المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
نحو داعية ربانى (2-3)
نحو داعية ربانى (2-3) بقلم : نبيل جلهوم * أوضحنا فى الجزء الأول من مقالنا من هو الداعية الربانى الذى ننشده وماذا قصدنا بالداعية وكيف يتصف بصفات الربانية .. ثم بدأنا نضع حروفا على نقاط لهذا الداعية وبدأناها بتوضيح أن حياة الداعية حياة يجب أن تكون كلها لله . .. ونستكمل بإذن الله فى الجزء الثانى بهذه النقاط . · الداعية الربانى .. على ثَغْر : فمن الضرورى عليه أن يوقن أنه على ثغر عظيم من ثغور الإسلام العظيم خاتم الرسالات , وأن مهمته ليست إلا تجسيد وممارسة عملية لمهمة الرسل والنبيين , وبالتالى وَجَب عليه أن يكون على القدر الذى يجعله رمزاً صالحاً يُشار إليه بالبنان . فهو رسول الهداية ومنبع الوقاية ومفتاح السعادة , إذا صلح فهمه للإسلام وتَوسّط وإعْتَدل وتمتّع بشموليته لفهم دينه لصَلُحَ الناس من حوله وتصحّحت المفاهيم وإنضبطت الأفكار وإنصلحت القيم وتنوّرت العقول بما يرضى الله والرسول . · الداعية الربانى .. وَسَطىُّ مُعتَدِل : فمن الضرورى أن يوقن أنه مطالب بإخراج الناس جميعاً من ضيق وسوء المفاهيم والأخلاق والإيمانيات الضعيفة إلى صحة وسعة المفاهيم والمضامين والأخلاقيات الواسعة العظيمة .. شريطة الحٌسنى والتبليغ الجميل والمحبّبُ إلى نفوس الناس , فلا تشدّد ولاتعنّت ولاتضييقا للواسع , ولكنّ الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالأحسن هى أجمل وأعظم مايجب أن ينهجه الداعية الربانى الناجح , وأن يجعل الإعتدال والوسطية فى أطروحاته منهجاً سامياً محورياً يرتكز عليه فى تبليغ الناس وإرشادهم وألا يتخذ غيره بديلا .. وأن يدعوا دائما ربه قائلا : اللهم أبرم لأمة محمد أمر رُشد وسداد وأمن وأمان ورخاء يُعِزّ فيه أهل طاعتك ويُهْدَى فيه ويُتاب على أهل معصيتك . وألا يكون ممن يدعوا قائلا : يُهدى فيه أهل طاعتك ويُذّلُ فيه أهل معصيتك ... فلا يليق بالداعية الربانى أن يدعو بإذلال أهل المعصية ...فما من أحد منا معصوم من الخطأ .. إلا من رحم الله .. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم .. ونسأل الله عفوه ورضاه لنا ولأمة محمد قاطبة . · الداعية الربانى .. طَبيبُ المُجتمع : يجب أن يوقن الداعية أنه الطبيب الأول للمجتمع بأكمله وهو مايستدعى أن يكون ماهرا فى إكتشاف أمراض الناس السلوكية والأخلاقية والإيمانية والتعبدية ويكون حسناً فى التشخيص وحسناً فى وصف العلاج , وأن يكون قارئاً جيداً وبإستمرار فى كل ماهو جديد فى قاموس الطب الدعوى النبوى النافع والمؤثر , وإذا أراد التميز و المهارة فى ذلك فليجعل قدوته صاحب الدعوة قائد الغُرّ المحجلين وخاتم المرسلين الحبيب محمد الأمين صلوات الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين , فهو الأسوة والقدوة أَكْرِمْ بها من أسوة وقدوة .
وهى سمة هامة , فلا يصح لداعية يريد أن يكون ربانيا بأن يخسر الناس أو شريحة منهم لكونه لايستطيع أن يكون ذا لسان طيب يُحبّب الناس فى الخير ويُرشدهم إليه , يداعب بكلماته الجميلة الحاضرين , ويلاطف بمزاحه المهذب المستمعين , يرسل البسمات والإشارات اللطيفة لمن أمامه من المتعطشين , فيكون بلسماً يٌزيح الهموم وباباً لإسعاد المكلوم والإطاحة بالهموم , وروحاً جميلة تسرى فى أجساد الناس فتحييها بنور الله ... فتصبح آمنة مطمئنة تتعبد ربها بحُب وشغف وصفاء وشوق .. .. وإلى لقاء قادم إن شاء الله فى حلقة قادمة وأخيرة . * كاتب إسلامى . |
|
|