الله يعفو و يصفح عن كل من توفر فيه شرطان هما الإنابة و الإتباع و الانابه هى التوبه التى لا رجوع فيها الى الذنب و الاتباع هو السير على المنهج السوى الذى هدانا اليه ربنا عز و جل فى كتابه المنزل على خير خلقه محمد صلى الله عليه و سلم فهو خير كتاب انزل على اعظم نبى ارسل لخير امه اخرجت للناس هى الامه التى تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر و تؤمن بالله هى الامه التى تقول ضارعة الى الله صباح مساء قال الحق سبحانه و تعالى ( رَبّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَار ) آل عمران 193 و الابرار هم الذين يتوبون الى الله فى جميع اوقاتهم لشعورهم بكثرة ذنوبهم و تقصيرهم فى حق ربهم عز و جل فكلما ارتقوا بالتوبه درجة احسوا بعقدة الذنب اكثر و اكثر و لايزالون فى الترقى مع مصاحبة التوبه الى ما شاء الله و لذا قالوا حسنات الابرار سيئات المقربين قال الحليمى و هو المعيد الى عبده فضل رحمته اذا هو رجع الى طاعته ، و يندم على معصيته فلا يحبط ما قدم من خير و لا يمنعه ما وعد المطيعين من الاحسان قال الخطابى التواب هو الذى يتوب على عباده فيقبل توبتهم كلما تكررت التوبه تكرر القبول و هو يكون لازما و يكون متعديا بحروف يقال تاب الله على العبد بمعنى وفقه للتوبه فتاب العبد قال تعالى ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا التوبه118 و قيل ايضا فى معنى التواب هو الذى يرجع الى تيسير التوبه لعباده مره بعد اخرى بما يظهر لهم من اياته و يسوق اليهم من تنبيهاته و يطلعهم عليه من تخوفاته و تحذيراته حتى اذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذنوب استشعروا الخوف بتخويفه فرجعوا الى التوبه فرجع اليهم فضل الله تعالى بالقبول فهو سبحانه التائب على التائبين قال القرطبى التوبه فرض على كل مسلم منغير خلاف بين المسلمين فى كل حين ، كالايمان و اذا كان سيد البشر يتوب الى الله فى اليوم مائة مره فكيف بأهل الغفله و اذا قيل له و لصحبه الذين هم خيار خلقه قال تعالى لَقَد تَّابَ الله على النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ التوبه117 فجرت عليهم هذه الصفه و هم اهل الصفوه والمعرفه فكيف بغيرهم الذين لا يشابهونهم فى خيرهم فكل عبد مفتقر الى التوبه لانه لايخلو من هفوه ما و حوبه قال تعالى وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن الحجرات11 و كما ان الايمان يجُبُ ما قبله من الاثام فكذلك التوبه تجب ما قبلها من الذنوب و فى التائبين قال تعالى فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ الفرقان70 و ما يمكن تلافيه فعلا او قولا و ما لا يمكن ذلك فيه الا بالعزمو كلاهما عمل القلب فكما ان الايمان لا يتم الا بالاسلام فكذلك التوبه لان التوبه ايمان فلا بد لها من عمل الظاهر و الباطن و المؤمن اذا تاب فعليه ان يتلافى ما كان فرط منه من عمل بظاهره و باطنه فعمل الباطن الندم و الخوف و العزم على الا يعود و عمل الظاهر يختلف باختلاف الذنوب و ذلك معتبر بالاوامر و النواهى و سواء صدر ذلك منه جهلا اوعمدا او سهوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم أخى المسلم نكتفى بهذا القدر من الشرح البسيط المبسط و نسأل الله تعالى من فضله العظيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين الدعـــــــاء أخى المسلم روى البخارى و مسلم عن ابى موسى الاشعرى رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم كان يدعوا فى الصباح و المساء فيقول اللهم اغفر لى