المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان :ففِرُّوا إلى الله
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: ففِرُّوا إلى الله ، والتي تحدَّث فيها عن ربِّ العِزَّة - جلَّ جلالُه -، مُتحدِّثًا عن عظَمَتِه وقُدرتِه، وبديعِ صُنعِه - سبحانه -، ووجوبِ معرفةِ العبادِ لربِّهم وخالِقِهم ورازِقِهم، والحذَرَ مِن حملات التشكيكِ والزندَقَة والإلحاد، كما حثَّ على الرُّجُوع إلى المنهَلِ الصافِي الكتابِ العزيزِ، وسُنَّة المُصطفَى - صلى الله عليه وسلم -، ففيهما الجوابُ عن كل سؤالِ حائِرٍ. الخطبة الأولى إنَّ الحمدَ لله، نحمدُك ربِّي ونستعينُك ونستغفِرُك ونتوبُ إليك، نحمدُ اللهَ - سبحانه - ونشكُرُه شَهِدَت له بالربوبيَّة جميعُ مخلُوقاتِه، وأقَرَّت له بالإلهيَّة جميعُ مصنُوعاتِه. الحَمدُ للهِ ذِي الإفضالِ والكَرَمِ أسبَغَ على الخَلقِ ما قَد شَاءَ مِن نِعَمِ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلِمةٌ قامَت بها الأرضُ والسماوات، وخُلِقَت لأجلِها جميعُ المخلُوقات، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه ختَمَ بشريعتِه الشرائِع، وهذَّبَ بسِيرتِه الأخلاقَ والطبائِع، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه شُجعان الشجائِع، وفُرسان الوقائِع، والتابِعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فاتَّقُوا الله - عباد الله -، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } [الطلاق: 5]. فالزَمُوا - رحِمَكم الله - تَقوَى إلَهِ العالَمِينَ فإِنَّها عِزٌّ وحِرزٌ فِي الدُّنَا والمَرجِعِ فِيهَا غِنَى الدَّارَينِ فَاسْتَمْسِكْ بِهَا والْزَمْ تَنَلْ ما تشتَهِيهِ وَتَدَّعِي أيها المسلمون: مَن أمعَنَ في مسارِحِ النَّظَر، وقلَّبَ مطارِحَ الفِكَر، وعرَضَ على عقلِهِ أحوالَ الزَّمان تملَّكَتْه الحَيرةُ والذُّهُول، وَمَا يُدهِشُ الأفكارَ والعقُول؛ حيث أصبَحَ العالَمُ اليوم في احتِرابٍ، وحَبلُه في اضطِراب، وجفَّت فيه الرَّوحانيَّة، وملَكَت عليه أمرَه الماديَّةُ التي تهدِمُ مِن قواعِدِ الدين ولا تبنِي، وترمِي المُقوِّمات الإسلامية في كل يومٍ بفاقِرةٍ مِن المسحِ الفِكريِّ، والنَّغَلِ القلبِيِّ، والدَّغَلِ المطوِيِّ. تحت ألوِيةٍ وشِعاراتٍ، بل هي للكُفر رايات، وكَم فتَحَ سَدَنَتُها أبوابًا للشكّ ِ في وُجودِ خالِقِ الأرض والسماوات، واستِحقاقِه للعبادةِ وحدَه دون سِواه! أوَكانَ يخطُرُ ببال أن يعُمَّ الوَبال، حتى نسمَعَ في بعضِ بلادِ المُسلمين مَن ينبُو عن التوحيدِ والوحدانيَّة، بل ويدعُو إلى التوغُّل في الزَّندقَة والإلحاد؟! في زمنِ التحوُّلات والصِّراعات، وفي ظِلِّ تنامِي المُتاجَرَة بالدينِ تحت شِعاراتٍ سياسية، ونَعَراتٍ طائفيَّة، ومُحاولاتِ اختِطافِ الإسلام وعُقُولِ أبنائِه بين الغُلُوِّ والتحرُّر، ومُجانبَة الاعتِدال، ومُواقَعَة التطرُّفِ أو الانحِلال. وأما الهَجَمات الإرهابيَّة بالأسلِحة الكيماوية ضدَّ النساء والأطفال، والمدنيين المُستضعَفين، في كوارِثَ إنسانيَّة مُروِّعة، واغتِصاب الصَّهايِنة الغاشِمِين لمُقدَّسات المُسلمين، وتفاقُمِ الأمرِ حِيالَ تحقيقِ الأمنِ والسِّلم الدولِيَّين، والمآسِي الإنسانيَّة المُتكاثِرة، وتطاوُل مخالِبِ محاوِرِ الشرِّ والعُدوان. وفي زمانِ العلمِ، وتزايُدِ أدِلَّة إثباتِ وجُودِ الله تعالى لذَوِي العقُول والحِجَى، تُلهِينَا هذه الصَّرخاتُ الصَّارِخات عن كثيرِ الآهات والأنَّات التي تَنالُ مِن جسَدِ الأمةِ الإسلاميَّة، وتُهارِشُ وحدتَها. وهنا - يا رعاكُم الله - تبرُزُ الحاجةُ بل الضرورةُ إلى الفِرارِ إلى الله – جلَّ جلالُه -. ربَّاهُ ربَّاه! يا اللهُ يا اللهُ! { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [الذاريات: 50]. فلا غِنَى للعِباد عن خالِقِهم وبارِئِهم طَرفةَ عينٍ ولا أقلَّ مِن ذلك. معاشِر المُسلمين: إذا كان مِن المُتقرِّر أنَّ اللهَ - سبحانه - إنما خلَقَ الخلقَ ليعبُدُوه، فهل يمكن أن يعبُدُوه دُون أن يعرِفُوه؟! بل لا بُدَّ مِن معرفتِهم له - سبحانه -؛ ليُحقِّقُوا الحِكمةَ العُظمَى، والغايةَ الكُبرَى مِن إيجادِهم في هذه الدنيا. وإنَّ مِن الزِّرايةِ بالعبدِ ونِعَمُ المَولَى عليه تَتْرَى، وفضلُهُ عليه يتَوَالَى: أن يكون جاهِلًا بربِّه، مُعرِضًا عن معرفتِه والعلمِ به وبأسمائِه وصِفاتِه؛ إذ بقَدرِ ذلك يَزِيدُ إيمانُه، ويَقوَى يقينُه. يقولُ العلامةُ ابن القيم - رحمه الله -: والعلمُ بالله أصلُ العلمِ بكل معلُومٍ. ويقولُ أبو القاسم الأصبهانيُّ - رحمه الله -: فينبغي للمُسلمين أن يعرِفُوا اللهَ وأسماءَه وصِفاتِه، فيُعظِّمُوا اللهَ حقَّ عظَمَتِه . فلِواحِدٍ كُنْ واحِدًا فِي واحِدِ أعنِي سَبِيلَ الحَقِّ والإِيمانِ أيها المُسلمون: لقد تجلَّت عظَمةُ الله في مخلُوقاتِه، وحضَرَت شاخِصةً في بَدِيعِ مصنُوعاتِه، سبَّحَت له السماواتُ وأملاكُها، والنُّجُومُ وأفلاكُها، والأرضُ وسُكَّانُها، والبِحارُ وحِيتانُها، والجِبالُ والشجرُ والدوابُّ والآكامُ والرِّمال، وكلُّ رَطبٍ ويابِسٍ، وحيٍّ وميِّتٍ، { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [الإسراء: 44]. إنهُ اللهُ - جلَّ جلالُه، وتقدَّسَت أسماؤُه -، لا إله غيرُه، ولا ربَّ سِواه. سُبحانَ مَن هُو لا يَزالُ مُسبَّحَا أبَدًا ولَيسَ لغَيرِهِ السُّبْحَانُ سُبحانَ مَن لا يَحجِبُ عِلمَهُ فالسِّرُ أجمَعُ عِنْدَهُ إعلَانُ أيها المُؤمنون: تأمَّلُوا مخلُوقات الله، وتفكَّرُوا فيها؛ فدلائِلُه لا نُحصِيها. انظُرُوا إلى السماء وهَيبَتها، والنُّجُوم