(14) نقطة مهمة لابد من مراعاتها قبل الطلاق
مقال د جاسم المطوع
وردتني تعليقات كثيرة علي مقال الإسبوع الماضي والذي تحدثت فيه عن (6) حالات تجعل الزوجين يفكران في التخلي عن زواجهما وهما : عندما يكون زواجك سببا في عزلك عن أهلك وأصدقائك وحتى عن نفسك ، وعندما يطلب أحد الطرفين من الآخر أن يغير دينه ، وفي حالة العنف والضرب المستمر والمتكرر ، وفي حالة القلق من كثرة المشاكل التي تحدث بين الزوجين ، والإدمان بكل أنواعه للكحول والمخدرات والعلاقات المحرمة ، وأخيرا استمرار الخيانات وعدم التوقف أو تركها ، فهذه ستة حالات تعرض الزواج للإنفصال وخاصة في حالة عناد أحد الطرفين في الإستمرار بها وعدم علاجها
ووردتني مقترحات من القراء بإضافة البخل وتدخل الحماة في العلاقة الزوجية ، ولعل من التعليقات الطريفة أن إحدى الزوجات كتبت بأنها تعيش أربع حالات من الحالات الستة التي ذكرتها ومع ذلك فهي صابرة ولم تطلب الطلاق ، وصار أكثر القراء يعلق علي كلامها ، فبعضهم قال المفروض أنك لا تصبرين وتطلبين الطلاق وهو من حقك ، وبعضهم قال أصبري واستمري لعل الله يهديه ويترك الحالات الأربع وأجرك عند الله عظيم ،
والسؤال الذي أود طرحه بهذا المقال هو : هل كل مشكلة مستمرة تحدث بين زوجين ترشح الزواج للإنفصال؟ والجواب علي هذا السؤال هو: أن هناك أمرين لابد أن نفرق بينهما حتى نتخذ القرار الصحيح ، الأمر الأول نوعية المشكلة وحجمها وهل هي مستجدة أم قديمة ، والأمر الثاني ظروف الطرف الآخر المادية والصحية والنفسية ، لأن في بعض الحالات تحدث نفس المشكلة في بيتين مختلفين وكل أسرة تتخذ قرارا مختلفا عن الأخرى بما يتناسب مع ظروفهما وطبيعة شخصية الزوجين وهذا هو الصواب
ونضرب مثالا علي ذلك في حالة ادمان الزوج المتكرر ، فلو كانت زوجة المدمن لديها أطفال صغار وتخاف أن يشاهد الأطفال والدهم كل يوم يدخل البيت في حالة التعاطي ، أو أنه يتعاطي داخل البيت، وهي مستقرة اجتماعيا، وبيت أهلها قريب منها وهو بيت كبير ووالديها موجودين ولها دخل تعيش منه، فلو طلبت الطلاق بمثل هذه الظروف يكون قرارها صحيح ،
أما لو كانت زوجة أخرى ليس لديها أطفال أو أن زوجها يتعاطي في الخارج ولا يتعاطي بالبيت أو أن أبنائها كبار بالسن، ووالديها متوفين وليس عندها دخل شهري، ففي مثل هذه الظروف يكون قرارها بالصبر وعدم الإنفصال صحيح لأنه يتناسب مع ظروفها وطبيعة حياتها،
في مثل هذه الحالة أنا لا أتحدث عن الحقوق والواجبات أو ما ينص عليه القانون من الحقوق وإنما أتحدث عن مهارات حل المشاكل والوقت المناسب لإنهاء العلاقة الزوجية بسبب يضر باستقرار وأمن الأسرة ويهدد سلامتها التربوية ، ولهذا نحن عندما ندرس الحالة ندرسها من جميع جوانبها حتى نتخذ قرار الإنفصال، لكي يكون القرار صحيحا ويتم تطبيقه بمنهجية التسريح بإحسان ، فعندما ندرس المشكلة الزوجية نفكر بمعايير كثيرة مثل (عمر الزوجين وجنسيتهم ودراسة وضعهم الصحي والنفسي والمادي ومعرفة عدد أولادهم وأعمارهم ومشاكلهم والتعرف علي طبيعة السكن ومستقبل السكن في حالة الإنفصال ، كما ندرس نوع المشكلة وعمرها وطبيعتها ومدي تأثيرها علي الزوجين والأبناء ، ومدى استعداد صاحب المشكلة بتجاوز مشكلته وإعطائه الفرصة لو وعد لمعرفة حقيقة وعده) ، وبعد هذه الدراسة (14) نقطة يتم اتخاذ القرار بعدها والخيار للزوجين في النهاية