خطيئتى و جهلى و اسرافى فى امرى و ما انت اعلم به منى اللهم اغفر لى خطيئتى و عمدى و هزلى و جدى و كل ذلك عندى اللهم اغفر لى ما قدمت و ما أخرت ، و ما اسررت و ما اعلنت انت المقدم و انت المؤخر و انت على كل شئ قدير صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم كان بعض الصالحين يقول استغفارنا يحتاج الى استغفار و هو قول نابع عن شعور بالتقصير فى تأدية التوبه على وجهها الصحيح و جميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و صلى اللهم على سيدنا محمد حبيب القلوب و على آله و صحبه و سلم صيغة من صيغ الصلاة على رسول الله إن أنت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات اللهم افردنى لما خلقتنى له و لا تشغلنى بما تكفلت له بى و لا تحرمنى و انا أسألك و لا تعذبنى و انا استغفرك اللهم صلِّ على سيدنا محمد و على آله و سلم اللهم انى أسألك و اتوجه اليك بحبيبك المصطفى عندك يا حبيبنا يا محمد انا نتوسل بك الى ربك فاشفع لنا عند المولى العظيم يا نعم الرسول الطاهر اللهم شفعه فينا بجاهه عندك و اجعلنا من خير المصلين و المسلمين عليه و من خير المقربين منه و الواردين عليه و من اخيار المحبين فيه و المحبوبين لديه و فرحنا به فى عرصات القيامه و اجعله لنا دليلا الى جنة النعيم بلا مئونه و لا مشقه ولا مناقشة حساب و اجعله مقبلا علينا و لا تجعله غاضبا علينا و اغفر لنا و لجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم اجابة الســــؤال و المعرفـــة نستكمل العبودية فى الاسلام للامام الجليل / أحمد بن تيمية يرحمه الله تعالى أخى المسلم ان تحقيق شهادة ان لا إلهَ إلا الله انها تنفى عن القلب إلأهية ما سوى الحق و تثبت فى القلب إلأهية الحق فيكون نافيا إلأهية كل شئ من المخلوقات مثبتا لألهية رب العالمين رب الارض و السموات و ذلك يتضمن اجتماع القلب على الله و على مفارقة ماسواه فيكون مفرقا فى علمه و قصده و فى شهادته و ارادته فى معرفته و محبته بين الخالق و المخلوق بحيث يكون عالما بالله ذاكرا له عارفا به و هو مع ذلك عالم بمباينته لخلقه و انفراده عنهم و توحده دونهم و يكون محبا لله معظما له عابدا له راجيا له خائفا منه محبا فيه ، مواليا فيه معاديا فيه مستعينا به متوكلا عليه ممتنعا عن عبادة غيره و التوكل عليه و الاستعانه به و الخوف منه و الرجاء له و الموالاه فيه و المعاداه فيه و الطاعه لامره و امثال ذلك مما هو من خصائص إلأهية الله سبحانه و تعالى و اقراره بإلأهية الله دون ما سواه متضمن لإفراده بربوبيته و هو انه رب كل شئ و مليكه و خالقه و مدبره فحينئذ يكون موحدا لله ويبين ذلك ان افضل الذكر لا إلَه إلا الله كما رواه الترمذى وغيرهما مرفوعا الى النبى صلى الله عليه و سلم انه قال : افضل الذكر ........ لا إلَه إلا الله و افضل الدعاء ...... الحمد لله و فى الموطأ وغيره عن طلحه بن عبيد الله ان النبى صلى الله عليه و سلم .......قال افضل ماقلت انا و النبيون من قبلى لا إلَه إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير و من زعم ان هذا ذكر العامه و ان ذكر الخاصه هو الاسم المفرد و ذكر خاصة الخاصه هو الاسم المضمر فهم ضالون مخطئون و لم يذكر ذلك احد من سلف الامه و لا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا يعطى القلب بنفسه معرفة مفيده و لا حالا نافعا انما يعطيه تصورا مطلقا لايحكم عليه بنفى و لا اثبات فان لم يقترن بهمن معرفة القلب و حاله ما يفيد بنفسه و الا لم يكن فيه فائده و الشريعه انما