المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
كل ما في الكون يسبح بحمد الله
الأخ / إبراهيم إسماعيل كل ما في الكون يسبح بحمد الله { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } الإسراء44 من أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى : ذكر ابن كثير( يرحمه الله) ما نصه:' يقول تعالى: تقدسه السماوات السبع والأرض ومـن فيهن, أي: من المخلوقات, وتنزهه وتعظمه وتجله وتكبره عما يقول هؤلاء المشركون, وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وإلهيته.... كما قال تعالى { تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً } مريم91.. وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ أي: وما من شئ من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله, وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ أي: لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس, لأنها بخلاف لغتكم, وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد, وهذا أشهر القولين, كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: ( كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ) وقال الإمام أحمد... عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه مر علي قوم وهم وقوف علي دواب لهم ورواحل, فقال لهم اركبوها سالمة, ودعوها سالمة, ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق, فرب مركوبة خير من راكبها, وأكثر ذكرا لله تعالي ) وفي سنن النسائي عن عبدالله بن عمرو قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع, وقال: ( نقيقها تسبيح ) وقال بعض السلف: إن صرير الباب تسبيحه, وخرير الماء تسبيحه وقال آخرون: إنما يسبح ما كان فيه روح, يعنون من حيوان أو نبات.....'. وجاء في' الظلال'( رحم الله كاتبها برحمته الواسعة) ما نصه:'. .... وهو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير, وتنتفض روحا حية تسبح الله, فإذا الكون كله حركة وحياة, وإذا الوجود كله تسبيحة واحدة شجية رخية, ترتفع في جلال إلي الخالق الواحد الكبير المتعال, وإنه لمشهد كوني فريد, حين يتصور القلب كل حصاة وكل حجر, كل حبة وكل ورقة, كل زهرة وكل ثمرة, وكل نبتة وكل شجرة, كل حشرة وكل زاحفة, كل حيوان وكل إنسان, كل دابة علي الأرض وكل سابحة في الماء أو الهواء.. ومعها سكان السماء... كلها تسبح الله وتتوجه إليه في علاه. وإن الوجدان ليرتعش وهو يستشعر الحياة تدب في كل ما حوله مما يراه ومما لا يراه, وكلما همت يده أن تلمس شيئا, وكلما همت رجله أن تطأ شيئا.... سمعه يسبح الله, وينبض بالحياة وإن من شيء إلا يسبح بحمده يسبح بطريقته ولغته { وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } لا تفقهونه لأنكم محجوبون بصفاقة الطين, ولأنكم لم تتسمعوا بقلوبكم, ولم توجهوها إلي أسرار الوجود الخفية, وإلي النواميس التي تنجذب إليها كل ذرة في هذا الكون الكبير, وتتوجه بها إلي خالق النواميس, ومدبر هذا الكون الكبير, وحين تشف الروح وتصفو فتتسمع لكل متحرك أو ساكن وهو ينبض بالروح, ويتوجه بالتسبيح, فإنها تتهيأ للاتصال بالملأ الأعلي, وتدرك من أسرار هذا الوجود مالا يدركه الغافلون, الذين تحول صفاقة الطين بين قلوبهم وبين الحياة الخفية السارية في ضمير هذا الوجود, النابضة في كل متحرك وساكن, وفي كل شئ في هذا الوجود'. وجاء في تفسير الشعراوي( رحمه الله) ما نصه: '... وقوله تعالي” وإن من شيء.... أي: ما من شئ, كل ما يقال له شئ, والشيء هو جنس الأجناس, فالمعني أن كل ما في الوجود يسبح بحمده تعالي, وقد وقف العلماء أمام هذه الآية وقالوا: أي تسبيح دلالة علي عظمة التكوين, وهندسة البناء, وحكمة الخلق, وهذا يلفتنا إلي أن الله تعالي منزه ومتعال وقادر, ولكنهم فهموا التسبيح علي أنه تسبيح