[هيفولا]

في صدري حديث وعلامة استفهام وتعجب
أثمة سامع ؟

مساء الرحمة ياكرام
غفر الله لي ولكم وتجاوز
أأنتم بخير ؟

قبل مدة خرجت مع صغيرتي ٢/م لحاجة، ابنتي تلبس خمارا سابغا ونقابا كويتيا محتشما، وعباءة كتف واسعة
لما عُدت للبيت أخبرتني عن استياء تحمله من فتاة كبيرة لاحظتُ عبورها بجانبنا
-ماما البنت سخرت من شكلي
- وما الذي في شكلك؟
- لأني منقبة وعلي خمار
- ربما أنت واهمة
- ماما سمعتني كلماتها
لم اسأل الصغيرة عن الكلمات التي سمعتها، وما شككت بفهمها، لأني رأيتُ الازدراء من عين الفتاة - أصلح الله بالها - وقصدتُ أن أقفز خطوة في الحوار، لعل الصغيرة تتدرب على الاجتياز فسألتها:
- عدّي أصابع يديك
- وش دخل ؟
- تأكدي أهي لازالت عشرة ؟ أم نقصت ؟
- ماما ما نقص مني شيء، لكني غاضبة
سألتها:
- هل اهتزت عبودية الحجاب في قلبك؟ هل شككتِ بالأدلة وصحتها؟
- لا
- هل راودتك نفسك برمي النقاب؟
- لا
-ما الذي اغضبك إذن؟
- لأنها لم تحترمني؟
- هل أنتِ محتاجة لا حترامها؟
- لا، لكن الاحترام حق لكل الناس
- بما أنه حق، فهي لم تحترم نفسها أولا، الذين يبخسون الناس حقهم بخلاء.
-ماما افهميني هي تعتقد أنها حرة في قبول التشريع (الحجاب) ورفضه، طيب ليش ما تعاملني بمنطق الحرية وتحترم اختياري وخماري؟

البكاء في صدرها عالي،شفتها تميل من كل اختناق بالعبرة،هل أخبرها أن تحتاج أن تتدرب على مثل هذه المواقف ولا تبالي
وأن هناك فئة كبيرة من المجتمع تفرح بوجود أمثالها؟
- ماما هي لا تعرفني شخصيا لتسخر مني، هي تسخر من نقابي وخماري
قاطعتها وقلت :
- لا هي لا تسخر منك ولا من خمارك ، هي مسكينة فقط، وليس لديها علم شرعي. أن يختصنا الله بنعمة ويحرم غيرنا هذا دافع أن نحمد الله تعالى عليها، ولا نبالي أو نهتز بمن يسخر، بل نعاملهم برحمة وشفقة وندعوا لهم.
سألتها:
- هل سُخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
- نعم وكل الأنبياء
- أليسوا كراما على الله وعند الله؟
- بلى
- السخرية ليس معناها انخفاض اعتبارنا في السماء، ولا حتى اهتزاز ثقتنا بأنفسنا أو مكانتنا في الأرض، يابنتي نحن هنا في دار ابتلاء
ولا يكون المسلم إماما إلا بالإيمان والصبر
اعدتُ عليها توجيه حفظته مني منذ أن دخلت الصف الأول الابتدائي:
- يابنتي تحتاجين قيادة مشاعر، تعلمي هذه المهارة من الآن، اضبطي مشاعرك جيدا.
صمتت ثم ذهبت لغرفتها
الأكيد أنها تحتاج هي ومن في جيلها مهارات مختلفة عن الجيل السابق
وتحتاج وعي مختلف، و تأصيل عال،
وقبل ذلك كله هداية ربانية.

حصة عبداللطيف