تشرع من الاذكار ما يفيد بنفسه لا ماتكون الفائده حاصله بغيره و قد وقع بعض من واظب على هذا الذكر فى فنون من الالحاد و انواع من الاتحاد كما قد بسط فى غير هذا الموضع و قال بعض الشيوخ اخاف ان اموت بين النفى و الاثبات ، حال لايقتدى فيها بصاحبها فان فى ذلك من الغلط ما لاخفاء فيه اذ لو مات العبد فى هذه الحال لم يمت الا على ماقصده و نواه اذ الاعمال بالنيات و قد ثبت ان النبى صلى الله عليه و سلم امر بتلقين الميت ... لا إلَه إلا الله و قال من كان كلامه لا إلَه إلا الله دخل الجنه و لو كان ماذكره محذورا لم يلقن الميت كلمه يخاف ان يموت فى اثنائها موتا غير محمود بل كان يلقن ما اختاره من ذكر الاسم المفرد و الذكر بالاسم المفرد او المضمر ابعد عن السنه و اخل فى البدعه و اقرب الى اضلال الشيطان فان من قال يا هو يا هو او هو هو و نحو ذلك لم يكن الضمير عائدا الا الى مايصوره قلبه و القلب قد يهتدى و قد يضل ثم كثيرا ما يذكر بعض الشيوخ انه يحتج على قول القائل الله بقوله سبحانه قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ الانعام 91 و يظن ان الله امر نبيه بأن يقول الاسم المفرد و هذا خطأ باتفاق اهل العلم فان قوله قل الله معناه الله الذى انزل الكتاب الذى جاء به موسى و هذا جواب لقوله { وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } الأنعام91 اى الله انزل الكتاب الذى جاء به موسى وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاقال سيبويه و غيره من ائمة النحو ان العرب يحكمون بالقول ما كان كلاما لا يحكمون به ما كان قولا فالقول لا يحكى به الا كلام تام او جمله اسميه او فعليه و ان الله تعالى لم يأمر احدا بذكر اسم مفرد و لاشرع للمسلمين اسما مفردا مجردا و الاسم المفرد المجرد لا يفيد الايمان باتفاق اهل الاسلام و لا يؤمر به فى شئ من العبادات و لا فى شئ من المخاطبات و نظير من اقتصر على الاسم المفرد ما يذكر ان بعض الاعراب مر بمؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول الله ...... بالنصب فقال ماذا يقول هذا هذا هو الاسم .... فأين الخبر عنه الذى به يتم الكلام و ما فى القران من قوله المزمل8 سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الاعلى14 قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى الواقعه74 بل و فى السنن انه لما نزل قوله فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها فى ركوعكم و لما نزل قوله سبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها فى سجودكم و فى الصحيح انه كان يقول فى ركوعه سبحان ربى العظيم و فى سجوده سبحان ربى الاعلى و هذا معنى قوله اجعلوها فى ركوعكم و سجودكم باتفاق المسلمين و نكتفى بهذا القدر من العبودية فى الإسلام و نستكمل فى الحلقه القادمة إن شاء الله ========================= و نستعرض بعض من كتاب تاج العروس الحاوى / لتهذيب النفوس أعلم أخى المسلم من صحبك يوما او يومين و لم ير منك نفعا تركك و صحب غيرك و انت تصحب نفسك اربعين سنه و لم تر منها نفعا فقل لها ارجعى يا نفس الى رضا ربك طالما و افقتك فى الشهوات فتبدلى بعد البطاله بالاشتغال باللله و بعد الكلام بالصمت و بعد الوقوف بالحارات الجلوس بالخلوه و بعد الانس بالمخلوقين الانس بالخالق و بعد قرناء السوء معاشرة اهل الخير و الصلاح اجعل احوالك على ضد ما كنت عليه اجعل بدل السهر فى معصيه الله السهر فى طاعة الله و بعد الاقبال على اهل الدنيا الاعراض عنهم و الاقبال على الله و بعد الاصغاء