المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
قسم الأخت/ أمانى صلاح الدين قسم خاص يحتوى على. كتابات ومقالات الاخت الزميلة أمانى صلاح الدين |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
نفحة يوم الجمعة
من:الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
نفحة يوم الجمعة الشيخ علي الطنطاوى رحمه الله سيعجب أكثر القُرَّاء ويقولون: ارفع رأسك في النهار ترى فوقك بحرًا أزرق، ما لأوله بداية، ولا لآخره نهاية، فإن كان الليل صار ملاءة سوداء، لا يدرك البصر طرفيها، قد طُرِّزت بلآلئ مضيئة، تلمع مثل النجوم، هذه هي السماء، فهل يجهل أحد السماء حتى يسأل ما هي السماء. ما هذا السقف الأزرق إلا الهواء، ولمَّا أطلق الروس أول مركبة اخترقته زُلزِلَت عقول كُنَّا نحسبها أثبت من الجبال، وخفَّت أحلام كانت أثقل من الرواسي، وكاد أقوام يكفرون بعد إيمانهم، فحسبوا -جهلًا منهم أنهم شاركوا الله في ملكه بما وصلوا إليه من العلم، وأنهم سَيَروا في الفضاء قمرًا آخر مثل القمر. كنت أذيع يومئذ أحاديث دائمة من إذاعة دمشق، فقلت مُعلِّقًا على هذا الخبر: إنما مثلكم ومثل قمركم كجماعة من النمل كانت في قريتها في يوم عاصف، فحملت نملة منها قطعة من القش، ثم أفلتتها فحملتها الريح مسافة عشرة أمتار، فظنت النملة أنها صارت من الآلهة.. ولا إله إلا الله، وجاء بعد ذلك من يكتب أن العلم انتصر على الطبيعة وقهَرَها، فأذعت حديثًا آخر قلت فيه: إنَّ القشة ما طارت إلا بالقانون الطبيعي الذي طبع الله الكون عليه، وما يستطيع أحد أن يقهر الطبيعة، وإن قال ذلك سفاهة وجهلًا. وقد نبَّهنا الله إلى ذلك في القرآن، ولكن مَن يتنبَّه؟! ألم تقرءوا خبر { الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ } أي أنه يأتي برجلٍ حُكم عليه بالقتل، فيعفو عنه فيُحييه، ويعمِد إلى آخر فيقتله فيميته، على أنَّه ما أحيا ولا أمات إلا بالسنن التي سنَّها الله، والقوانين الطبيعية التي طبع الله الكون عليها، فلما طلب إبراهيم شيئًا يخرج على هذه القوانين، فقال له: { فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ } ماذا كان جوابه { فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ } ولقد قلت منذ سنين في بعض أحاديثي على مائدة الإفطار في رمضان: إنَّ لكل عصر وثنية، وإنَّ وثنية هذا العصر هي المبالغة في تقدير العلم وتقديسه، وجعله ندًّا للدين. وما العلم؟ العلوم الطبيعية عند أهلها هي: الوصول إلى معرفة قانون الله بالمشاهدة، ثم بالتجربة، ثم بالمعرفة. مراحل لا بد منها . |
|
|