وفِتنَتِها، والشمسِ وحُسنِها، والكواكِبِ ورَوعَتها، والبَدرِ وإشراقِه، والفضاءِ برَحابَتِه. سَحائِبُ تُرسَلُ مِدرارَا .. وبِحارٌ تحمِلُ أمواجَا .. وأمطارٌ تتبَعُ أمطارَا .. طاهِرةً تجرِي أنهارًا .. وتأمَّل في قِمَمِ جِبالٍ .. شامِخةٍ في الجوِّ عَوَالٍ .. صامِدةً مَرَّ الأجيَالِ .. سُبحان الربِّ المُتعالِي .. وكواكِبُ تسبَحُ ونُجُومٌ .. في الفَلَكِ الدائِرِ وتحُومُ .. للكوكَبِ قد خُطَّ مَدار .. بنِظامٍ فيه قد سار. { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } [النمل: 88]، { أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ } [النمل: 60]، لا إله إلا الله. بَدِيعُ الصُّنعِ أعطَى كلَّ شيءٍ حقيقتَهُ فرفاضَ بِهَا الكَمالُ تَرامَى الكَونُ يجمَعُ خافِقَيْهِ ليَحكِيَ قصَّةً عنه الخَيَالُ مَنْ مَرَّ عن نِعَمِ الرَّحمنِ مُنشَغِلًا فسَوفَ يفقِدُها يَومًا ويَبكِيهَا ومَن يمُرُّ عليها شاكِرًا أبدًا سيشكُرُ اللهَ ذا شُكرٍ ويُبقِيهَا إخوة الإيمان: تتضاءَلُ المعارِفُ والعلُومُ أمام العلمِ بأشرفِ معلُوم، ألا وهو: العلمُ بالله - سبحانه -، لذا أمَرَ نبيَّه بقولِه: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } [محمد: 19]. قال الإمام الطبريُّ - رحمه الله -: فاعلَم - يا مُحمدُ - أنَّه لا معبُودَ تنبَغِي أو تصلُحُ له الألوهيَّة، ويجوزُ لك وللخلقِ عِبادتُه إلا اللهُ الذي هو خالِقُ الخلق، ومالِكُ كل شيءٍ، يَدِينُ له بالربوبيَّة كلُّ ما دُونَه". إنهُ اللهُ - جلَّ جلالُه -، لا إله إلا الله. فأفضلُ ما عرَفَ العبادُ ربَّهم وخالِقَهم وبارِئَهم - سبحانه -، وما يستحِقُّه مِن صِفاتِ الكمال، ونُعُوتِ الجلالِ والجمالِ؛ إذ شرفُ العلمِ بشرَفِ المعلُوم، لذلك كان العلمُ بالله أشرفَ العلوم على الإطلاق، { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الزمر: 67]. سُبحانَك ربَّنا! ما عبَدنَاك حقَّ عِبادتِك، وما قَدَرنَاك حقَّ قَدرِك. تأمَّلْ سُطُورَ الكائِناتِ فإنَّهَا مِنَ المَلِكِ الأعلَى إليكَ رسَائِلُ وقد خطَّ فِيها لو تأمَّلْتَ خَطَّهَا ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلَا الله بَاطِلُ ولقد وقَفَ سلَفُنا الصالِحُ طوِيلًا أمامَ هذه الآياتِ الشرعيَّة والكونيَّة، وتأمَّلُوها حقَّ التأمُّلِ، فأفرَدُوا اللهَ بالعِبادة، فتحقَّقَ لهم ما لم يتحقَّق لغَيرِهم مِن التقوَى والخُشُوع، والإنابةِ والهُطُوع، عنايةً بتحقيقِ التوحيد الذي هو حقُّ الله على العَبيد، وإبطالًا للشِّركِ والتندِيد. هذا أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه -، الرَّجُلُ الأسِيفُ البكَّاء، سبَقَ الأمةَ بإيمانٍ عمِيق، وتصدِيقٍ وثِيق، ليس بكَثرةِ صلاةٍ ولا صِيام، ولكن بشيءٍ وقَرَ في قلبِه. وهذا