لكلامهم الاصغاء و الاستماع لكلام الله عز و جل و ذكره و بعد الاكل و الشرب و الشهوه الاكل القليل الذى يعينك على الطاعه قال تعالى و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ==== انما عصى الله من لم يعرف عقابه و انما ترك طاعة الله من لم يعرف ثوابه فلو اطلعوا على عذاب النار لما غفلوا و لو اطلعوا على ما اعد الله لاهل الجنه لما تركوها طرفة عين ==== اذا صحبت ابناء الدنيا جذبوك اليها و اذا صحبت ابناء الاخره جذبوك الى الله ===== قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يحشر المرء على دين خليله فلينظر احدكم لمن يخالل كما تختار لنفسك المآكل الطيبه التى لا ضرر فيها و الزوجة الحسنه لتتزوجها فكذلك لا يوادد الا من يعرفك الطريق الى الله سبحانه و تعالى و اعلم ان لك ثلاثة اخلاء احدهما المال تفقده عند الموت و الثانى العيال يتركونك عند القبر و الثالث عملك لايفارقك ابدا فاصحب من يدخل معك قبرك و تأنس به فالعاقل من عقل عن الله اوامره و نواهيه مثالك كالجعل يعيش فى الروث و العذره و اذا قرب اليه الورد مات من رائحته فمن الناس من هو جعلى الهمه فراشى العقل فان الفراش لايزال يرمى نفسه فى النار حتى تحرقه فكذلك انت ترمى نفسك فى نار المعصيه عمدا فلو اردت السير الى الله تعالى شددت المحزم === مثالك اذا سمعت الحكمه و لم تعمل بها كمثل الذى يلبس الدرع و لا يقاتل === قيمتك قيمة ما انت مشغول به فان اشتغلت فى الدنيا فلا قيمة لك لان الدنيا كالجيفه لا قيمه لها ===== افضل مايطلب العبد من الله ان يكون مستقيما معه قال تعالى أهدنا الصراط المستقيم فاطلب منه الهدايه و الاستقامه و هو ان تكون مع الله فى كل حال بالذى يرضاه لك و هو ماجاء به النبى صلى الله عليه و سلم من بذل لله صرف الود سقاه ==== اذا اعطيت نفسك كل ما تشتهى و تطلب من الشهوات كنت كمن فى بيته حيه يسمنها كل يوم حتى تقتله ==== لو جعل فيك الروح من غير نفس لاطعت و ما عصيت و لو جعل فيك النفس من غير روح لعصيت و ما اطعت فلذلك جعل فيك القلب و الروح و النفس و الهوى كالنحله جعل فيها اللسعه و العسل فلذلك تتلون فالعسل ببره و اللسع بقهره فأراد الله ان يكسر دعوة النفس بوجود القلب و دعوى القلب بوجود النفس ياعبد الله طلب منك ان تكون له عبدا فأبيت ان تكون الا ضدا اقبالك على الله افرادك له بالعباده فكيف يرضى لك ان تعبد غيره فلو اتيتنا تطلب العطاء منا ما انصفتنا فكيف ترضى اذا اقبلت على من سوانا أخى المسلم نكتفى بهذا القدر البسيط و نستكمل المقالة القادمة إن شاء الله تعالى و أسال الله العلى العظيم أن يمنحنى من العمر لأتمم ما بدأت به فى الحلقة القادمة إذا كان فى العمر بقية أسألك ياربى أن ترحمنى و تغفر لى تقصيرى فهذه قدرتى التى خلقتنى عليها و فى النهايه أذكركم و نفسى لا تشتغل بالعتب يوما للورى فيضيع وقتك و الزمان قصير و علام تعتبهم و انت مصدق ان الامور جرى بها المقدور هم لم يوفوا للإلَه بحقه اتريد توفيه و انت حقير فاشهد حقوقهم عليك و قم بها و استوف منك لهم و انت صبور و اذا فعلت فاشهدن بعين من هو بالخفايا عالم و خبير و الله أعلى و أعلم و أجــــل اسأل الله رب العرش العظيم أن نكون جميعا فى جنة الفردوس مع أُمة سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و أنتظرونا يوم الخميس المقبل إن شاء الله
كما أسأل الله أن يمد لى فى عمرى و يوفقنى لكتابتها و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخيكم الفقير إلى رحمة الله و غفرانه هشام عباس محمود |
|
|