دلالة فقط; لأنهم لم يسمعوا هذا التسبيح ولم يفهموه, وقد أخرجنا الحق سبحانه وتعالي من هذه المسألة بقوله ولكن لا تفقهون تسبيحهم إذن: يوجد تسبيح دلالة فعلا, لكن ليس هو المقصود, فالمقصود هنا هو التسبيح الحقيقي كل بلغته فقوله تعالي { وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } يدل علي أنه تسبيح فوق تسبيح الدلالة الـذي آمن بمقتضاه المؤمنون, إنه تسبيح حقيقي ذاتي ينشأ بلغة كل جنس من الأجناس, وإذا كنا لا نفقه هذا التسبيح, فقد قال تعالى: { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } ( النور:41). يقرر النص القرآني الكريم الذي نحن بصدده أن الخلق بمختلف مستوياته وهيئاته وصوره يسبح الله( تعالى) تسبيحا لا يفهمه من الناس إلا من أعطاه الله( سبحانه وتعالي) القدرة علي ذلك فقال( عز من قائل): {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } وهو تسبيح حقيقي ذاتي ينشأ بلغة كل مخلوق من الأحياء والجمادات ومن مختلف صور المادة والطاقة والظواهر المصاحبة لوجودها. من موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ } هل تعلم أن الماء والنبات والجماد والحجر والشجر يسبح بحمد ربه قديما قال الشاعر: تأمل في نبات الارض وأنظر**** الى اثار مـا صنع المــليك عيون مـــن لجين شاخصات **** بأحداق هي الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات**** بأن الله ليس له شـــــريك وقال سبحانه وتعالى: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } هل تعلم أن الطير يسبح بحمد ربه.. { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } هل تعلم أن الرعد يسبح بحمد ربه { وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } إن الأرض تسجد لربها .. والنجوم تسجد لربها .. والشمس تسجد لربها والقمر يسجد لربه .. والجبال تسجد لربها .. والشجر يسجد لربه الدواب تسجد لربها قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ } فما بال الإنسان بعد ذلك يستنكف ويستكبر على خالقه ؟ ما باله يتمرد على نظام الحياة أجمع ؟ وماذا عساه يساوي في هذا الكون ؟ وأين مكانه في هذا العالم الفسيح ؟يا عجبا من مضغة لحم كيف تسمع آيات الله تتلى عليها ، فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب .. فليس بمستنكر على الله عز وجل أن يخلق لها نارا تذيبها إذا لم تلن على كلامه وذكره ومواعظه!! كل هذه الكائنات ، وتلك المخلوقات ، تسبح خالقها وتقدسه ، وأنت أيها الانسان غافل لاه .. وقد خلقت لأجلك ، وسخرها طوع أمرك ، وقد كرّمك وفضّلك ؟! فمن الشاذ والغريب ؟ كيف تتمرد على خالقك ، وتستنكف عن طريق الهداية ، فتستظل وتختبئ حين تواقع المعصية وراء حائط يسبح ويسجد لربه !!. أخي\اختي : تيقن حق اليقين أن ملك الموت ليس عنك بغافل كما تعداك إلى غيرك فهو في الطريق إليك وما هي إلا أعوام أو أيام بل ربما لحظات .. فتصبح وحيدا فريدا ..في قبرك ..هل تعتقد أنك خلقت عبثا؟!. إن هناك أناسا اعتقدوا أنهم قد خلقوا عبثا وتركوا سُدى بلا وظيفة .. فكانت حياتهم لهوا ولعبا. هؤلاء جاء وصفهم في القرآن تعلو أبصارهم الغشاوة ، وفي آذانهم وقر فلا يسمعون الهدى يناديهم ..أعينهم متحجرة وقلوبهم معميّـة فلا يرون الطريق إلى الله تعالى .. في مجالسهم تجد كل شيء .. إلا ذكر الله تعالى ! هربوا من الله وهم عبيده وبين يديه وفي قبضته .. دعاهم فلم يستجيبوا له .. واستجابوا لنداء الشيطان ولرغباتهم وأهوائهم .. فيا عجبا من هؤلاء .. كيف يلبون دعوة الشيطان ويتركون دعوة الرحمن ؟! حقـا .. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور !!! نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المسبِّحين وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه/ من إعداد العبد الفقير الى الله / إبراهيم مهنا (أبو محمد) |
|
|