الفارُوقُ عُمرُ - رضي الله عنه -، كان في وجهِهِ خطَّان أسوَدَان مِن كثرَةِ البُكاء. وهذا مُحارِبُ بن دِثارٍ التابِعيُّ الألمَعيُّ، كان إذا أظلَمَ الليلُ، ونامَت العيُون، وقفَ يبتَهِلُ إلى ربِّه ويقولُ: "يا الله! يا الله! أنا الصغيرُ الذي ربَّيتَه فلك الحمدُ. أنا الضعيفُ الذي قوَّيتَه، فلك الحمدُ. أنا الفقيرُ الذي أغنَيتَه، فلك الحمدُ. أنا السائِلُ الذي أعطَيتَه، فلك الحمدُ. أنا المريضُ الذي شفَيتَه، فلك الحمدُ. انا الداعِي الذي أجبتَهُ، فلك الحمدُ". فلك الحمدُ ربَّنا حمدًا كثيرًا على حمدٍ لك، لا إله إلا الله تَاهَ لُبِّي، وذابَ قلبِي لربِّي، فهو حُبِّي وسَلوَتِي في حياتِي. أنتَ أهلُ الثَّنَاءِ والمَجدِ فامْنُنْ بجَمِيلٍ مِنَ الثَّناءِ المُواتِي مَا ثَنَائِي عليكَ إلا امتِنَانٌ ومِثالٌ للأنعُمِ الفائِضاتِ { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُو َ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [الأنعام: 102]. ألا فاتَّقُوا اللهَ - عباد الله -، وأفرِدُوه بالعِبادة، وأخلِصُوا له الدين، وفِرُّوا إليه، واطلُبُوا النصرَ والعِزَّ والتمكينَ مِنه؛ تسعَدُوا وتُفلِحُوا في دُنياكم وأُخراكم. أعوذُ بالله مِن الشيطان الرجيم: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 162، 163]. بارَكَ الله لي ولكم في القرآن والسنَّة، ونفعَني وإياكُم بما فيهما مِن الآياتِ والحِكمة، أقولُ قولِي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِرِ المُسلمين مِن كل ذنبٍ؛ فاستغفِرُوه وتوبُوا إليه، إن ربِّي رحيمٌ وَدُود. الخطبة الثانية الحمدُ لله لم يزَلْ بصِفاتِ الكمال مُتَّصِفًا، وبدلائِلِ ربوبيَّتِه وآلائِه إلى عِبادِه مُتعرِّفًا، وأُصلِّي وأُسلِّمُ على عبدِ الله ورسولِه نبيِّنَا مُحمدِ بن عبد الله، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِه وأتباعِه وأصحابِه ومَن سارَ على نَهجِهم واقتفَى، وسلَّم تسليمًا مزيدًا. أما بعد .. فيا عباد الله: فاتَّقُوا الله - تبارك وتعالى -، واعلَمُوا أنَّ أصدَقَ الحديثِ كِتابُ الله، وخيرَ الهَديِ هَديُ مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ بِدعةٍ ضلالة، وعليكُم بالجماعةِ؛ فإنَّ يدَ الله مع الجماعة، ومَن شذَّ شذَّ فِي النَّار. إخوة الإيمان: وإنَّ مِن الحقائِقِ الصادِحة، والمُسلَّمات الواضِحة: أنَّ أعظمَ مَن عبَدَ اللهَ وعظَّمَه هو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي كانت حياتُه أمثَلَ حياةٍ وأزكاها، اكتنَزَت الصِّدقَ والشرفَ والنَّزاهَةَ، وعظمَةَ النفسِ، وسُمُوَّ الرُّوح، وأصولَ الفضائل. مُكمَّلُ الذَّاتِ في خلقٍ وفي خُلُقٍ وفي صِفاتٍ فلا تُحصَى فضائِلُهُ فواللهِ ما مشَى على الأرضِ مِثلُهُ |
|
|